الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

ازدياد فرار مقاتلي "داعش" الغربيين

ازدياد فرار مقاتلي "داعش" الغربيين
9 يونيو 2016 16:51
تزداد أعداد الفارين لا سيما بين المقاتلين الغربيين، من تنظيم "داعش" الإرهابي، وتشكل عودتهم إلى بلدانهم معضلة بالنسبة إلى أجهزة مكافحة الإرهاب.   مع تراجعه في سوريا والعراق وتعرضه للقصف المتكرر من مقاتلات التحالف الدولي، يجد التنظيم المتطرف صعوبة في منع بعض من آلاف المتطوعين الأجانب الذين التحقوا به منذ 2014، من مغادرة المناطق التي يسيطر عليها والعودة إلى بلادهم.   ولدى هؤلاء دوافع عدة أهمها الخوف من الغارات وخيبة أملهم مقارنة مع ما كانوا يتوقعونه وفساد قادة التنظيم في القطاعات التي ينتشرون فيها والتجاوزات بحق مسلمين، أو حتى بسبب السأم ليس إلا، وفق ما جاء في دراسة شملت نحو ستين من هؤلاء أجراها المركز الدولي لدراسة التطرف في جامعة "كنغز كولدج" في لندن.   ويقول المنسق الوطني للاستخبارات الفرنسية ديديه لو بري "إنهم يشعرون بأن العد العكسي قد بدأ. كثيرون بدأوا يوجهون لنا رسائل ليعرفوا كيف يمكنهم العودة. لم تعد الخلافة المظفرة في طور التوسع، ونعرف أن بعضهم يتعرض للقتل عندما يحاول الهرب".   ويضيف لو بري "عدا عن هذا، ونظرا لهوس وارتياب أجهزة تنظيم "داعش"، فإننا نشعر بالقلق عندما نساعد أحدهم، إذ كيف نعرف إن كان صادقا أم في مهمة؟"   وقال المدير العام للأمن الداخلي في فرنسا باتريك كالفار إن "244 شخصا عادوا من سوريا والعراق إلى فرنسا" في منتصف مايو، مضيفا "نحن نشهد زيادة في عدد الذين يعبرون عن رغبتهم بالعودة إلى هنا".   وتابع، خلال جلسة في الجمعية الوطنية (مجلس النواب الفرنسي) "سياسة داعش تعيقهم، لأنهم ما إن يعبروا عن رغبتهم في مغادرة سوريا حتى يصبحوا بالنسبة للتنظيم خونة يستحقون الإعدام فورا".   ومنذ يناير 2014، أنشأ المركز الوطني لدراسات التطرف قاعدة بيانات استنادا إلى مقابلات أجراها باحثوه مع أشخاص تركوا التنظيم لفهم دوافعهم. وباتت القائمة تضم اليوم ستين اسما. وكتب مدير المركز بيتر نيومن في تقرير أن "الأسباب، التي دفعتهم للهرب، هي بمثل تعقيد تلك التي دفعتهم للذهاب إلى هناك. لم يتحولوا جميعهم إلى مناصرين متحمسين للديموقراطية الغربية. بعضهم ارتكب جرائم".   وتتكرر في روايات هؤلاء أربع شكاوى: تنظيم "داعش" يركز على محاربة مسلمين آخرين أكثر من محاربة نظام الرئيس السوري بشار الأسد، تنظيم "داعش" يرتكب فظاعات بحق مسلمين، تنظيم "داعش" فاسد ولا يتبع تعاليم الإسلام، العيش تحت نير تنظيم "داعش" قاس ومحبط".   وقال شيراز ماهر، الذي يعمل في المركز الدولي لدراسات التطرف وأحد الباحثين الذين قابلوا الفارين "غالبيتهم يقولون لنا: لم نأت من أجل هذا". وأضاف ماهر أثناء زيارة لباريس "قال لي أحدهم: أريد أن أقول لكل مقاتلي التنظيم أن لا يذهبوا إلى سوريا. هذا ليس جهادا. ستجدون أنفسكم تقتلون مسلمين".   وغادر بعض هؤلاء المقاتلين دولهم في لحظة تسرع من دون تفكير كبير في الموضوع، وبعضهم كان يريد الانضمام إلى دولة متخيلة أو مجتمع مثالي يطبق الشريعة، وآخرون كانوا ييحثون عن المغامرة والرفقة أو عن دور مهم، لكن هؤلاء الإرهابيين المغامرين غالبا ما يجدون أنفسهم وسط دوامة من أعمال العنف والوحشية والخوف والحرمان والسأم وعدم الفهم والتمييز، وفق روايات الفارين.   وروى شيراز ماهر "قال لي أحدهم إن زعماء التنظيم لا يترددون في هدم مبنى على من فيه من النساء والأطفال لقتل شخص واحد. هذا ليس القتال الثوري، هذه ببساطة مجزرة".   ولخص مقاتل هندي الوضع بقوله "هذا ليس جهادا. لقد جعلوني أنظف المراحيض".
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©