السبت 4 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

دخول الحمامات العامة ليس كالخروج منها!

دخول الحمامات العامة ليس كالخروج منها!
8 يونيو 2008 03:24
تعيش ليلاس طيفور معاناة شديدة في كل مرة تضطر فيها إلى استخدام المراحيض أو الحمامات العامة، لكن ليلاس ليست وحدها في هذا، فما أكثر الذين يعدون إلى الألف قبل أن يفكروا في استخدامها، خاصة إذا كانت غير نظيفة· وما أكثر الذين يغلقون أنوفهم أو يغمضون عيونهم هرباً من مشاهد ''يتعاملون معها مكرهين لضغط الحاجة البيولوجية''· وعدا عن الشعور بالاشمئزاز أحياناً كثيرة، فإن السبب الأهم الذي يدفع الكثير من الناس إلى تجنب استخدام الحمامات العامة هو التخوّف من التقاط الأمراض· فالمقاعد و''الشطاف'' ومقابض الأبواب وسواها، أدوات مسؤولة عن نقل العدوى من شخص لآخر إذا لم يتم تنظيفها وتعقيمها باستمرار وبشكل صحيح· تبتسم ليلاس وهي تتساءل: ''أستغرب لماذا لا تتوافر في الحمامات العامة أغطية ورقية تستعمل لمرة واحدة، وتوضع على مقعد الحمام، تماماً كما هو الحال في الطائرات؟''· وتنتقد بشدة ''الوساخة'' على الأرضيات والجدران خصوصاً على الشطاف، معتبرة أنه من الخطورة استخدامه؛ لأنه ينقل الجراثيم مختلطة بالماء· أما ابنتها سلوى آغا، فيبدو أنها أراحت نفسها من هذا القلق عندما قررت عدم استخدام الحمامات العامة نهائياً حتى في المراكز التجارية الراقية والسبب: ''أنا من الأشخاص المصابين بالوسواس، ولا يمكنني تحمل الروائح الكريهة ولا المناظر الملوثة· ومنعاً للوقوع في موقف كهذا، أحرص على عدم بقائي مدة طويلة خارج البيت''· من جهتها، تقول سناء فواز التي تعمل موظفة في أحد المراكز التجارية: ''إذا تنبه كل واحد فينا إلى طريقة استخدام الحمام العام، يسهل على عامل النظافة مهمته، ويساهم في الحفاظ على بيئة المكان خالية من الملوثات· أما إذا تصرف الشخص باستهتار كما هو سائد، فلا يوجد أي حل؛ لأن الرقابة هنا لا يمكن أن تكون إلا ذاتية''· ومن الحالات الموجودة والتي تدل على حرص البعض، تلفت ماجدة بنات إلى أنها تتحاشى استخدام حمامات المطاعم و''المولات'' إلا للضرورة· وهي في هذه الحالة تحتفظ دائماً داخل شنطة يدها، بمجموعة من الصابون وأدوات التعقيم تمسح بها الكرسي وتعقم كل ما يمكن أن تقع يدها عليه· يذكر هاني الخطيب أنه يفضل الذهاب إلى مطاعم الفنادق الراقية والمراكز التجارية من الدرجة الأولى، كي يوفر على نفسه التعرض لأي موقف مقزز في الحمامات العامة· وبحسب اعتقاده، أن إهمال مثل هذه الأماكن موجود فقط في المطاعم الصغيرة المنتشرة بين الأحياء، ''لذلك لا بد من تكثيف الرقابة عليها؛ لأن نظافة أي مطعم تبدأ من حمامه''· وفي الإطار نفسه، يتحدث علي السيد أحمد وهو مدير مطعم، إذ يعتبر أن النظافة هي أكثر ما يشد الزبون إلى المطاعم· وأكثر ما يعنيه عدا عن الأصناف اللذيذة، المنظر العام للحمام ومدى الاهتمام بتنظيفه وتلميعه، ''فكيف للشخص مثلاً أن يرغب في الأكل بمطعم حمامه يدعو للاشمئزاز؟ وإذا زاره مرة واكتشف أنه متسخ حتى في الركن المخصص لغسل اليدين، هل سيعاود الكرة؟''· وعن نفسه، فهو نادراً ما يستخدم أي حمام عام؛ لأنه وبحسب طبيعة عمله يعرف مدى الاستهتار بالنظافة العامة في مثل تلك الأماكن· الموقف عينه يسجله المهندس شريف جبريل الذي التقيناه في أحد المراكز التجارية، والذي ذكر أنه لا يستخدم الحمام في الأماكن العامة مطلقاً، بل يتحامل على نفسه حتى يصل إلى البيت؛ لأنه بطبعه شديد الوسوسة· من الناحية الصحية، يؤكد الدكتور بسام قاسم، طبيب صحة عامة من مستشفى النور، ضرورة الحرص عند استخدام أي حمام عام سواء في الفنادق أو المطاعم أو المراكز التجارية· ويذكر أن العدوى في أماكن ملوثة كتلك تنتشر بسرعة وتنقل البكتيريا عن طريق اللمس· ولا يكفي أن يبدو الحمام نظيفاً ولماعاً حتى يكون آمناً، إذ لا بد من تعقيمه جيداً بعد كل استخدام لضمان السلامة والصحة· وبعكس ما يعتقد البعض، فإن الأمراض التي قد تنتقل بالعدوى في الحمامات العامة، ليست جلدية وحسب وإنما تنتقل كذلك الأمراض الصدرية أو المعوية والالتهابات· وعن عملية تغيير حفاضات الأطفال في الغرف المخصصة لها، يشير الدكتور قاسم إلى أهمية استخدام الأدوات التي تستعمل لمرة واحدة فقط؛ لأن بعض المخلفات قد تتناثر بلا انتباه هنا وهناك، وتكمن الخطورة في أن الطفل قد يضع في فمه شيئاً يكون قد لامس التلوث المتأتي من الطاولة أو الأرض أو الباب أو أي ركن آخر· والجدير ذكره أن الرطوبة وتناثر الماء داخل الحمامات العامة يساهمان في تكوين بيئة خصبة لانتشار البكتيريا· وهنا يأتي دور عمال النظافة، وهو دور في غاية الأهمية يملي عليهم التأكد تماماً من نظافة الحمام وتعقيم تجهيزاته كافة·
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©