الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الضفة الغربية تواجه نقصاً كبيراً في المياه

1 أغسطس 2009 01:23
يوما بعد يوم يسرج خالد حماره ويتوجه إلى النبع عند مدخل قريته في الضفة الغربية حيث ثلث البلدات غير مرتبطة بشبكة المياه، لنقل المياه إلى عائلته. ويقول هذا الشاب البالغ من العمر 18 عاماً «أقوم بحوالي عشر رحلات ذهابا وإيابا في اليوم» مع حماريه اللذين يحملان على الجانبين مستوعبات المياه. ويضيف خالد نشأت «ليس هناك مياه في المنزل منذ منتصف مارس»، فيما تقارب حرارة الطقس في قرية قراوة بني زيد في الضفة الغربية 35 درجة مئوية. ويؤكد فؤاد حسن عرار رئيس المجلس البلدي في هذه القرية التي تعد حوالي ثلاثة آلاف نسمة ذلك قائلا «في كل صيف، تنقصنا المياه والسكان يشتكون. انها أكبر مشكلة تواجهها قراوة بني زيد». وبحسب البنك الدولي فإن الفلسطينيين يحصلون بشكل محدود على المياه العذبة، وهي محدودة أساساً في الشرق الأوسط، لا سيما في الضفة الغربية حـــيث يقدر معدل الاســــتهلاك اليومي بخمسين ليترا للشخص الواحد وفي بعض الأحيان 20 ليتراً كحد أدنى. وكتب في تقرير نشر في ابريل ان «مستويات الاستهلاك المتدنية جدا هذه تضع غالبية مناطق الضفة الغربية تحت عتبة المعايير الدولية» البالغة حوالي مئة ليتر في اليوم وللشخص الواحد. واوضح البنك الدولي ان «ميكوروت» الشركة الاسرائيلية لتوزيع المياه تغطي 90 في المائة من احتياجات السكان في الضفة الغربية لكن ثلث البلدات الفلسطينية لا يزال غير مربوط بشبكات المياه. واضاف ان اسرائيل تسحب ما يصل الى 1,8 مرة من الحصة التي تعود لها بحسب اتفاقات اوسلو عام 1995 ، وبحسب احصاء جرى عام 2007 ، فإن عدد السكان الفلسطينيين في الضفة الغربية يبلغ 2350500 نسمة. وقالت سوزان كوبلمان التي تخصص منظمتها (مصدر الحياة) عملها لمسألة المياه في الاراضي الفلسطينية المحتلة ان «بلدات مثل قراوة بني زيد تعاني كثيرا». واضافت «خلال اشهر الصيف تواجه قراوة بني زيد نقصا كبيرا في كمية المياه التي تتلقاها» على الرغم من ان الشركة الاسرائيلية زادت اجمالا من كميات المياه التي تؤمنها. وتابعت ان «الاولوية بالنسبة لمصلحة المياه الاسرائيلية هي التأكد من ان تكون كميات المياه التي تصل الى المستوطنات كافية». وتضيف «البقية تخصص للبلدات الفلسطينية، والنتيجة هي ان المياه لا تصل الى الجميع». ورأت فريال فريد (34 عاما) ان ذلك يفسر عبر الرحلات التي لا تتوقف اسبوعيا الى نبع القرية حيث تتم تعبئة مستوعبات مياه وعبوات مياه اخرى قدر الامكان. وقالت هذه السكرتيرة وهي تقوم بتعبئة جالونات المياه «يجب أن نشرب ونطهو وان ننظف المنزل ويستحم الأولاد». ويقع نبــــع القرية على طريق عند أســــــفل مدخلها ويضم صنبورين. ويقـــــــوم نسـاء وأولاد بتعبئة القوارير ويدوسون في المياه الوسخة والوحل. وقالت فريال «نعلم أن المياه ليست للشرب لكننا نشربها على الرغم من ذلك، نقوم بغليها. لقد عشت 12 عاما في الأردن، ومن الصعب العيش في قرية». وتضيف «أنني مضطرة لإيقاظ الأولاد عند الساعة الخامسة فجرا لكي يذهبوا لتعبئة المياه. لقد تعبنا من ذلك، لكنني محظوظة لان لدي رخصة قيادة ويمكنني الذهاب بالسيارة». والبديل عن ذلك هو شراء حمولة صهريج من المياه لكن لقاء 40 شيكل للمتر المكعب (7,5 يورو). وقالت فريال «نشتري في بعض الأحيان صهريج المياه لكن ذلك يكلفنا 120 شيكل مقابل 3 أمتار مكعبة وهي ثمن باهظ» للعائلة التي يكسب رب عملها 1800 شيكل (335 يورو) في الشهر.
المصدر: قراوة بني زيد-الضفة الغربية
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©