الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المكسيك ومخاطر تقليص المساعدات الأميركية

3 ابريل 2018 23:07
في وابل من التغريدات، انتقد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشدة، صباح الأحد الماضي، مساعي «الديمقراطيين» في الكونجرس خلال الآونة الأخيرة، من أجل التوصل إلى اتفاق قد يضفي مشروعية على وضع ملايين «الحالمين» ممن وصلوا أطفالاً بلا وثائق إلى الولايات المتحدة. وكتب ترامب يقول: «ضباط حماية الحدود لا يُسمح لهم بأداء مهامهم على الحدود بسبب تلك القوانين الليبرالية (الديمقراطية) السخيفة مثل قانون الاحتجاز ثم الإفراج. الأمور تزداد خطورة. هناك قوافل قادمة. لابد أن يلجأ الجمهوريون لإقرار قوانين مشددة الآن. لا اتفاق حول (داكا) بعد اليوم». وكان ترامب قد أنهى في الخريف الماضي العمل ببرنامج (داكا DACA) «الحسم المؤجل في شأن الأطفال الوافدين» الذي يعود إلى حقبة الرئيس السابق باراك أوباما والذي سمح لهؤلاء «الحالمين» بأن يعيشوا في البلاد دون خوف من الترحيل. وجاءت تغريدات ترامب رداً فيما يبدو على تقرير أذيع في صباح ذاك اليوم على «فوكس نيوز». وجاءت تغطية شبكة «فوكس نيوز» رداً على تقرير لموقع «بظفيد» مفاده أن أكثر من ألف شخص من مواطني أميركا الوسطى ومن هندوراس بخاصة يشقون طريقهم عبر المكسيك ليصلوا إلى حدود الولايات المتحدة في رحلة تستغرق شهراً تقريباً بدأت في 25 مارس. وهؤلاء المهاجرون يتطلعون إلى الحصول على حق اللجوء فراراً من أفراد العصابات الإجرامية في بلادهم أو يتسللون خلسة إلى الولايات المتحدة. ويتوقع أن يحبط السفر في جماعة كبيرة جهود العصابات الإجرامية الشهيرة بالسطو على المهاجرين الذين يحمل كثيرون منهم قدراً كبيراً من المال في الرحلة إلى الشمال عبر المكسيك. وتعتقد جماعة «ناس بلا حدود»، منظمة القافلة، أنه من الأكثر أمناً أن يسافر هؤلاء الناس معاً. والرحلة خطيرة وقد تذهب بحياة بعض الأشخاص الذين عليهم أن يقطعوا سفراً على امتداد طرق متعددة منها ما يذهب شمالاً مباشرة إلى تكساس، ومنها ما يتجه إلى الشمال الغربي حتى أريزونا أو غرباً على امتداد الساحل، وصولاً إلى كاليفورنيا. وكل طريق يزيد طوله على ألف ميل وينتشر عليه اللصوص وأفراد الشرطة الفاسدون الذين يستغلون سكان أميركا الوسطى ممن هم بلا إمكانية تقريباً لسلوك المسار القانوني. وهناك شبكة من النقل التجاري تمتد عبر المكسيك بمسافة 1450 ميلاً. ويركب المهاجرون فوق سطوح القطارات وأحياناً يسقطون وتتكسر عظامهم أو يعانون من جفاف حاد. وذكر أفراد من القافلة أنهم سيحاولون ركوب القطارات. ولكن في عام 2014، جعل تشديد الحراسة وزيادة سرعة القطارات في المحطات الالتحاق بالقطارات أصعب على المهاجرين. ويطلق المهاجرون عدة أسماء على القطار مثل «قطار المجهولين» و«قطار الموت» وأشهر المسميات هي «الوحش». وقد اتهم ترامب في إحدى التغريدات المكسيك بأنها «لا تفعل شيئاً يذكر أو لا شيء على الإطلاق لوقف تدفق الأفراد عبر حدودها الجنوبية ثم إلى الولايات المتحدة. إنهم يسخرون من قوانين الهجرة الغبية لدينا. يجب أن يوقفوا التدفقات الكبيرة للمخدرات والناس بأعداد كبيرة وإلا فسأوقف بقرتهم الحلوب «نافتا» نحتاج لجدار!». لكن الواقع أن المكسيك تحقق بعض النجاح بما تحصل عليه من مساعدة من الولايات المتحدة. فهناك مئات الملايين من الدولارات في صورة مساعدات تتدفق إلى المكسيك كل عام، منها أموال تذهب لتعزيز أمن حدودها مع جواتيمالا التي يبدأ منها المهاجرون الرحلة. وكان الرئيس باراك أوباما قد أجاز تقديم مليارات الدولارات الإضافية في عام 2014 بسبب توافد آلاف القُصر ممن هم بلا مرافق إلى الحدود الأميركية المكسيكية ومعظمهم من أميركا الوسطى، فراراً من جرائم مروعة ومن أزمات اقتصادية في هندوراس والسلفادور وجواتيمالا. واحتجزت السلطات المكسيكية في العامين التاليين 300 ألف مهاجر. ويحتمل أن تؤدي مقترحات ترامب بتقليص المساعدات إلى المكسيك إلى إضعاف قدرة تلك البلاد على التصدي لتدفق المهاجرين، ومنع تهريب المخدرات عبر حدودها. واتضح تناقض سياسة الحدود لدى ترامب من قبل. فقد ظلت ميزانية قوات حرس السواحل الأميركية كما هي دون زيادة في عام 2018 رغم أن الإنفاق تزايد في البنتاجون. وقوات حرس السواحل تابعة لوزارة الأمن الداخلي. ولكن قوات حرس الحدود تصادر كميات من الكوكايين عبر البحر أكبر بثلاث مرات مما تصادره الوكالات الأميركية عند نقاط التفتيش مما يضعف حجة ترامب في أن جداراً حدودياً سيقلص تدفق المخدرات إلى الولايات المتحدة. *صحفي أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©