أعلنت بريطانيا رسمياً أمس أنها أكملت سحب قواتها المقاتلة ستة أعوام من العراق بعد 6 أعوام من مشاركتها الولايات المتحدة في غزوه.
وخاض 46 ألف عسكري بريطاني الحرب في العراق خلال شهري مارس وأبريل عام 2003 وتركز وجود القوات البريطانية بعد ذلك في جنوب البلاد، خصوصاً محافظة البصرة، ثم جرى تخفيضها تدريجياً وقُتل 179 من أفرادها خلال تلك المدة. ووقعت الحكومتان البريطانية والعراقية أواخر العام الماضي اتفاقية تنص على إكمال انسحاب القوات البريطانية بنهاية شهر يوليو الماضي وبقاء مدربين عسكريين للمشاركة في تدريب قوات الجيش العراقي. لكن البرلمان العراقي فشل في تحقيق النصاب المطلوب للتصويت عليها وإقرارها قبل بدء عطلته الصيفية التي ستنتهي في شهر سبتمبر المقبل. وقال متحدث باسم السفارة البريطانية في بغداد إن آخر 100 جندي بريطاني في العراق تم سحبهم إلى الكويت في الأسبوع الحالي. وقال متحدث باسم وزارة الدفاع البريطانية في لندن «إن فترة بقاء قواتنا تنتهي في 31 يوليو وقد سحبنا المدربين التابعين للبحرية الملكية بالتزامن مع محادثات مع الحكومة العراقية حول الموقف». وأضاف «ستواصل بريطانيا تدريب ضباط الجيش العراقي كجزء من قوات حلف شمال الأطلسي في العراق كما ستدرب مدربين تابعين للجيش العراقي». واكتمل الانسحاب بعد 50 عاما من انسحاب بريطانيا السابق من العراق في شهر مايو عام 1959 عندما غادر آخر جنودها قاعدة الحبانية قُرب مدينة الفلوجة غربي بغداد منهين استعماراً بريطانياً للبلاد بدأ عام 1914. كما تزامن الانسحاب الجديد مع بدء لجنة التحقيق في مشاركة بريطانيا في حرب العراق برئاسة السير جون شيلكوت عملها رسمياً أمس الأول. وفي هذا السياق رفضت منظمة «أوقفوا الحرب» السلمية البريطانية استجواب رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير وشخصيات مهمة أخرى في جلسات مغلقة خلال التحقيق لأسباب تتعلق بالأمن القومي البريطاني. وقالت «من حق الشعب البريطاني معرفة كيف ومتى اتخذ قرار الدخول في الحرب، لكن بعض الشهود الأساسيين ستُسمع إفاداتهم في جلسات مغلقة ولن يتم استجواب أحد تحت القسم مما سيسمح بإخفاء الحقيقة عن الشعب».
عدد اليوم
