محمد عبد السميع (الشارقة)
يأتي «معرض جوهر زايد الإنسان» الذي تنظمه جمعية الإمارات لفنّ الخط العربي والزخرفةِ الإسلاميةِ، في إطار ملتقى الشارقة للخط العربي في دورته الثامنة الذي افتتحه الشيخ سالم بن عبد الرحمن القاسمي رئيس مكتب سمو الحاكم، للإضاءةِ على شخصيةِ المغفورِ له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّبَ اللهُ ثراه.
ومن خلال الإبداعات الخطية الأصيلة، يجد الخطاطون المحليون سبيلهم إلى للتعبير في هذا العام الفريد «عام زايد» عن مشاعرهم تجاه المغفور له، بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، فتسمو روائعهم الخطية بملامح وجوهر شخصيته العظيمة، وأثر عطائها للمكانة الاستثنائية التي يتمتع بها الراحل الكبير، وشخصيته الإنسانية الفريدة وحكمته، وما كان يتمتع به من قيم نبيلة، وكذلك دوره العظيم في تأسيس وبناء نهضة الإمارات، فضلاً عن عطائه الواسع الذي شمل العالم كله بما نفذه من مبادرات كان لها بالغ الأثر في إسعاف وإسعاد الكثيرين في العالم.
يشارك في المعرض أمل الملا، ورقية إسماعيل، وسميحة الزين، وعائشة الحساني، وعبد الشكور تهلك، وعمران البلوشي، وفاطمة الحمادي، وفاطمة الظاهري، وفاطمة الظنحاني، ومروان الحمادي، ومريم البلوشي، ومريم الصاحي، ومريم الفارسي، ومريم اليماحي، وندى المازمي، ووفاء الكندي.
ويضم المعرض اثنتين وثلاثين لوحة خطية، تناولت بأساليب خطية مختلفة بعضاً من حكم والأقوال المأثورة للمغفور له، بإذن الله، الشيخ زايد، طيب الله ثراه، التي تحث على المواطنة الحقة، والإخلاص في العمل، وتعلمنا أن الوطن لا قيمة له من دون ناسه، ومواطنيه الحقيقيين الواعين الذين يبذلون جهودا متواصلة من أجل ارتقائه، فهم الثروة الحقيقية التي لا يستغني عنها، كما يعلمنا بأن الوطن لا يرتقي إلا بالعمل الجاد المخلص، الذي يفيد الفرد والمجتمع على حد سواء، وأن الإنسان الذي يبقى ذكره هو ذلك الذي يزرع الخير في الناس، ويروّيه بماء المحبة، وأن القائد الحقيقي هو الذي ينظر إلى شعبه نظرته إلى أفراد أسرته، فيحنو عليهم، ويدافع عنهم، ويطعمهم، ويرشدهم للخير، وهكذا كان زايد، رحمه الله، فقد كانت أقواله تطابق صفاته، وكان قدوة جديراً بأن يحتفى به، وتخلد أقواله كما خلدت أفعاله في بنائه لدولة متطورة واتحاد قوي متماسك.
ومن الأعمال التي ضمها المعرض، لوحة للخطاط مروان الحمادي بخط الثلث، فيها قول للشيخ زايد «وراء كل فكرة عظيمة رجل عظيم»، وكذلك لوحة للخطاطة مريم الفارسي، بخط النسخ تعليق، كتب فيها: «القائد الحقيقي ينظر إلى شعبه نظرته إلى أفراد أسرته»، أما عمران البلوشي، فقد اختار مقولة: «ليست ثروة المال .. بل هي ثروة الرجال»، وفي لوحة لأمل الملا، كتبت: «إن الإلمام بالتراث ينير الأفكار، وينير طريق الحياة».
وقال خالد الجلاّف رئيس جمعية الإمارات لفنّ الخط العربي والزخرفةِ الإسلاميةِ لـ«الاتحاد»: «معرض جوهر زايد الإنسان أحببنا في الجمعية أن يكون مختلفاً عن المعرض العام بأن يأخذ من اسم زايد ثيمة للمعرض الخاص بالمواطنين، فهم أبناء زايد وقد أحبوا أن يكرموا اسم زايد في «عام زايد» بلوحات تحمل عبارة ودرراً من كلام المغفور له، بإذن الله تعالى، الشيخ زايد، وهذه المرة كانت هناك نقلة نوعية من خلال احترافية وجودة الأعمال المقدمة، وكذلك من خلال الجائزة الخاصة بالخطاط المواطن، التي تقدم لأول مرة، ونأمل أن تستمر هذه الجائزة، وأن يزداد مستوى الخطاطين إلى أن يصل إلى أعلى المستويات العالمية، بإذن الله تعالى».
الخطاطة ندى المازمي، أمينة سر الجمعية قالت: «إن معرض جوهر زايد الإنسان هو أحد المعارض المشاركة في هذه السنة بالتزامن مع «عام زايد»، وقد تعودنا في هذه المعارض التي تشارك بها الجمعية في ملتقى الشارقة للخط العربي، أن نقدم شيئاً نوعياً ومميزاً لنا كجمعية خط وطنية، ففي السنة الماضية، وتزامناً مع «عام الخير» كانت الأعمال المشاركة في معرض الجمعية تعكس هذا التوجه إلى فعل الخير الذي تسعى له الإمارات وتخلده في عام كامل، وفي هذه السنة لأن العام عام زايد، وهو مناسبة عظيمة وكبيرة وغالية على نفوسنا، كان لزاماً أن نخلدها بهذا المعرض الخاص، وفي اللوحات المقدمة، سوف تدركون أنها تبرز جوهر «زايد الإنسان»، فيما يقوله ويعتقده من آراء كلها تعود بالخير والنفع على الإنسان، وهي خلاصة لما كان عليه زايد، طيب الله ثراه، من إنسانية ضافية».
الخطاطة فاطمة سالمين التي فازت بالجائزة الخاصة بالخطاط الإماراتي في أول دورة لها هذا العام، قالت: «الفوز بالجائزة في أول دورة لها، هو شرف عظيم لي، أعتبره مسؤولية كبيرة تلقى على عاتقي من أجل السعي إلى تطوير قدراتي والمساهمة في تطوير فن الخط في الدولة، وهذه هي المرة الثانية التي أشارك فيها في معرض الجمعية، وأنا أشكرها على الفرص التي تتيحها لنا دائماً لإبراز عمل الفنان الإماراتي».
عدد اليوم
