الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

إذا عُرف السبب بطل العجب

إذا عُرف السبب بطل العجب
8 يونيو 2008 03:31
ثمة انطباع بأنهم يفعلونها ببراءة ومن غير قصد، لكن بعض الأطفال ''يقصدونها'' أحياناً وربما يكون وراءها ''مكر'' خفي!، وفي الحالتين يظل التخريب الذي يقوم به الأطفال مزعجاً للأمهات· مهلاً··· هذه ليست كل الأسباب التي تجعل بعض الأطفال يحطمون أو يخربون كل ما يقع تحت أيديهم: يمزقون قماش الستائر أو المقاعد أو ورق الجدران، يكسرون الصحون، يمزقون الكتب، باختصار، لا شيء ينجو من أيديهم، فما هي الأسباب التي تكمن وراء هذا السلوك؟ يذكر الباحثون في تربية الأطفال عدة أسباب منها: النشاط الجسماني الزائد عند الطفل، ورغبته في الخروج عن المألوف ولفت الانتباه، والتعبير عن رغبات انفعالية مكبوتة، فضلاً عن كونها أحد مظاهر الدفاع عن النفس في بعض الأحيان· وتقول الأخصائية النفسية أمل الحمادي مديرة مركز الأمل للاستشارات والتطوير: ''إن نزوع الأطفال نحو التخريب عادة مزعجة تعاني منها بعض الأسر والمربين، وتسبب المتاعب والأضرار للأسرة والمجتمع في كثير من الأحيان· ويقصد ''بالتخريب'': رغبة الطفل في تكسير وتدمير ممتلكاته الخاصة أو ممتلكات الآخرين· ويتخذ التخريب أشكالا مختلفة مثل: فتح الأبواب وإغلاقها بشكل متكرر وبعنف، العبث بالملابس أو المكواة أو الكتابة على الجدران، أو تكسير الأثاث أو إيذاء طفل صغير وإبكائه من خلال ضربه أو خطف شيء ما من يده أو العبث بألعابه، ويمكن تقسيم هذه النوعية من الأطفال المخربين إلى قسمين: الأطفال الذين يفعلون ذلك ببراءة وبغير قصد، والأطفال الذين يفعلون ذلك بقصد''· أسباب وتضيف الحمادي: ''ترجع دوافع التخريب عند الأطفال إلى أسباب نفسية، فالطفل لا يقدم على التخريب عملياً إلا بعد أن يكون قد ورد على ذهنه وخطط له مع نفسه· ومن أهم هذه الدوافع: حب التحري والاستطلاع، فقد يلجأ الطفل أحياناً إلى التخريب بسبب رغبته في معرفة حقيقة الأشياء من دون أن يقصد التخريب لذاته، أو نتيجه ''الخيال الطفولي'' فكثيراً ما يعبث الأطفال بشيء ما لإرضاء خيالاتهم الطفولية، لأن الأطفال يتمتعون بقدرة فائقة على التخيل، ومن هنا فإنهم قد يقدمون على التخريب من أجل تحقيق أوهامهم وتخيلاتهم· وهناك أيضاً حب التملك والأنانية، حيث يلجأ الطفل إلى التخريب أحياناً بسبب رغبته في الاستفراد بشيء معين وتملكه، أما بالنسبة ''للتنفيس الانفعالي'' فقد يمارس الطفل التخريب بسبب حبس الانفعال في داخله لمدة طويلة مما يؤدي به إلى انفجار انفعالي يخرجه عن توازنه ويفقده السيطرة على إرادته· وربما يعمد الطفل إلى التخريب لإثبات الذات وجذب انتباه من حوله''· وهناك الكثير من الممارسات التخريبية التي لها جذور عاطفية حيث يقوم الطفل بهذا السلوك إذا ما جرحت مشاعره أو عواطفه أو نتيجة شعوره باليأس، والفشل، والإحباط، والحرمان العاطفي من الحب والاهتمام، أو اتباع الوالدين والمربي أو المعلم أسلوباً صارماً عماده الضرب والتوبيخ، ولأن الطفل لا يستطيع التعبير عن عضبه بالكلام فإنه يلجأ إلى الشغب ولا يكترث لعواقب أفعاله وتصرفاته· وقد تدفع الغيرة الطفل إلى التخريب تعبيراً واحتجاجاً على اهتمام الآخرين بطفل آخر، أو يأتي شخص آخر فيتدخل في شؤونه، أو يسلب منه اهتمام الآخرين، فينزعج منه ويضمر له الحقد والعداء، ويحاول إيذاءه وتخريب أشيائه· وربما يتسبب اهتمام المعلم في المدرسة بتلميذ ما وامتداحه والإشادة به، بإثارة أحقاد الآخرين عليه ومعاداتهم له واتخاذ مواقف تخريبية ضده''· وتعلب الأسباب الاجتماعية والعضوية دوراً كبيراً في نزعة التخريب، فالعلاقات الأسرية غير المستقرة، وعدم انسجام الأبوين والمشاحنات الدائمة بينهما، تقلق الطفل بشدة وتدفعه إلى التعبير عن رفضه وعدم رضاه عما يجري بهذه الطريقة· كما أن الطفل ''يتسلى'' ويشغل نفسه بالتخريب والكتابة على الجدران والعبث حين لا يجد ما يشغل به نفسه ويملأ فراغه· ما العلاج؟ ولعلاج ذلك ترى الحمادي أن على الآباء والمربين أن يبحثوا عن أسباب سلوك الطفل، لأن أي سلوك يقوم به يحقق له مقصدا ايجابيا من وجهة نظره، لذا يجب معرفة الأسباب الكامنة وراء هذا السلوك والعوامل التي أدت لظهوره، وإشباع حاجات الطفل النفسية من المحبة والتقبل واحترام الذات، وتربية الطفل وتنشئته على تحمل المسئولية، والتقليل من توبيخ الطفل وتأنيبه، والسماح له بالتعبير عن نفسه، والتنفيس عن انفعالاته، وسماعه والإنصات له، وإشعاره بالراحة والأمن· ومن المهم جداً أن يلمَّ الوالدان والمربون بخصائص وسمات المرحلة التي يمر فيها الطفل· وتؤكد الحمادي على أن الأطفال مرآة عاكسة لذواتنا، وهم المستقبل في طور التكوين فكما يكون الطفل سينشأ الرجل، وكما يكون جيل الأطفال سيأتي جيل الكبار، لذا علينا الاهتمام بمرحلة الطفولة اهتماماً واعياً وحقيقياً.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©