الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

خطباء الجمعة يدعون إلى التكامل والتعاون بين رب العمل والعامل

خطباء الجمعة يدعون إلى التكامل والتعاون بين رب العمل والعامل
1 مايو 2010 01:22
دعا خطباء الجمعة في مساجد الدولة أمس، أفراد المجتمع إلى التمسك بمبادئ الإسلام التي تهدف إلى صيانة حقوق العمال، وإقامة العلاقة بين رب العمل والعامل على أساس من التكامل والتعاون على إنجاح العمل وكسب القوت، مشدّدين إلى أنّ على العامل واجبات يجب عليه القيام بها، وله حقوق يجب على رب العمل الوفاء بها، والالتزام بمقتضاها. وأكد الخطباء أنّ ما تشهده دولة الإمارات من تقدم ملحوظ ونهضة شاملة فى جميع القطاعات هو ثمرة طيبة للتشريعات التنظيمية الحكيمة التي سنّها أولو الأمر لتكفل الحقوق وتصون الكرامات وتحقق العيش الكريم لمواطنيها وكل من ينعم بخيراتها، ووجّهوا أفراد المجتمع بضرورة الالتزام بما هو مقرر من تشريعات حتى تزداد الإمارات تقدما ونماء ونهضة وحضارة، ويعود النفع والخير على البلاد والعباد، وهذا من التعاون الذي أمر به الله تعالى في قوله (وتعاونوا على البر والتقوى). وأشار الخطباء إلى أنّ حكمة الله تعالى شاءت أن تتباين أدوار البشر، وتتنوع مسؤولياتهم حتى تتكامل حركة الحياة وتعمر الأرض، ويتبادلوا المنافع فيما بينهم، واقتضت مشيئته وحكمته تعالى أن يجعل بعض عباده أغنياء وبعضهم دون ذلك، وسخر كل فرد لخدمة الآخر لتستقيم الحياة، وتتم المصالح، ويصل كل إنسان إلى مطلوبه، وذلك في قوله تعالى (أهم يقسمون رحمة ربك نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات ليتخذ بعضهم بعضا سخريا ورحمة ربك خير مما يجمعون). وأوضح أئمة المساجد في الخطبة الموحّدة أنّ الإسلام نظّم العلاقات بين أفراد المجتمع، ومن هذه العلاقات العلاقة بين رب العمل والعامل، فقرر للعمال حقوقهم الطبيعية قاصدا بذلك إقامة العدالة الاجتماعية، وتوفير الحياة الكريمة لهم ولأسرهم، فصاحب العمل مطالب بأن يوفي العامل حقوقه التي اشترطها عليه، وألا يحاول انتقاص شيء منها، امتثالاً لقوله تعالى (ولا تبخسوا الناس أشياءهم) فلا مماطلة في أداء الحقوق، وأسوة برسول الله محمّد صلى الله عليه وسلّم، فقد كان سباقا إلى المناداة بإعطاء العامل حقه كاملا، واعتبر عليه الصلاة والسلام أنّه من اعتدى على حق العامل كان خصما لله عز وجل يوم القيامة، وذلك في قوله: قال الله تعالى: ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة: رجل أعطى بي ثم غدر، ورجل باع حرا فأكل ثمنه، ورجل استأجر أجيرا فاستوفى منه ولم يعطه أجره” وقال عليه الصلاة والسلام “من اقتطع حق امرئ مسلم بيمينه فقد أوجب الله له النار وحرم عليه الجنة، فقال له رجل: وإن كان شيئا يسيرا يا رسول الله؟ قال: وإن كان قضيبا من أراك”. وأكّد الخطباء أنّ من حقوق العمّال تحديد ساعات العمل والأجر المناسب لهم على حسب قدرات العامل ومواهبه، وتحديد الإجازة، فعن أبى سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم نهى عن استئجار الأجير حتى يبين له أجره. وحث رسول الله صلى الله عليه وسلم على التعجيل بدفع أجر العامل وفاء لحقه، لقوله عليه الصلاة والسلام “أعطوا الأجير أجره قبل أن يجف عرقه”، كما يعدّ تحديد الأجر بين العامل ورب العمل حقا من حقوق العامل إذ يرفع الحرج وينمي الثقة بين الطرفين ويوطد الصلة بينهما، وأضاف الخطباء أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أمر ربّ العمل بمعاملة العامل بالرحمة واللين وعدم إرهاقه بالعمل، أو تكليفه بما لا يطيق، لقوله عليه الصلاة والسلام “ ... ولا يكلف من العمل إلا ما يطيق”. كما شدّد الخطباء بالأمس على أنّ العمل أمانة، لذا وجب على العامل أن يكون أمينا في عمله، مؤديا له على الوجه الأكمل، ملتزما بالسلوك الحميد مراعيا لعادات وتقاليد هذا الوطن، حريصا على المحافظة على ممتلكاته ومكتسباته، شاكرا للذين وفروا له فرصة العمل مخلصا لهم، مجتهدا في تحصيل كل ما يساعد على إتقان العمل وجودته، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه”. ولفت أئمة المساجد إلى أنّ الالتزام بِهذه المبادئ العظيمة، والتوجيهات الكريمة يجعل المودة تسود في المجتمع، ويعم الخير فيه، كما أن أداء العامل لواجبه والتزام رب العمل بحقوق العامل يضمن دوام العمل وجودته والارتقاء به إلى أعلى درجات التميز، ويسهم في استقرار المجتمع وأمنه، ويسير بالبلاد والعباد نحو التقدم والريادة. دعوة للتعاون مع مشروع مركز الإحصاء في أبوظبي كما نبّه أئمة مساجد أبوظبي إلى التعاون مع الباحثين في المشروع الوطني الذي يقوم به مركز الإحصاء بأبوظبي وتزويدهم بالبيانات الدقيقة لتحقيق الأهداف المرجوة منه لتحديث أطر المباني والمساكن والأسر والمنشآت، بهدف توفير قاعدة بيانات شاملة وحديثة حول كافة المباني والمساكن والأسر والمنشآت في جميع أنحاء إمارة أبوظبي.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©