الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

جاهدة وهبي: لن أشارك في تهشيم الآذان!

جاهدة وهبي: لن أشارك في تهشيم الآذان!
8 يونيو 2008 03:35
عندما يذكر اسم جاهدة وهبي لا بد من أن يحضر عبق الزمن الجميل والفن الأصيل والأداء الراقي· فمنذ صدح صوتها للمرة الأولى، لفتت سمع الكثيرين· وهي اليوم تحتفل، بعد مخاض عسير، بولادة ألبومها ''كتبتني''، باكورة أعمالها المنفردة الذي قامت بنفسها بتلحين أغانيه وإنتاجه، رافضة - على الرغم من المتاعب- أن توقع عقد تعاون مع أي شركة انتاج· ترفض صاحبة ''رباعيات الخيام'' و''أنشودة المطر'' و ''صخرة طانيوس'' في حديث خاص لـ ''دنيا الاتحاد'' أثناء مشاركتها في تظاهرة فنية في أبوظبي، أن يصفها البعض بمطربة النخبة· وتعتبر أن ''الفنان الحقيقي قادر على جذب فئات واسعة من الناس، طالما أنه يقدم مادة راقية''· وتجاهر بأنها غير مقتنعة نهائيا بمقولة ''الجمهور عايز كدة''، لأن ''الجماهير على مر السنين ومن مختلف الفئات العمرية يحبون الاستماع إلى ما تسمو إليه النفس وترتقي به الروح''· لذا، لا تستفزها شهرة ''فنانات الوجبات السريعة'' اللاتي ''لا يمتلكن المؤهلات الصوتية''· وتجزم: ''أنا شخصيا، لا أضع نفسي في مقارنة سخيفة معهن، حتى وإن كنَّ أكثر انتشارا مني''· وإذ تتمنى ''أن يغلق الباب في وجه المرتزقة''، تتوقع بتفاؤل ''أن يقول الزمن كلمته يوما ما، وينصف المستحقين من أهل الفن الحقيقي''· كسرت القالب مع أن انطلاقتها عربيا تأخرت، إلا أنها تسعى منذ فترة إلى تكثيف نشاطاتها الإعلامية والحضور بشكل أوسع· وقد بدأ التغيير يأخذ طريقه إلى شخصيتها الفنية· فهي، في ألبومها الجديد ''كتبتني'' وبحسب وصفها، حاولت أن تتسلل إلى أذن المستمع العصري، حيث ''كسرت القالب التقليدي من خلال التوزيع المستحدث، مع حفاظي طبعا على المقامات الشرقية والايقاعات العربية· وكان هدفي أن أصل مع الجمهور إلى نقطة التقاء بحيث أقدم له ما يستهويني من فن أصيل بأسلوب عصري بلا أي تنازلات· فأنا ضد تهميش المستمع وتهشيم أذنيه كما هو حاصل''· وبكل فخر تتحدث عن ألبومها الخاص: ''هو مولودي الحبيب، وفضائي الجديد الذي أوقعه بحبر من أثير ليكتبني على صفحات القلوب وفي دفاتر الزمان· كل قصيدة فيه غواية، وكل غنوة حكاية كبرت بعناية، شهقتها عبراً وذرفتها وتراً''· أغاني الألبوم من كلمات جونتر غراس، أحلام مستغانمي، أنسي الحاج، طلال حيدر، أمل الجبوري، لميعة عمارة، الحلاج، وأبو فراس الحمداني· تبدو جاهدة سعيدة وقانعة بإنتاجها الخاص الذي حقق نسبة مبيعات جيدة، ورغم أن إنتاج ألبوم ''مغامرة'' ليست سهلة، إلا أنها ''أخذت على عاتقها مغامرة إنتاجه لكي تحمي فنها، وكي لا تقدم التنازلات وتحيد عن المستوى الذي عودت الجمهور عليه''· تقول: ''لا يناسبني أبدا أن أتعامل مع أي شركة انتاج لا تحترم الفنان وهمها الأكبر هو الكسب المادي الاستهلاكي، وتسليع الفن· ولذلك لم أتفق مع أي منها لأن الطلب الأول هو التخفيف من مستوى أغنياتي على اعتبار أن العنصر الشاب لا يهوى هذا النوع من الطرب· وأجزم أن هذا غير صحيح، والدليل أن حفلاتي يحضرها جمهور من مختلف الأعمار بعيدا من الذبذبات السلبية لشركات الانتاج''· رسالة للوطن عن موجة الأغاني الوطنية التي أصابت الوسط الفني اللبناني في الآونة الأخيرة بسبب الأوضاع الأمنية الراهنة، تقول: ''أنا مع الأغنية الوطنية شرط ألا ترتبط بحدث معين وألا يتم تسييسها وربطها بمرحلة زمنية معينة· فهنا تفقد قيمتها الحقيقية وتتحول الى وسيلة آنية بدلا من أن تكون رسالة مستدامة تتحدث عن الأرض والوطن''· وكانت جاهدة غنت الكثير من الأغاني الهادفة التي قدمتها إلى لبنان، ومنها: ''كفى'' من كلماتها وألحانها، ''كلنا الك'' كلمات الشاعر هنري زغيب، ''بيروت'' كلمات لميعة عمارة· وكانت في البدايات قدمت أغنية وطنية من كلمات وألحان الفنان ايلي شويري أهدتها إلى روح أبيها وهو ضابط في الجيش اللبناني استشهد في حرب ·1975 وحفاظا على نعمة الصوت لديها، فهي تبتعد عن كل ما يمكن أن يزعج أوتارها الصوتية فلا تدخن ولا تتناول المثلجات أو تعرض نفسها للبرد القارس· كما تتجنب المأكولات الحارة والمقالي، وتحرص على النوم جيدا وسماع تراثيات الموسيقى الراقية، بالاضافة إلى مواظبتها على التمارين الصوتية ''الفوكاليز''· جاهدة اتخذت لنفسها خطا مغايرا شقته بخامة صوتية مخملية دافئة، وهي مع عشقها فن العمالقة تأثرت بأعمدة الطرب والتلحين في العالم العربي، لكنها لم تقع يوما في مطب التقليد· تربت على سماع مختلف المدارس الفنية لفيروز وصباح ووديع الصافي وأم كلثوم وأسمهان ومحمد عبد الوهاب، فاختزنت بتجربتها هذه الابداعات· إلى ذلك تعتبر ''أن الانشاد البيزنطي والسرياني والابتهالات الإسلامية عناصر شكلتني كمطربة ودفعتني منذ البداية إلى دراسة الفن تمثيلا واخراجا وموسيقى''· لجاهدة بصمات كثيرة في التمثيل، آخرها ما قدمته في مسرحية ''نساء ساكسوفون'' للمخرج العراقي جواد الأسدي، وكان العمل على حد قولها ''رائعا، فهذه هي الحالة الفنية الفضلى بالنسبة إليّ بأن أقف على خشبة المسرح أمثل وأؤدي أغنيات من ألحاني وبلغات عدة''·
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©