الزعماء العرب يركزون على غزة والأزمة المالية في قمة الكويت اليوم

تبدأ اليوم أعمال القمة العربية الاقتصادية الأولى من نوعها في الكويت بمشاركة 22 دولة عربية يمثل 17 منها الزعماء والقادة، في ظل أزمة سياسية تعصف بالمنطقة جراء العدوان الإسرائيلي على غزة وأخرى مالية تزيد من تعقيد الوضع الاقتصادي· وفيما خطط القائمون على قمة الكويت للتركيز على الجانب الاقتصادي التنموي والتكامل الاقتصادي العربي، الا ان الأوضاع الراهنة في غزة فرضت نفسها على أجندة القمة التي ستضع أوضاع القطاع وأهمية وقف العدوان وجوانب إعادة الإعمار على رأس قائمة البنود التي سيناقشها الزعماء العرب· ويناقش الزعماء العرب على مدى يومين من الجلسات المغلقة جوانب تتعلق بالتكامل الاقتصادي العربي وتفعيل التجارة البينية وتذليل العقبات الجمركية عبر إقامة الاتحاد الجمركي ضمن مدة زمنية لا تتجاوز ،2015 ليصار بعدها إلى إطلاق السوق العربية المشتركة عام ·2020 وسيناقش الزعماء العرب في الشق الاقتصادي أيضا ما يتعلق بالمشاريع المطروحة للربط السككي العربي وتشبيك الدول العربية بخطوط نقل بري وبحري وجوي· وسيعرض على الزعماء العرب ملخص عن نتائج أعمال المنتدى الاقتصادي الذي عقد على مدار اليومين الماضيين لتحديد أهم التحديات التي تواجه الاقتصادات العربية، فضلا عن الأزمة المالية العالمية وكيفية توحيد الجهود العربية للتخفيف من تداعياتها· وتناقش القمة الواقع المعيشي للمواطن العربي، والسبل الكفيلة بتحسين مستويات المعيشة والدخول، وبناء الإنسان العربي والاهتمام بالموارد البشرية وتطويرها لتكون قادرة على النهوض بمسؤولياتها في بناء الاقتصاد العربي· وفيما يخص الاستثمار، ستسعى القمة لتحديد المعوقات التي تقوض الاستثمارات العربية المشتركة والتي لم تصل إلى مستوى الطموح، والاستفادة منها بخلق فرص عمل جديدة لنحو 20 مليون مواطن عربي عاطلين عن العمل· وتتطرق القمة لمواضيع تتعلق بالفقر ومناهج التعليم وكيفية رفع مستوى الخدمات الصحية والأمن المائي العربي والأمن الغذائي· وتشكل التجارة البينية العربية أقل من 11,4% من إجمالي التجارة العربية· ويبلغ الناتج المحلي للدول العربية 1472 مليار دولار، تشكل 2,6% من الناتج الإجمالي العالمي، بينما يشكل السكان 5% من إجمالي سكان العالم· وتقدر مؤشرات أن حجم الصناديق السيادية العربية يبلغ 1,69 تريليون دولار، في حين تشكل الاحتياطيات من النفط أكثر من 57% من الاحتياطي العالمي· وفي الجانب السياسي، سيعرض على القمة القرار الذي توصل إليه وزراء الخارجية العرب في اجتماعهم الطارئ الذي عقد في الكويت، فيما يخص ضرورة وقف العدوان الإسرائيلي وفتح المعابر والانسحاب من غزة وملاحقة قادة إسرائيل قانونيا على جرائم الحرب التي ارتكبوها بحق الفلسطينيين· كما يناقش الزعماء ما يتعلق بإعادة إعمار غزة وإنشاء صندوق عربي برأسمال ملياري دولار، فضلا عن تقديم دعم لميزانية السلطة الوطنية الفلسطينية لا يقل عن 500 مليون دولار· وتكتسب القمة اهميتها من كونها الاولى التى تخصص لبحث القضايا الاقتصادية حيث استشعرت الكويت ومصر قبل نحو عامين ضرورة ان يكون للعرب قمة خاصة تعالج قضاياهم الاقتصادية وهو ما دفع الدولتين الى طرح الفكرة لأول مرة في قمة الرياض 2007 وهي الفكرة التى لاقت ترحيبا واسعا من جميع الدول العربية· ورغم برنامج القمة الذي يضم الكثير من القضايا الاقتصادية والاجتماعية والتنموية، فإن موضوع غزة والأزمة المالية العالمية سيكونان على رأس جدول الاعمال إلى جانب الموضوعات المعدة مسبقا· وكان سمو امير دولة الكويت الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح قد اكد في قمة الرياض الخميس الماضي أن الوضع في غزة سيكون على رأس بنود جدول اعمال قمة الكويت· وجاءت جميع تصريحات الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى ونائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية ووزير النفط بالوكالة الشيخ الدكتور محمد الصباح طوال الايام القليلة الماضية لتؤكد هذا الاتجاه وأن موضوع غزة سيتصدر مباحثات قمة الكويت· ومنذ الاربعاء الماضي استضافت الكويت العديد من الاجتماعات بدأت بأول اجتماع من نوعه جمع بين وزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية الى جانب اجتماع وزراء الخارجية العرب والاجتماع المشترك لوزراء الخارجية والمالية العرب وهي الاجتماعات الممهدة لاجتماعات القادة العرب· كما بدأ في الكويت امس الأول وعلى مدى يومين المنتدى الاقتصادي والاجتماعي والذي يشارك فيه مجموعة كبيرة من المسؤولين الحكوميين وممثلي القطاع الخاص العربي، وهو المنتدى الذي يعتبر فكرة خالصة لسمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد الصباح· وحسب مصادر جامعة الدول العربية فإن قمة الكويت جذبت إليها اكبر حشد من المسؤولين العرب سواء على مستوى العمل العربي المشترك او مستوى كل دولة مقارنة بالقمم الأخرى التي عقدت في السابق