فتور الذكور··!

لأن الرجل العصري جداً، في أوروبا والدول المتقدمة كما في شرقنا العربي، أصبح ''مهيض'' الجناح ومنكسراً، خصوصاً بعد أن فضحته حبوب الفحولة، وكشفته الدراسات الإحصائية التي انتهت إلى أن عدد الرجال، المسجلين المعروفين المرصودين، الذين يعانون من الضعف أو العجز الجنسي، يزيد على 160 مليوناً، وما خفي أو ما لا يصل إلى عيادات الأطباء ولا لعلم القائمين على الإحصاء، أكبر وأعظم·· لأن هذا ما آل إليه حال ''سي السيد'' سابقاً، فقد ظهرت جمعيات خيرية تطوعية تتبنى حق الرجل في المساواة مع المرأة، خصوصاً فيما يتعلق بالعناية الصحية، ولعل أشهر هذه الجمعيات تلك التي تأسست في بريطانيا للدفاع عن حق الرجل في الحصول على الدعم النفسي والرعاية الصحية خلال سن اليأس· نعم هذه الحقيقة التي أثبتها بعض العلماء وأثارت الكثير من الجدل: الرجال أيضاً يعانون من سن اليأس· المشكلة أن سن اليأس الذكري نسبية أو جزئية، فالرجل على سبيل المثال يستطيع الزواج والإنجاب حتى آخر العمر، أي أن سن اليأس الذكري لا تتميز بعلامة حاسمة فارقة تشي بقدومه، مثل علامة انقطاع الطمث عند النساء، وبرغم ذلك فإن انخفاض إنتاج الهرمون الذكري في خمسينات وستينات العمر، يصيب الرجل بالفتور الجنسي أو انخفاض الرغبة، والإجهاد المزمن والخمول الدائم والتوتر المستمر والإحباط والمشاعر الاكتئابية وغيرها الكثير· هل سن اليأس الذكري حقيقة أم أكذوبة اخترعتها شركات أدوية للترويج لعقاقير هرمونية تعطى للرجال في مرحلة معينة من العمر، تماماً كما تعطى الهرمونات التعويضية للنساء في سن اليأس؟·· الإجابة على هذا السؤال لا تزال تثير الكثير من الجدل والاختلاف بين العلماء وغير العلماء· خلاص الرجل، من معظم متاعبه الصحية، في الاعتراف بضعفه، فالرجل على عكس كل الموروث والشائع ''خواف'' جداً عندما يتعلق الأمر بالمرض، ولكنه يكابر ويجهر بعكس ما يبطن، تاركاً العنان لمتاعبه الصحية· أبو أمنية alhefnawi@yahoo.com