الطوي مورد المياه في الأحياء الإماراتية قديماً

تنتشر في إمارات الدولة من خلال «نادي تراث الإمارات» في أبوظبي، والبستكية في دبي، وقرية التراث في الشارقة، وهيئات السياحة والآثار في إمارات الدولة كافة نماذج من بيوت الإمارات القديمة وهي الخيمة، وبيت الشعر، وبيت العريش، وبيت الطين، وبيت الحصى الحجري. ويشكل الطوي «البئر» القاسم المشترك في تلك البيوت، إذ لا بد من وجوده في البيداء أو الواحة أو في فناء البيت أو ساحة الحي. إلى ذلك، يقول إبراهيم الحمادي، مدير القرية التراثية بأبوظبي «اعتبر الأجداد الطوي رمزاً من رموز حياتهم اليومية، وكان شريان الحياة في البيئة الصحراوية القاحلة. فقد كان جانب إمداده الناس بالماء للشراب والطعام، استراحة لأفراد القبائل العابرين من مكان إلى آخر». ويضيف: «يحظى زوار القرية بمشاهدة نماذج مختلفة من البيوت القديمة ضمن حي قديم مخصصة لغرض عرضها داخل القرية، حيث ترفق مع البيوت مرافقها كافة خاصة «الطوي» الذي يقع - نادراً - داخل سور البيت، أو - غالباً - خارج محيط البيت، حيث تشترك عدة بيوت في طوي الماء الواقع قبالة بيوتهم. ويمكن لكل الزوار اختبار طوي الماء واستخدام الحبال لجر الدلو، لتعود بهم تلك الممارسات الممتعة إلى زمن الأجداد». وحول دور الطوي قديما، يقول رجب السامرائي، باحث في نادي التراث، «يعتبر الطوي أحد موارد الماء التي تعتمد على المياه الجوفية، وكانت منتشرة في مراكز استقرار السكان، إذ يقوم بحفر الطوي عدد من الأشخاص يراعون أن لا يتم الحفر في مكان رملي معرض للانهيار، بل في أرض صلبة. وتعتمد مدة حفره على عدد الأشخاص المشتركين في الحفر، وعمق الماء تحت سطح الأرض، فإذا كان الماء قريباً من سطح الأرض لا يستغرق الحفر أكثر من يومين، أما إذا كان مستوى الماء عميقاً، قد يستمر الحفر حوالي عشرة أيام، إلى أن يظهر الماء ويسحب منه بواسطة الدلو ويسمى «الغرافة». وتوجد مجموعة من الطوي في الدولة قديمة جداً يعود تاريخها إلى نحو أربعمائة سنة، كالتي ذكرها ابن ظاهر في قصيدتيه «بئر فلاح»، و«العشوش وعثمر» كما سميت الطوي بالبدع، ومن ضمنها في إمارة أبوظبي: بدع زايد، بدع خليفة، بدع حمدان. وهناك الكثير من الطوي المنتشرة في الدولة سميت بأسماء من أمر بحفرها ومن أشهرها «طوي سلمى».