الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

زينة الكعبي تصنع إبداعها وتبيعه

زينة الكعبي تصنع إبداعها وتبيعه
8 يونيو 2008 03:40
كانت طالبة علم مكافحة، تعمل نهارا وتدرس ليلا وتربي أبناءها الصغار بكل جد· ورغم صعوبة التوفيق بين الأمومة والدراسة والعمل إلا أنها كانت تجد في ذلك راحة لأنها تقترب من تحقيق هدفها بالتخرج والحصول على الشهادة الجامعية، لكن سفن الحياة لم تجر كما تشتهي، فاضطرت لتغيير طريق حياتها وأهدافها، لتصبح زينة الكعبي اليوم فتاة مجدة تقف في محلها الخاص تبيع إبداع أناملها، وتقدم للزبائن ما يحتاجون إليه من بضائع وتقف على تفاصيل ما يباع· تقول زينة الكعبي: كنت أعمل وأدرس وأربي صغيري في نفس الوقت، وأنتظر اليوم الذي أتخرج فيه وأعمل في مجال الإعلام الذي أحبه· وقبل تخرجي بفصل دراسي واحد فقط تغير المدير وحل محله آخر خيرني بين الاستمرار في الدراسة أو تقديم الاستقالة· بالطبع كان الخيار صعبا لكني لم استطع التفريط في شهادة قضيت أربعة أعوام أتعب لأحصل عليها، وفكرت في أنني سأحصل على وظيفة أخرى بمجرد التخرج، وهكذا حصلت على الشهادة ولم أحصل على الوظيفة لأنني بحثت لمدة عامين عن وظيفة تناسب تخصصي ولم أجد· في هذه الأثناء كنت أتسلى بالمجلات النسائية ومتابعة خطوط الموضة، إلى أن جاء يوم اقترح فيه زوجي أن أتجه إلى العمل الحر، ونبهني إلى أن لدي ذوقا فيما يخص ملابس النساء تحديدا، وهكذا بدأت بدراسة الموضوع بشكل جدي بدلاً من انتظار الوظيفة التي لا تأتي· تتابع زينة: بمشورة زوجي وشقيقته اتجهت إلى الملابس النسائية الخاصة، كنت أبحث عن شيء غير ''اللانجري'' المعتاد· بحثت لمدة عام كامل وأجريت دراسة حول السوق، ووضعت الكثير من تصاميم الملابس النسائية بما يناسب الذوق الخليجي، بعدها نفذت التصاميم ووجدت أنها حازت رضى النساء من حولي، عندها فقط أدركت أني أستطيع المضي قدما في هذا المشروع· اتجهت زينة إلى ''لانجري'' العروس تحديدا لتقدم خدمة خاصة لهذه الفئة من السيدات، وتتابع: في الإمارات والدول الخليجية بشكل عام تحرص الأسر على تجهيز العروس بأفضل ما يمكن من ''لانجري'' يجمع بين الرقة والاحتشام، وكوني أعرف حيرة الفتيات فيما يخص هذا النوع من الملابس بالإضافة إلى غلاء الأنواع الموجودة منه في السوق اتجهت إلى تصميم أثواب نوم العرائس لأحاول من خلالها تقديم النوعية الجيدة بسعر مناسب· بالإضافة لذلك تصمم زينة ملابس النفاس وهي عبارة عن أطقم ملابس نسائية تناسب فترة النفاس وما بعد الولادة، كما تصمم ملابس الحوامل· المثير أن زينة تقف في محلها لوحدها، وتتابع كل شيء فيه يوميا على فترتي عمل، تقول زينة: لم أعتقد لحظة أن زوجي سيسمح لي بالعمل في المحل، كنت أظن أنه سيطلب مني إدارة المحل عن بعد، لكنه شجعني كثيرا حين طلبت منه أن أقف لوحدي في المحل ولم يرفض، وفاجأتني ردود الأفعال فإخوتي وأهلي شجعوني، وزبوناتي المواطنات يتحمسن كثيرا حين يرينني في المحل وعموما وجدت التشجيع من النساء· تجد زينة عملها مريحا جدا وتتابع: حين بدأت بتوريد الملابس اتجهت إلى واحد من أكبر موردي الملابس النسائية في الإمارات وطلبت منه بضائع أوروبية فقال لي: لن يشتريها أحد، هنا الكل يبحث عن الرخيص والصيني هو أفضل الموجود! صدمني رأيه ولم أكن أتوقع أن يقول شخص يقوم بتوريد الملابس النسائية على مدى عشرين عاما للبلد مثل هذا الكلام، وطبعا لم أتعامل معه، واتجهت إلى المصانع في ايطاليا وفرنسا وأميركا لأتعامل مباشرة معهم، والحمد لله كلما جلبت بضاعة نفدت بسرعة، وهذا ما يعكس رقي الذوق الخليجي واهتمام النساء بأنفسهن وثقتهن أيضا بما يباع· أكثر ما يقلق زينة هو المنافسة غير الشريفة وتتابع: السوق يعني المنافسة، وهذا الشيء يفرحني فعلا لأن التنافس هو ما يدفع التاجر لتقديم أفضل ما عنده، إلا أن بعض التجار يلجأون لأساليب ملتوية من أجل المنافسة، فمثلا عندما بدأت العمل في يومي الأول جاءتني فتاة ''جردت'' كل البضاعة وعرفت الأسعار وكأنها زبونة، ثم عرفت أنها بائعة في محل منافس، بعدها بيومين جاءني شخص يطلب مني بيع المحل بالسعر الذي أريده لكني رفضت لأني لم افتح مشروعي لأغلقه، وفوجئت بعد أسبوع أن نفس الشخص دفع مبلغ 120 ألف ''خلو'' للمحل الذي يجاور محـــلي فقـــط ليكــون في نفس محـيط المحـــل، ولأنني ما زلت في أول مشواري أتوقع أكثر من ذلك بكثير·
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©