الأربعاء 8 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

القفز بالمظلات إبحار ضد التيار

القفز بالمظلات إبحار ضد التيار
8 يونيو 2008 03:43
الناس فيما يعشقون مذاهب''، ويبدو أن عشق المخاطر حتى درجة ''الهوس'' يصبح في حالات كثيرة ''نمط حياة''، فهناك أناس كثيرون لا سيما من الشباب، لا يعشقون في حياتهم سوى المجازفة والتحدي والمخاطرة، حتى في هواياتهم التي يستمتعون بها بعيدا عن أجواء العمل ومسؤوليات الحياة وضغوطها وهم غالبا ما يبحثون عن ''اللامألوف'' ليتميزوا به وان كلفهم هذا التميز الكثير من الجهد والعرق والتكلفة· ومن بين هذه الهوايات النادرة، رياضة القفز بالمظلات التي يطلق عليها ''البراشوت''، سواء من الطائرات، أو من أعلى قمم الجبال الشاهقة، ومن المؤكد أن هذه الهواية التي لا تسلم من المخاطر، لها استعداداتها ومقوماتها الخاصة، ولها أساليب وتقنيات وضوابط ومحاذير تغيب عن الكثيرين، وأيضا يطمح في معرفتها العشرات بل المئات من الشباب الذي يتطلع الى ممارسة هذه الرياضة المثيرة الشيقة الجديرة بالاهتمام· وأكثر الأماكن التي يوجد فيها المظليون في أبوظبي منطقتي الكورنيش والكاسر، وفي دبي نجدهم على شاطئ جميرا، وفي حديقة الممزر البداير، وكذلك في أم القيوين ورأس الخيمة والفجيرة· من بين هؤلاء الشباب المثابرين المولعين بالمغامرة ''فريد فلته'' الذي يمارس هوايته بالقفز بالمظلات منذ أكثر من عامين، وعن بدايته يقول: ''كنت شغوفا بالقفز بالمظلات منذ الصغر، من خلال مشاهدة الأفلام السينمائية والاستعراضات التي تقام هنا أو هناك من حين لآخر، وحلمت أن أكون مظليا، واستطلعت هذه الهواية عن طريق البحث في الإنترنت، وبدأت ممارسة هذه الهواية في 2006 في جبال سلطنة عُمان حيث المرتفعات الجبلية هناك التي تناسب الطيران والقفز المظلي، وبدأت عن طريق طيران خاص، وبارتفاعات عالية تصل إلى 13,000 قدم· والبداية كانت دون علم الأهل لأنني كنت أعلم معارضتهم ورفضهم المسبق، ومن ثم تقبلوها بيسر بعد محاولات عديدة من شرح مميزاتها، وإقناعهم بمتعة التحليق من المرتفعات الشاهقة· ولم تكن هذه الرياضة منتشرة كثيرا بين الشباب، ولم تكن تحظى بشعبية واسعة في الإمارات، ربما لعدم اتاحتها أمام القاعدة العريضة من الشباب وقلة الأماكن التي يمكن أن تمارس فيها، وتخوف البعض من مخاطر السقوط من المرتفعات، فعند الطيران يكون الشعور مختلفا، ولا توصف درجة المتعة عندما يشعر الشخص بأنه مثل طائر يطير بجناحيه، أو كأنه يسبح في محيط من الهواء، ويرى المنظر العام للأرض بتفاصيله، عندها تكون متعة التمعن في قدرة الله سبحانه وتعالى بعيدا عن التفكير في مشاغل الدنيا· عن إقبال الشباب الإماراتي على رياضة القفز بالمظلة يقول فريد فلتة: ''في البداية كان أغلب المحبين لهذه الهواية هم من الجنسيات الغربية المقيمين بالامارات، لأنهم مارسوا هذه الهواية في بلدانهم، بسبب توفر الظروف الطبيعة المساعدة من وجود المرتفعات الجبلية العالية، وصلاحية المناخ والطقس حيث يحتاج القفز المظلي الى مناخ يسوده الرياح والتيارات الهوائية المتحركة، وتدريجيا بدأ هواة المغامرة الالتفاف حول هؤلاء لاكتساب الخبرة، ومن ثم الدخول في دورة تدريبية نظرية لمدة أسبوع، وبعد اجتياز الاختبار بنجاح يتدرب الشاب بشكل عملي داخل صالة خاصة، ويحلق مرتديا أجهزة خاصة حتى يكتسب مهارة القفز والتوازن والتعامل مع الأجهزة والظروف المناخية بمساعدة مدرب محترف، ومن ثم ينتقل الى الجبال ليختبره المدرب في استعداداته وقدرته على الجرأة وعدم التراجع أو التردد عند القفز من خلال مالايقل عن عشر قفزات متدرجة مختلفة، ففي القفزة الأولى يتعلم الرياضي طريقة الهبوط بشكل تدريجي وآمن، وفي الثانية يتعلم الدوران 90 درجة يميناً أو يساراً بالتحكم في أحبال المظلة وكيفية السيطرة على المقود المظلي، ويمنح الترخيص للمبتدئين أوالمحترفين سواء باستخدام محرك (paraglaider) أو بدونه''· عن المواصفات التي يفترض توفرها في هواة القفز بالمظلات، يقول فلته:''لابد أن يكون محبا وعاشقا لهذه الرياضة، وشغوفا بالمغامرة والتحدي، ومولعا بالمجازفة، وأن يتمتع بالجرأة وعدم التردد عند اتخاذ القرار، وبالطبع يتمتع بلياقة بدنية جيدة وصحة عامة سليمة، وليس لديه شكاوى مسبقة من أمراض معينة مثل القلب أو الضغط أو السكر لعدم فقدان الوعي عند الطيران، كذلك اتسامه بالرشاقة وخفة الوزن· أما الأمور المهمة التي يجب على المظلي أن يدخلها في حساباته عند ممارسة رياضة الطيران أو القفز المظلي، فتتمثل في قياسه الضغط الجوي، وسرعة واتجاه واستدارة الرياح ومدى قدرته على التحكم في المظلة في كافة الظروف المحتملة بنسبة 100 % ، وكلما كانت سرعة الرياح كبيرة فانها تسهل الهبوط عند نقطة التحكم، فمع قلة الرياح يصعب التحكم في سرعة المظلة، ومن المهم وجود مهبط خاص للمظليين، وإلا يكون الأمر صعبا وعشوائياً، كذلك يراعى وزن المظلة والخامات الجيدة التي تصنع منها وتحقق مستلزمات الأمن اللازمة، كذلك مراعاة الصيانة الدورية وكشف أماكن التمزق أو التلف ان وجدت، فالمظلة مصنوعة من مواد متينة وخفيفة، مصممة على شكل خلايا مقسمة بطريقة معينة لتحقيق الأمان المطلوب، كذلك يراعى على كل مظلي استعمال مظلة احتياطية لزيادة الأمان وتحسبا للمخاطر، وتثبت المظلة الاحتياطية في الجانب الأيمن على كرسي المظلي، فكل ما كان الارتفاع أكبر قلت خطورة الأضرار المحتملة·
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©