الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

العميرة: سافرت إلى بريطانيا لاكتشاف تاريخ البريد الإماراتي

العميرة: سافرت إلى بريطانيا لاكتشاف تاريخ البريد الإماراتي
2 أغسطس 2009 00:44
سارت به هوايته في جمع الطوابع إلى أمكنة وعناوين لم يفكر في ارتيادها أو يخطط للوصول إليها، ودفعه حبه وإخلاصه لها إلى البحث في جذورها، ليصبح، رغما عنه، باحثا متخصصا في تاريخها. وبعد سبع سنوات سمان من البحث العميق، المتروي في هذا المجال أصبح الإماراتي خالد بن علي العميرة مرجعا مهما للحصول على المعلومات الخاصة بالتاريخ البريدي والطوابع والأختام والمظاريف البريدية للدولة، وأرشيفا بل موسوعة وطنية يعتد بها. هوايته وعشقة في بيت والده الكائن بمنطقة الكرامة في أبوظبي، التقته «الاتحاد» يجلس بين مجموعة كبيرة من الطوابع والمغلّفات والوثائق القديمة التي اعتنى بها كثيرا وغلّفها ورتبها بشكل مدروس حيث وضع متعلقات كل إمارة في مغلف وحده. ورغم أنها هوايته وعشقه الذي رافقه منذ الصغر، إلا أن العميرة لا يعلم ولا يستطيع أن يحصي عدد الطوابع أو المغلفات التي بحوزته، فهي كثيرة جدا، يقول: «لا أهتم بالعدد، فأنا لست هاوٍ مبتدئ وقد كان ذلك يهمني أنذاك، لكن الآن يهمني النوع وكيفية الطوابع التي لديّ، وما أمتلكه هو عبارة عن أرشيف من الطوابع، والمظاريف القديمة والوثائق البريدية القديمة والنادرة التي مكنتني من توثيق وتأريخ تاريخ البريد في الدولة». ويتحدث العميرة، الذي يعمل مهندس اتصالات، عن تاريخ البريد في الإمارات بشكل عام وعنه في دبي على وجه الخصوص بإسهاب، بمناسبة مرور 100 عام على افتتاح أول مكتب بريد في الإمارات والذي تمّ في دبي بتاريخ 19 أغسطس عام 1909، لافتا إلى أن التاريخ البريدي في الدولة مرّ بحقب عديدة وطرأت عليه تغييرات كثيرة حتى وصل إلى ما هو عليه اليوم، أما التاريخ البريدي لدبي فقد مرّ بخمس مراحل، بحسب قوله: أولا: إدارة البريد الهندي لمكتب بريد دبي، والتي بدأت منذ 19 أغسطس عام 1909، عند افتتاح أول مكتب بريد في الدولة. ثانيا: الإدارة الباكستانية لمكتب بريد دبي، والتي بدأت في 15 أغسطس 1947 واستمرت لغاية 31 مارس 1948، وهي فترة صغيرة نسبيا، ولذلك فالمواد التي استعملت آنذاك كانت مواد باكستانية (طوابع و قرطاسية هندية طبع عليها كلمة باكستان) والموجود منها قليل ونادر. ثالثا: فترة الإدارة البريطانية، واستمرت من 1 إبريل 1948 وانتهت في 14 يونيو 1963، وتميزت هذه المرحلة بإصدار طوابع خاصة تحمل اسم «الإمارات المتصالحة» بتاريخ 7 يناير 1961 وكان الغرض من ذلك استعمالها في جميع الإمارات، غير أنها لم تستعمل في جميع المناطق بسبب عدم وجود مكاتب بريدية أخرى في الدولة. رابعا: إدارة بريد دبي، أي الإدارة المحلية المستقلة، وبدأت بتاريخ 15 يونيو عام 1963واستمرت لغاية نهاية يوليو من سنة 1972. خامسا: مرحلة الإدارة الاتحادية، وتقسم إلى مراحل أو فترات حيث سميت أولا الإدارة الاتحادية، ثم أصبحت الهيئة العامة للبريد ثم أخيرا مؤسسة بريد الإمارات. وحول تاريخ البريد في أبوظبي يتحدث العميرة موضحا أن الإمارة كانت قبل افتتاح مكتب بريد في دبي تعتمد في نقل بريدها على ثلاث مناطق رئيسية، وهي: لنجة، ومسقط والبحرين، وبعد افتتاح مكتب بريد دبي أصبحت منفذا جديدا لإرسال بريد أبوظبي، وهو منفذ أقرب جغرافيا وأكثر سهولة. وقد استعملت إمارة أبوظبي، مثل غيرها من الإمارات الطوابع البريطانية، وكان التجار والبنوك قبل وجود مكتب بريد في أبوظبي يقومون بمهمة إضافية إلى جانب مهماتهم الأساسية وهي نقل الرسائل إلى مكاتب البريد القريبة فكان العامة يعتمدون عليهم في ذلك. لقاءات ميدانية المعلومات الوفيرة المتوافرة لدى العميرة حول تاريخ البريد الإماراتي لم تأت من فراغ، وإنما جاءت من خلال بحث متعمق في المراجع والوثائق المختلفة التي جمعها بنفسه من أكثر من مكان، وكذلك الزيارات الميدانية لأشخاص عملوا في هذا المجال وتوافرت لديهم معلومات حوله، منهم من يوجد في الإمارات ومنهم من هو خارجها. يتحدث العميرة: «قابلت أشخاصا كثيرين في الدولة منهم من هو في أبوظبي، وآخرين في الفجيرة ورأس الخيمة وغيرها، كما سافرت إلى بعض الدول للحصول على معلومات، ولقد حصل أنني سافرت إلى البحرين لمقابلة شخص بحريني عمل في مكتب بريد العين منذ افتتاحه سنة 1967، وكان اللقاء مفيدا جدا لتأريخ الفترة التي عمل فيها، حيث إن الرجل عايش تطور الخدمة البريدية وكان من أواخر الناس الذين خرجوا من البريد حوالي عام 1997 وهي فترة طويلة شهد فيها مرحلة مهمة من التاريخ البريدي في العين وأبوظبي. كما كنت بصدد السفر إلى جمهورية باكستان للالتقاء بشخص اسمه «حجي إقبال» عمل في بريد أبوظبي عام 1963، وقد تحدثت معه على الهاتف واتفقنا على اللقاء لكنه توفي بعد ذلك بمدة قصيرة، كما التقيت بأول شخص عمل في مكتب بريد رأس الخيمة وهو السيد عبدالله الشكر الذي تشرفت بلقائه، فقد كان شخص مفيد جداً ومتعاون وزودني بمعلومات مهمة، والتقيت بشخص آخر كان من أوائل الناس الذين عملوا في مكتب بريد الفجيرة، والجميل في الأمر أن كثيرا من الأشخاص الذين يعرفونني ويعرفون اهتماماتي يتصلون بي ويرشدونني إلى أشخاص يمتلكون معلومات حول تاريخ البريد في الدولة ومنهم من يعملون في بريد أبوظبي، ومنهم أشخاص من الجاليات كالجالية الهندية». يضيف العميرة: «وقد سافرت إلى بريطانيا بغرض جلب بعض الوثائق التي تتعلق بتاريخ الخدمة البريدية، وزرت أكثر من مكتبة وتمكنت من الحصول على معلومات مهمة، وكانوا متعاونين جدا، وكذلك فعل «المركز الوطني للوثائق والبحوث» في أبوظبي والذي وفر لي كثيرا من المواد والوثائق التي ساعدتني في الحصول على معلومات أكبر حول تاريخ البريد في الدولة. ولكن للأسف، فالبرغم من ذلك لا تزال هناك بعض الثغرات في تاريخ البريد الإماراتي، وذلك بسبب ضياع جزء كبير من الوثائق في أوائل السبعينيات، وهي الفترة الانتقالية التي سبقت قيام الاتحاد، وذلك بسبب عدم تقدير أهمية هذه الوثائق. ويشير العميرة إلى أن والده لعب دوراً مهماً في مساعدته على تحويل حلمه إلى حقيقة في أن يصبح جامعاً للطوابع وباحثاً فيها. مزادات الإنترنت يقضي العميرة يوميا وقتا طويلا أمام جهاز الكمبيوتر، يتابع بعض المواقع الإليكترونية الخاصة بالطوابع كمنتديات هواة جمع الطوابع، وكذلك المواقع العالمية المتخصصة في بيع الطوابع والمغلفات النادرة بالمزاد، يقول العميرة: «اليوم انخفضت المشاركة في مزادات الكتالوجات العالمية، ودخلنا في عصر «مزادات الإنترنت»، وأنا مهتم بالمشاركة في المزادات حول الطوابع وخاصة الطوابع الإماراتية والمظاريف المرسلة والكتب التاريخية التي تتعلق بالإمارات أو بتاريخ شبه الجزيرة العربية». مشيرا إلى أن هواية جمع الطوابع تعتبر هواية مكلفة نسبيا، ولكن أسعار الطوابع تعتمد على الطابع نفسه وتاريخ إصداره وتوفره في الأسواق، فكلّما كان وجود الطابع نادرا كلما ارتفعت قيمته، ولكن عموما فإن الطابع الذي يدخل المزاد يكون نادرا، وهناك طوابع تدخل المزادات يكون أسعارها لا تتجاوز خمسة أو عشرة دولارات، وثمة طوابع يبلغ سعرها بالآلاف، أما أغلى طابع تم بيعه في المزاد فكان طابع سويدي بيع في مزاد ديفيد فلدمان العالمي بمبلغ مليوني و ثلاثمئة ألف دولار أميركي، بسبب خطأ في اللون
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©