نور مهنا يبارك لـ «أمير الشعراء».. ويمطر الجمهور بـ «الموشحات»

لم تكن روائع أنغام من الشرق قد غابت من ذاكرة محبي الفن الأصيل حتى جاءت ليالي مهرجان أمير الشعراء لتجدد كل أسبوع مسرات الاستماع إلى روائع الكلمة والنغم. وهكذا تواصل هيئة أبوظبي للثقافة والتراث جهودها في خدمة الثقافة والفنون بطرق متجددة وأشكال متنوعة في تنظيم هذه المهرجانات الفنية التي صارت علامة متميزة وموعداً أسبوعياً ينتظره جمهور أبوظبي من محبي الموسيقى والغناء، وعشاق التجديد والتنويع بالفن والإبداع. وكان الجمهور أول من أمس الجمعة على موعد مع الفنان نور مهنا الذي أقام حفلاً غنائياً على مسرح الظفرة في المجمع الثقافي، ترافق صوته العذب أنغام فرقة موسيقية بقيادة المايسترو عدنان سفر الذي افتتح الحفل بمعزوفة (انت عمري) لكوكب الشرق أم كلثوم. جاءت المعزوفة بمثابة تحية للجمهور واستهلال لاستقبال المطرب مهنا الذي قدمه الدكتور وليد عكو بكلمة أدبية رقيقة عبر فيها عن مدى اهتمام الهيئة بتراثنا الموسيقي العريق وروعة الفن الغنائي الأصيل. أطل الفنان، وانطلق صداحاً بغنائه: «رجعنا تاني» ليرد التحية لمحبيه بهذه الأغنية، ثم توجه بالشكر والتحية إلى الإمارات وهيئة أبوظبي للثقافة والتراث لهذا الاهتمام الكبير بإعادة الفن الجميل والشعر الراقي، وقال «ألف مبروك لأمير الشعراء الذي يستاهل هذا اللقب». ويعود نور مهنا إلى الغناء مع «رق الزمان» ودي الزمان/ فرح قلبي/ رجع حبيبي بعد غياب.. وبعد هذه الفرحة بعودة الحبيب يسمع الجمهور أغنية «حكم الهوى على القلوب». وجاء دور الموسيقى من جديد ليصغي الحضور لمعزوفة موسيقية على القانون من المايسترو عدنان سفر. ثم يعود الفنان بادئاً بموال يناجي فيه الحبيبة بكلمات وجدانية مؤثرة، ويقول: (أود أن أبكي وثغرك يبسم/ وأود موتي والحياة عزيزة/ إن كنت بعد الموت منك أرحم.. ولكن الحياة تبقى عزيزة على مهنا وعلى محبيه، ويعود المطرب لانتظار رسائل الأحبة يقول: ابعتلي جواب وطمني/ ولو أنو عتاب/ ما تحرمني ابعتلي وطمني. ثم يذكره الجمهور بالفنانة سعاد محمد (وحشتني). ثم يحاول أن ينفض غبار النسيان عن ذاكرة الحبيب: (إن كنت ناسي أفكرك/ ياما كان غرامي يسهرك)... ويعود فيسأل بشيء من اللوم: (واهم نفسك) إنك طيب/ الطيبين مش كذابين/ الكذب فيك/ غالب عليك هاد طبع فيك. ويصفق الجمهور ويشترك بعضهم بالرقص على إيقاع أغنية: (لعلي وعسى) شوفك شي مسا/ يا أحلى الصبايا/ ياست النسا. وتعود الفرقة لتعزف مقطوعة موسيقية، ثم يأخذ المطرب جمهوره إلى رحاب الفنان صباح فخري بأغنية: (خمرة الحب) عيشة لا حب فيها/ جدول لا ماء فيه. ويليها: يا ويلي! أخذوا حبي وراحوا شمالي. وعلى وقع الموسيقى يرقص جمهور المسرح مع أغنية ثانية لصباح فخري يرددها مهنا: (إن تجودي فصليني/ أسوة بالعاشقين/ أو تضني فانطريني في ظلال الياسمين). ويعود من القدود الحلبية إلى سيدة الغناء أم كلثوم (سيرة الحب) هل رأى الحب سكارى مثلنا. وهنا تكون النهاية لما هو مكتوب: (ربما تجمعنا أقدارنا بعدما عز اللقاء/ لا تقل شئنا فإن الحظ شاء.. وهنا كان ختام الحفل الفني للمطرب نور مهنا، وقد تميز بجمهور نخبوي من محبي الفن الراقي والطرب الأصيل