السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

وفاء بالليث كفيفة تتفوق على المبصرين وتفوز بجائزة «الطالب المتميز»

وفاء بالليث كفيفة تتفوق على المبصرين وتفوز بجائزة «الطالب المتميز»
1 مايو 2010 20:55
الصبر والطموح والإرادة هي الزاد الذي تتغذى به روح وفاء بالليث، التي لم تتجاوز 12 سنة من عمرها؛ ومع أنها ولدت كفيفة لكن الله عز وجل أنعم عليها بطاقات وإبداعات تفوق سنها الصغير، فسبقت زميلاتها السويات في تحصيلهن الأكاديمي، وتصدرت المركز الأول في كل عام، كما أنها اجتهدت وبذلت قصارى جهدها متحدية إعاقتها لتحقق مرادها وتبلغ هدفها في الفوز بالمسابقات، التي تقيمها الدولة، وكان آخرها فوزها بمسابقة لأداء التعليمي المتميز لعام 2010 عن فئة الطالب المتميز. أثبتت وفاء بالليث أن الإعاقة لا تحبط العزيمة ولا تؤثر على أداء صاحبها، من خلال فوزها بمسابقة حمدان بن راشد آل مكتوم للأداء التعليمي المتميز لعام 2010 عن فئة الطالب المتميز، خاصة أنها كانت مسابقة شاملة لكل الطلبة، ولم تقتصر على الطلبة من فئة ذوي الاحتياجات الخاصة. تقول بالليث (12 سنة) معبرة عن فرحتها بالجائزة «أنا سعيدة جدا بهذا النجاح الكبير الذي حققته فقد نافست الأسوياء وتغلبت عليهم وأثبت أن لا شيء مستحيل عند ذوي الاحتياجات الخاصة فقد أنعم الله عليهم بقدرات ومواهب تفوق الكثيرين مما يجدر رعايتها واحتضانها لتكبر وتعود بالنفع والفائدة عليهم وعلى مجتمعاتهم التي يعتبرون جزءاً منها». وتضيف «فوزي بجائزة حمدان جاء حصيلة جهد وتعب بذلتهما مع معلمتي فاطمة الظاهري ووالدتي، فقد ساعداني كثيرا في تهيئة الظروف وإزالة العقبات التي تعترضني ككفيفة فأمر الفوز بالجائزة لم يكن سهلا لأنها تشتمل على معايير خاصة تتطلب مني إنجازها على أكمل وجه مثل تبني قضيتين فاخترت قضية التعريف بالطالبة الكفيفة، وكيف ينبغي التعامل معها في المدارس التي تم دمجها فيها، وأعددت لذلك مطويات وأوراق عمل ووزعتها على المعلمات وزميلاتي الطالبات فكانت ردة فعلهن رائعة، وصرن يتعاون معي أكثر، ويخبرنني بما يجري حولي، ويكتبن لي، وصارت المعلمات يشرحن لي بطريقة مفصلة أكثر تساعدني على الفهم حتى سائق الحافلة تعاون معي فصار يحدثني عن الطريق وكيف أنزل من الحافلة وكم عدد الدرجات التي سأنزلها فأنا أصر على أن أعتمد على نفسي في أغلب الأمور، واخترت في القضية الثانية أن أكون المعلمة الصغيرة، التي تساعد الطالبات اللواتي تأخرن في تحصيلهن الدراسي في فهم واستيعاب ما فاتهن». شخصية قيادية من المعايير الأخرى للجائزة، والتي عكست من خلالها بالليث شخصيتها القيادية، معيار الفرق والمجالس، إلى ذلك، تقول «كنت رئيسة جماعة الرحلات حيث أقود الطالبات في الرحلة وأدير حوارا مع الشخصية، التي تستضيفنا في الرحلة، وأطرح الأسئلة على المسؤولين، كما أنني عضوة في جمعية الإمارات لرعاية المكفوفين، وأقرأ في الإذاعة المدرسية القرآن الكريم، الذي أتممت حفظ 3 أجزاء منه، مراعية أحكام التجويد، التي تعلمتها في دورات متخصصة، وأنشد أناشيد إسلامية، كما أنني أعشق التمثيل لدرجة أنني حصلت على لقب أفضل أداء مسرحي على مستوى منطقة العين التعليمية عن دوري في مسرحية أديتها مع زميلاتي في المدرسة». أنشطة وفعاليات وطنية وخيرية ورياضية واجتماعية بارزة شاركت بها بالليث، تحدثت عنها بطلاقة وبالعربية الفصحى لتعكس بحديثها إنجازات صغيرة في حجمها كبيرة في معناها استحقت عليها الفوز بالجائزة والتشجيع والثناء من معلماتها وزميلاتها. وهذه الجائزة ليست الأولى بالنسبة لبالليث فقد حصلت على جوائز أخرى، عن أبرزها تقول «فزت بالمركز الأول عن فئة ذوي الاحتياجات الخاصة في جائزة الشيخة لطيفة بنت محمد لإبداعات الطفولة فئة القرآن الكريم بالإضافة إلى جائزة الشارقة للتميز التربوي 2008 فئة الطالب المتميز وغيرها من الجوائز التي دفعتني إلى مزيد من الاجتهاد وزادت ثقتي بنفسي وحبي للحياة». دعم أسري تدعم والدة بالليث وأسرتها بصورة عامة وفاء والكفيف أخيها عبد الله ما انعكس عليهما بصورة واضحة، عن ذلك تقول والدة بالليث «عندما أنجبت ابني البكر عبد الله وعلمت من الطبيب أن لديه تشوها خلقيا في العينين يحرمه من البصر صدمت وتألمت كثيرا لكنني عقدت في نفسي النية على تربيته أحسن تربية، وبذل كل ما بوسعي لتعليمه وكذلك والده الذي يسعى حتى اليوم إلى تحفيظه القرآن الكريم على يد الإمام وها هو عبد الله في الصف الحادي عشر والأول على صفه يحفظ 25 جزءاً من القرآن الكريم ولديه بلاغة وفصاحة، ومن جمال صوته يساعد الإمام ويؤذن للصلاة ويؤم المصلين أحيانا». وعن وفاء، تقول «هي الثالثة بين إخوتها الذين يعتبرون جميعا أسوياء، والتي قوي إيماني وصبري بوجودها وأخيها، حيث أدخلتهما وحدة التدخل المبكر، وحرصت على حضور المحاضرات والدورات وورشات العمل، التي تقدمها الوحدة لأتعلم كيف أتعامل معهم، بالإضافة إلى أسئلتي لأصحاب الخبرة ومطالعتي لمواقع في الإنترنت لأثقف نفسي أكثر، فصرت أصطحب وفاء وعبد الله وبقية إخوتهم إلى الأسواق، وأطلب منهم أن يختاروا الملابس، التي يحبونها، والطعام الذي يودون تناوله، وغيرها من الأمور، ونذهب سويا إلى الحدائق، بصراحة إنهم أذكياء جدا يميزون المكان، الذي نحن فيه من رائحته، كما أن وفاء لديها طريقة عجيبة في ترتيب الأشياء وحفظ مكانها، حيث ترتب ملابسها وأدواتها المدرسية وكتبها واكسسواراتها وغيرها بطريقة جميلة ولافتة ولا تنسى مكان شيء رتبته بيديها في حين نحن المبصرين ننسى مكان أي شيء وضعناه للتو في مكان ما». وتشير والدة بالليث إلى أنها تهتم بابنها وابنتها الكفيفين كإخوتهم الأسوياء ولا تنبذهم كما يفعل البعض عندما يكون لديه ابن من ذوي الاحتياجات الخاصة كما أنها واجهت صعوبات في بداية دمجهم في المدارس لأنها كانت غير مهيأة، أما الآن وبعد أن هيئت المدارس للدمج، ووفرت مطبعة أبوظبي للمكفوفين كتبا دراسية كتبت بطريقة برايل، وتم تعيين مساعد معلمة لذوي الاحتياجات الخاصة في كل مدرسة، صار الوضع أفضل بكثير»، مؤكدة ضرورة أن تثقف كل أسرة لديها ابن أو ابنة من ذوي الاحتياجات الخاصة نفسها لتعرف كيف تتعامل معه وتحسن نقل هذه الرسالة إلى المجتمع من حوله ليساهم هو الآخر في فهمه ومنحه حقوقه كغيره من الأسوياء .
المصدر: العين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©