الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عيسى آل علي: الصورة لغة حياة ووسيلتنا لمحاكاة الطبيعة

عيسى آل علي: الصورة لغة حياة ووسيلتنا لمحاكاة الطبيعة
2 أغسطس 2009 00:49
تبقى الصورة عالقة في مشهد، ترسم ملامحها عناصر الطبيعة بتفاصيلها الدقيقة، لتنطلق عبر أثير الضوء، وتحفظها الذاكرة لتهمس بمعاني الابداع والجمال لكل من يتحسس جمال الصورة، ويفهم فحوى ما تبثه من تعابير ورسائل. فنقف مشدودي البصر لعظمة الخالق عز وجل في ما نراه من مشاهد، تظل حبيسة العين ليترجمها الفنان إلى لوحة فنية غاية في الابداع. ومن الفنانين الذين تميزوا في محاكاة الطبيعة المصور الفوتوغرافي عيسى عبدالله آل علي، الذي قدم لنا روائع الطبيعة بمفرداتها المتجسدة في لوحة تتدفق بين ثناياها أكاليل الحياة ونبضها. فالصورة، في نظر الفنان عيسى آل علي، إنما هي لغة حياة تنبض بمفاهيم تحاكي إبداع الخالق عز وجل، هي تمثل نظرة الفنان لهذا الجمال، فكلما وقعت عيناه عليها رغب في تدوين أبعادها، إلا أنَّه لا يملك سوى أن ينطق لسانه بسبحانه جلت عظمته. فتبقى الصورة هي نقطة الاندماج بين اللحظة والرؤية التي تعكس نظرة الفنان في محاكاة الطبيعة أو الشخوص التي يريد أن يحفظها في نطاق كادر الصورة. اقتحام خصوصية الآخرين حول بدايته في عالم الضوء، يقول الفنان عيسى عبدالله آل علي: «كانت البداية بسيطة، تعكس علاقة مؤقته بآلة التصوير التي جاءتني كهدية، وأنا ما زلت طفلاً يهوى العبث بكل شيء تصل إليه يداه، فكانت الكاميرا بالنسبة لي عالماً جديداً اقتحمت بها خصوصية الآخرين، وأخذت في التقاط الصور بعفوية الأطفال وبراءتهم. كنت أراها كلعبة أتسلى بها ليس إلا. وبطبيعة أي طفل فسرعان ما يمل من لعبته ويرميها، وعندها انقطعت علاقتي بالتصوير، لتبدأ لعبة الطفولة بالتجدد مرة أخرى، ولكن في ثوب وغاية جديدين، في بداية حياتي الجامعية وحتى السنوات الأخيرة من الدراسة، حيث بدأنا بتكوين مجلس طلابي للتخصص الذي كنت أدرسه، مما دعاني للعودة إلى التصوير رغبة في توثيق أحداث القسم، وهنا بالتحديد بدأت علاقتي بالتصوير تتوطد وتأخذ منحى آخر، وبدأت أبحر في فنون التصوير، أقتفي من موانئها كل ما هو جديد، الأمر الذي أكسبني مهارات فنية تدعم إصراري ورغبتي في الاحتراف». يضيف عيسى: «للكاميرا أهمية خاصة عند الكثيرين ممن أرادوا ان يدونوا عبرها لحظات هامة في حياتهم، أو أن يصوبوا فلاشاتهم نحو الهدف بصورة عشوائية لتظل محفوظة في ألبومات تتناقلها الاجيال للذكرى، هي كانت وسيلة لغاية معينة ألا وهي الحفظ ليس إلا. ربما اختلف الأمر نوعاً ما في وقتنا الحالي، إضافة إلى عنصر الحفظ، أضيفت للصورة بعض الفنيات الخاصة التي يتيحها فن التصوير، ليظهر العمل متكاملاً من حيث المضمون والفكرة، والأبعاد الجمالية أيضاً». عاصفة من الذكريات بمزيد من التفصيل يتابع آل علي: «لكل صورة وقعها الخاص وأثرها في نفسي، فهي تحمل في جعبتها من المواقف والذكريات ما يعيدنا إلى لحظة تصويب عدستي نحوها، وإلى الصعوبات التي صادفتني حتى استطعت تخزينها في ذاكرة الكاميرا، فما أن أقلب دفتي ألبوم الصور حتى أنطلق بين ثناياها مستعيداً لحظاتها الرائعة». ويروي مستذكراً: «من تلك الالبومات ألبوم جبل حفيت الذي يضم ذكريات لا تنسى، ففي الأيام الاخيرة من دراستي الجامعية، وفي جو شتوي ماطر، راودتني فكرة التقاط صور لقمة جبل حفيت في هذه الاجواء، وبدأت رحلة التصوير لقمة جبل حفيت مع وجود الامطار والرعد والبرق حتى وصلت القمة، وانتظرت ما يقارب الساعة إلى أن توقف المطر لأبدا بالاستمتاع بالمناظر الخلابة التي تراها عيناي في ذلك المكان، والآن حين أتذكر ذلك الموقف والمكان أبدأ بالتفكير بجرأتي وتهوري لاعتلاء قمة جبل حفيت في هذا الجو الماطر والرعدي، وبمكوثي ساعة بغية اقتناص المناظر الخلابة التي لا يمكن أن تفوتها عدسة أي فنان». التصوير، وفق محدثنا، عالم ثري بمفاهيم الجمال الذي يتذوقه الفنان، فما أن يميط اللثام عن خفايا فن التصوير ومجالاته حتى ينطلق بكل ثقة وإقدام ليعرض لنا تلك اللآلئ الفريدة في لوحة تحاكي الطبيعة الخلابة، وهو النمط الذي يميل إلى تصويره بإلاضافة إلى الحياة الساكنة. حول مدى استخدام تقنية تعديل الصور، أو إضافة بعض الرتوش عليها، يقول آل علي: «نظراً لطبيعة الاجواء الحارة والرطبة والمغبرة بشكل دائم، والتي تمنحنا صورة باهتة تفتقد لنضارتها وألوانها، لا بد أن نلجأ لتقنية معالجة الصورة لنظهر ألوانها الحقيقية التي تزداد بها جمالاً وتألقاً. وفي الوقت ذاته أنا أنصح دائماً بالابتعاد عن إضافة أي عناصر جديدة إلى الصورة بعد التقاطها. فالعمل يجب أن يتسم بالمصداقية». طموحات متفائلة في ما يخص طموحاته الفنية يقول آل علي: «إنَّ المرء دائماً يطمح إلى الأفضل، وإلى أن يحقق المزيد من الانجازات التي ستظل وساماً على صدره يمنحه الرضى النفسي، ويجعله دائماً في الطليعة. ومن أهم المشاريع التي حققتها عدستي هو تمثيلي لدولة الامارات في مهرجان الشباب العربي في مجال التصوير الفوتوغرافي، وحصولي على المركز الأول، والذهبية على مستوى الوطن العربي في التصوير الفوتوغرافي. ولدي العديد من المشاريع أحتفظ ببعضها حتى يحين وقت الاعلان عنها، وأنا بصدد اقامة معرضي الشخصي الأول، بالاضافة إلى المشاركة بمعارض ومسابقات عالمية». ويختم قائلاً: «رسالتي الأخيرة أهمسها في أذن كل من يحمل في جوفيه حباً للتصوير، أو كان مصوراً وهاوياً يشق طريقه في عالم التصوير، بأن لا ييأس ولا يقف عند تقنية معينة، بل أن يكمل طريقه في عالم التصوير من خلال صقل مهاراته، بالممارسة والانضمام لجمعيات التصوير ومتابعة الورش الموجودة على شبكة الانترنت، والاطلاع على أعمال المصورين المتخصصين في مجالات معينة من التصوير، فمن يدري فقد يساهم يوماً في رفع راية الامارات عالياً في المحافل الدولية، وينقل صورة مشرفة لأبناء الوطن المقيمين دائماً في طليعة الابداع».
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©