الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

إقامة البطولة في الدوحة «كابوس» وشهادة على الفساد المتجذر في «الفيفا»

3 ابريل 2018 23:39
دينا محمود (الاتحاد) لليوم الثاني على التوالي واصلت وسائل الإعلام الغربية انتقاداتها الحادة للإبقاء على قطر كدولةٍ مُنظمة لبطولة كأس العالم لكرة القدم المقرر إقامتها في عام 2022، على الرغم من السجل الأسود للدويلة المعزولة، سواء فيما يتعلق بالانتهاكات الصارخة التي تتعرض لها العمالة الوافدة التي تُشيّد المنشآت الخاصة باستضافة المونديال، أو على صعيد فضائح الفساد والرشوة التي أحاطت بإسناد البطولة للدوحة من الأساس. فبعد يومٍ واحد من تأكيد موقعيْ «فوكس سبورت» و«سكاي سبورت» -الأميركي والبريطاني على التوالي- أن إعلان النظام القطري اعتزامه تقديم تعويضاتٍ للعمالة الأجنبية التي تتعرض للاستغلال في بلاده يعود إلى خشيته من رحيل هؤلاء العمال الذين يعتمد عليهم في تهيئة البنية التحتية اللازمة لتنظيم الحدث الكروي الأبرز في العالم، طالب موقع «آيوا ستَيت دَيلي» الأميركي بنقل كأس العالم من قطر، واصفاً إقامته المزمعة هناك بـ«الكابوس». وفي مقالٍ شديد اللهجة للكاتب «سانديب ستانلي» حمل عنوان «يجب ألا تستضيف قطر مونديال 2022»، أكد الموقع أن استضافة الدويلة المعزولة للبطولة الكروية الأهم على الإطلاق، تشكل «شهادةً» على الفساد العميق الذي يضرب مؤسسة الاتحاد الدولي لكرة القدم الـ(فيفا)، مُشدداً على أن هذا البلد هو الأصغر الذي ينظم كأس العالم على الإطلاق، وسينال شرف اللعب في هذه البطولة، فقط لأنه الدولة المُضيفة. وأشار ستانلي إلى أن تنظيم المونديال في قطر «يمثل كابوساً من الوجهة اللوجستية، وينطوي على نفقاتٍ هائلة ستتكبدها الاتحادات الوطنية لكرة القدم»، بسبب اضطرار الاتحاد الدولي لتغيير موعد البطولة لتُقام في فصل الشتاء، وهو ما سيؤدي إلى تغيير مواعيد بطولات كروية وطنية وقارية شديدة الأهمية. وأوضح الكاتب أن ذلك يُضاف إلى «ما يُرتكب من انتهاكاتٍ لحقوق الإنسان» بحق العمالة الأجنبية التي تأتي من دولٍ آسيوية فقيرة مثل بنجلاديش ونيبال والفلبين والهند وغيرها. واستعرض المقال الشبهات التي أحاطت بالعرض القطري لاستضافة كأس العالم منذ مراحله الأولى، وتحديداً منذ كشف النقاب عنه عام 2009، مُشيراً إلى أن تقريراً تقييمياً أُعِدَّ في ذلك الوقت أعرب عن مخاوف مُعدّيه من تأثير حرارة الصيف الشديدة على اللاعبين والمشجعين، إذا ما أُقيمت البطولة في موعدها المعتاد في منتصف 2022. وسخر الكاتب من الحل «الألمعي» الذي لجأ إليه الـ(الفيفا) لمواجهة هذه المشكلة، والمتمثل في تأخير موعد انطلاق المنافسات إلى نوفمبر 2022 بدلاً من يونيو من العام نفسه، مؤكداً أن الإقدام على هذه الخطوة أدى إلى ظهور «مشكلة كبرى» تتمثل في أن الغالبية العظمى من بطولات الدوري في العالم، بما في ذلك «الدوريات الستة الكبرى»، ستكون في ذروتها في فصل الشتاء، الذي يُنتظر أن يقام المونديال خلاله. ولا يقتصر الأمر على بطولات الدوري فحسب، بل إن المشكلة تطال بطولة دوري أبطال أوروبا، التي يصفها ستانلي بأنها أهم بطولة للأندية على مستوى العالم، إذ يُقام عددٌ لا يستهان به من مباريات «الشامبيونز ليج» بين شهري أكتوبر وديسمبر. وأشار الكاتب إلى أن تعديل موعد كأس العالم لتجنب الطقس شديد الحرارة الذي يسود قطر خلال الصيف، سيجبر الاتحادات الوطنية لكرة القدم على إعادة جدولة مباريات موسم 2022- 2023، وهو ما أبدت الكثير من الأندية الكبرى مخاوفها حياله بالفعل. وأبرز المقال في هذا الصدد تحذيراً أطلقه النجم الألماني المعتزل كارل هانز رومينيجه رئيس رابطة الأندية الأوروبية -التي تضم 214 نادياً- وقال فيه إنه لا يُفترض أن يُنتظر من هذه الأندية أن تتحمل «تكلفة إعادة الجدولة تلك»، وإشارته إلى أنه يتوقع أن يتم تعويض أندية الرابطة «عن الأضرار» التي ستلحق بها جراء تغيير مواعيد مباريات البطولات المحلية والقارية بسبب قطر. كما تطرق ستانلي إلى الملابسات المُفعمة بروائح الفساد، التي اكتنفت عملية اختيار الملف القطري لتنظيم البطولة، مُذَكِراً بأن عرض الدوحة للاستضافة حظي بموافقة اللجنة التنفيذية للـ(فيفا) في أواخر عام 2010، بُعيد إيقاف اثنين من أعضائها عن العمل بالفعل، حتى قبل تصويت اللجنة، وذلك بسبب اتهاماتٍ وُجِهتْ لهما بالتلاعب بشأن الوجهة المنتظرة لصوت كل منهما. وقال الكاتب إنه منذ التصويت لصالح العرض القطري، شهد الاتحاد الدولي للكرة تغييراتٍ واسعة النطاق على صعيد إدارته التنفيذية. وشدد على أن أكبر التغييرات التي جرت في هذا الإطار، تمثلت في استقالة الرئيس السابق للاتحاد «سيب بلاتر» في خضم تحقيقاتٍ يجريها مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي (إف بي آي) بشأن ممارسات الفساد التي تجتاح الـ(الفيفا). وأفرد ستانلي جانباً كبيراً من مقاله للحديث عن المحنة التي يمر بها العمال الأجانب المشاركون في المشروعات الخاصة بالتحضير لاستضافة المونديال القطري، مؤكداً أن الاتهامات واسعة النطاق التي تتحدث عن انتهاكاتٍ يعاني منها هؤلاء العمال، أكثر أهمية حتى من وقائع الفساد التي يشهدها الاتحاد الدولي. ويشير المقال إلى تقريرٍ أصدره الاتحاد الدولي لنقابات العمال بشأن نظام الكفالة، وتضمن إفاداتٍ مروعة لعددٍ من العمال الوافدين إلى الدويلة المعزولة. ويبرز في هذا الإطار ما قاله عاملٌ فلبينيٌ من أنه ورفاقه «يخشون الشكوى للسلطات» من الأوضاع المزرية التي يتعرضون لها، وذلك لأنهم يرون «أن العمال الذين يُقْدِمون على ذلك يُدرجون على القائمة السوداء، أو يتعرضون للترحيل أو التهديد». وكشف هذا العامل النقاب عن أن المديرين المسؤولين عنه وعن زملائه أخبروهم بأن «العمال الذين يشاركون في أي إضراب سيُرَحَلون في غضون 12 ساعة». ويخلص الكاتب إلى تساؤلٍ مرير مفاده: «هل هذا ثمنٌ مُبررٌ لممارسة لعبة بسيطة» ككرة القدم؟ مُوجهاً أصابع الاتهام في هذا الصدد إلى الاتحاد الدولي للعبة، الذي يلفت الانتباه إلى أن شركة «الخطوط الجوية القطرية» الحكومية باتت من بين الجهات الراعية له، في إشارة واضحة إلى تغاضي مسؤولي الاتحاد عن عمد عن الجرائم التي تُرتكب ضد عمال مونديال 2022. ويختتم «سانديب ستانلي» مقاله بالقول إن «الحقيقة الحزينة تتمثل في أن (كل ما تم سرده من قبل) ليس سوى البداية ورأس جبل الجليد»، مُشدداً على أن الأموال صارت «تشتري روح اللعبة الجميلة»، وأن «عمق الفساد الذي يتعين علينا مواجهته سيواصل الكشف عن نفسه كلما اقتربنا» من موعد إقامة كأس العالم، التي يُفترض أن تُقام في الدويلة المعزولة بعد أقل من خمس سنوات، رغم انخراط نظامها الحاكم في تمويل الإرهاب ودعم التنظيمات المتطرفة، واحتضان أبواق الكراهية والدعوة للعنف.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©