الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أقمار اصطناعية جديدة بحجم كرة القدم

2 أغسطس 2009 00:49
في 4 أكتوبر من عام 1957 سجّل الاتحاد السوفييتي السابق اسمه في تاريخ الكشوف الفضائية باعتباره أول دولة في العالم تنجح بإطلاق قمر اصطناعي إلى مداره حول الأرض. ونظراً لأن الهدف من إطلاق ذلك القمر الذي يدعى «سبوتنيك»، لم يكن يتعدى محاولة وضع «شيء ما» على مدار حول الأرض ليشبه بذلك القمر الطبيعي في طريقة دورانه حولها، فلقد كان حجمه صغيراً جداً بحيث بلغ قطره 58 سنتمتراً فيما بلغ وزنه 83.6 كيلوجراماً وكان يكمل دورته الكاملة حول الأرض خلال 98 دقيقة، وهو نفس زمن دورة كاملة للمحطة الفضائية الدولية التي تدور حول الأرض منذ أكثر من 12 عاماً ويبلغ وزنها بضع مئات الأطنان. ولكن، ومع تطور البحوث والعلوم الفضائية وتنوّع المهام والوظائف التي تتكفل بها الأقمار الاصطناعية خلال العقود الثلاثة الأخيرة من القرن العشرين، فلقد كانت حجومها وأوزانها تزداد مع الوقت حتى أصبح بعضها يزن بضعة أطنان. ونظراً للارتفاع المتواصل في تكاليف إطلاق الأقمار الاصطناعية بواسطة الصواريخ، فلقد عمدت مراكز البحوث المتخصصة ببنائها إلى تصغير حجمها بقدر الإمكان وبحيث يترافق ذلك مع زيادة فعاليتها. والشيء الذي ساعد على إنجاز هذه المهمة هو أن معظم الأجهزة المعقدة التي تحملها الأقمار الاصطناعية، ومن أهمها الكاميرات والحواسيب وأجهزة البث والاستقبال اللاسلكي، تضاءلت حجومها وأوزانها بشكل كبير وزادت فعاليتها في الأداء. واليوم، أصبح بإمكان أي صاروخ متخصص، نقل بضعة أقمار صناعية إلى مداراتها حول الأرض دفعة واحدة ومنها الصاروخ الأوروبي «آريان5» الذي ينطلق عادة من محطة كورور في جزر جوايانا الفرنسية. وتأسست مؤخراً العديد من الشركات التكنولوجية المتخصصة ببناء الأقمار الاصطناعية التي يتراوح وزنها بين 10 و20 كيلوجراماً ولا يزيد حجم الواحد منها عن حجم كرة القدم. ومن بينها شركة «سبيسديف سمول ساتيلايتس» وعنوانها على الإنترنت spacedev.com، التي أعلنت مؤخراً عن إطلاق خدماتها لإنجاز مشاريع بناء الأقمار الاصطناعية الصغيرة المتطورة لأغراض الاتصالات والبحوث العلمية والتصوير الجوي. وتتكفل الشركة المذكورة أيضاً بعقد اتفاقيات إطلاق الأقمار الجديدة إلى مداراتها حول الأرض. وفي ألمانيا، تمكن خبراء جامعة فورتسبورج مؤخراً من تطوير قمر صناعي صغير جداً يحمل اسم «يو دبليو2» UW2 وقرروا إطلاقه إلى مداره حول الأرض خلال الأسبوع الأول من شهر آب المقبل. وقال ناطق باسم الجامعة إن القمر يصنف ضمن فئة الأقمار الاصطناعية دقيقة الحجم «بيكو» Pico الذي اشتق اسمه من كلمة «بيكو» اللاتينية التي تعني جزء المليار، لأن قطره 20 سنتمتراً فقط ولا يتجاوز وزنه كيلوجراماً واحداً. وتوقعت مصادر الجامعة أن تشهد أسواق الأقمار الاصطناعية القزمة سوقاً رائجة على المستوى العالمي خلال السنوات القليلة المقبلة بسبب فعاليتها في الأداء وانخفاض تكاليف بنائها وإطلاقها وطول عمرها الافتراضي. وتعد الأقمار الاصطناعية القزمة، منصّات ممتازة لاستقبال محتويات الإنترنت والاتصالات الهاتفية اللاسلكية وإعادة بثّها. وتكمن أهم فوائد هذه الطريقة في أن مشغّلي خدمات شبكة الإنترنت والاتصالات يمكنهم إطلاق عدة أقمار صغيرة في وقت واحد من أجل ضمان التغطية الجيدة لمساحات أوسع على سطح الأرض. وذكرت مصادر الجامعة الألمانية أن القمر «يو دبليو2» سيتم إطلاقه من محطة الفضاء الهندية جنوب مدينة شيناي خلال الأسبوع الأول من شهر أغسطس الجاري. وأشارت إلى أن أقمار «بيكو» تستخدم منذ فترة طويلة في الأغراض التعليمية والتجارب العلمية وذلك لقلة تكلفتها مقارنة بالأقمار الكبيرة بسبب صغر حجمها وانخفاض وزنها. ويذكر أنه سبق لعلماء جامعة فورتسبورج أن أطلقوا أول قمر اصطناعي ألماني في الفضاء من نوع «بيكو» قبل أربع سنوات وكان يحمل اسم «يو دابليو1». ويتوقع خبراء أن تتقلّص حجوم الأقمار الاصطناعية مع الوقت بحث لا يزيد وزن أضخمها عن بضع عشرات الكيلوجرامات فيما يمكن أن يبلغ وزن أصغرها كيلوجراماً واحداً أو أقل. وعندما يتم التغلّب على بعض الصعوبات التقنية القائمة أمام بلوغ هذا الهدف، فإن من المنتظر أن يتم إطلاق الأقمار القزمة بالمئات إلى مداراتها حول الأرض
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©