مواقع الشبكات الاجتماعية.. جنّة إعلانية وطريق ممهدة للشهرة

يوماً بعد يوم، تزداد أهمية مواقع الشبكات الاجتماعية كوسيط إعلاني وسبيل للشهرة، وكوسيلة لتنمية الثقافة الاستهلاكية للمبحرين عبرها. ولم يعد في وسع “ماركة” مهمة أن تستغني عن الإعلان على تلك المواقع لأنها لو فعلت ذلك فسوف تحكم على نفسها بفقد أكبر شريحة من زبائنها. وتثبت إحصائية ذات مغزى كبير نشرت أخبارها صحيفة “فاينانشيال تايمز” أن الإعلان الذي ينزل به صاحب “ماركة” معيّنة على أحد مواقع الشبكات الاجتماعية، يؤدي إلى كسب أكثر من 10 ملايين هاوٍ جديد لتلك “الماركة” كل يوم عبر العالم. ولا شك في أن هذه السرعة في كسب الزبائن لا يمكن أن تتحقق في بيئة الصحافة الورقية ولا حتى على شاشات التلفزيون. وأصبح موقع “فيس بوك دوت كوم” الشهير للشبكة الاجتماعية، والذي يضمّ أكثر من 400 مليون مشترك عبر العالم، يستضيف أكثر من 1.4 مليون صفحة إعلانية خاصة بماركات عالمية شهيرة. وقد يوضّح هذا الإقبال الكبير على الموقع من قبل الشركات العالمية، سبب التدفق الهائل للأرباح على شركة “فيس بوك”. وأشارت نتائج دراسة تهدف إلى تصنيف أشهر 100 ماركة عالمية إلى أن هذه الشركات تمكنت من كسب ملايين الأنصار الجدد من المستهلكين عن طريق المواقع الاجتماعية. وبدأت بعض المواقع الاجتماعية ذات النمو السريع مثل “يوتيوب دوت كوم” و”فيس بوك دوت كوم” و”تويتير دوت كوم”، بمنافسة شركة “جوجل” العملاقة التي ما زالت تحتفظ بموقع الريادة في صناعة الإعلان على الإنترنت، والتي تنافس بدورها حتى أشهر الأقنية التلفزيونية في هذا المجال. وتقول ديبي كلاين عضوة الهيئة التنفيذية لشركة “إنجين” البريطانية المتخصصة بالترويج للشركات العالمية: “لقد تمكنت المواقع الاجتماعية من تحويل عملية التسويق من حالة الحوار ذي الطرف الوحيد إلى حوار الطرفين”. ولهذا السبب، لم يعد في وسع أي واحدة من الشركات العالمية تفويت هذه الفرصة الإعلانية. وتتميّز الإعلانات على المواقع الاجتماعية مثل “تويتير دوت كوم” بأنها قابلة للتحديث لحظة بلحظة. ويفضّل أصحاب موقع “فيس بوك” اختيار شركة “أديداس” مثالاً عن مدى تأثير موقعها على المبحرين. ولقد تبيّن أن هذه الشركة المتخصصة بصناعة الألبسة والأدوات الرياضية تمتلك أكثر من 2.7 مليون متابع لإعلاناتها المدرجة على صفحتها الخاصة على موقع “فيس بوك دوت كوم”. وأثبتت الإحصائيات أن كل واحد من هؤلاء يشتري بما قيمته 100 دولار سنوياً في المتوسط من منتجات الشركة من الأحذية الرياضية وحدها. وهذا ما جعل مجمل عوائدها من هذا المنتج وحده ترتفع إلى أكثر من 200 مليون دولار سنوياً. وعمدت بعض الشركات إلى استخدام حيل تقنية لاستدراج المبحرين إلى صفحاتها الإعلانية. ومن ذلك مثلاً أن شركة سلسلة مقاهي “ستاربكس” العالمية قامت بتعديل نتائج بعض محركات البحث على النحو الذي يجعل صفحتها الإعلانية تظهر عندما يطلب أب إنسان البحث عن كلمة “قهوة” في خانة البحث. ويدلّ كل ذلك على أن مواقع الشبكات أصبحت تمثل الطريق الأقرب للوصول إلى الزبائن وبما يوحي بأنها ستستلب الدور الأساسي الذي كانت تطلع به الصحافة الورقية والتلفزيون في المجال الإعلامي. عن صحيفة “فاينانشيال تايمز”