السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أسماك «العومة» يستفيد منها الإنسان والحيوان والنبات

أسماك «العومة» يستفيد منها الإنسان والحيوان والنبات
1 مايو 2010 21:01
تنتشر أسماك «العومة» التي تتميز بلونها الفضي اللامع ومذاقها الشهي في سواحل الدولة، خاصة الإمارات الشمالية وتجتذب إليها أهل البحر. شكّلت أهميتها في البيئة البحرية المحلية مثاراً لإطلاق أقوال مأثورة من الأجداد حولها، إذ قالوا فيها «العوم مفيد دوم» كما قالوا «العومة مأكولة ومذمومة». تأتي أسماك «العومة- العوم» الفضية ذات الرائحة الجاذبة للأسماك الكبيرة كأحد أهم وسائل الصيد التي يمارسها الصيادون، حيث تجد الأسماك الكبيرة في العومة غذاءً لها، بينما تقع فريسة احتيال الصيادين الذين يسارعون باصطيادها. يتم جمع كميات كبيرة من العومة -آلاف الكيلو جرامات- في كل رحلة صيد وبعد تجفيفها على الشاطئ بواسطة حرارة الشمس تتم تعبئتها في أكياس بلاستيكية خاصة. في ذلك يقول أحد كبار الصيادين في مدينة خورفكان عويّد بن حمد: تسمى العومة بسمك «الجاشع» وهي صغيرة الحجم لا يتجاوز طولها 5 سنتيمترات، لونها براق وتعد من فصيلة السردين، تباع طي أكياس (يحوي كل كيس نحو 10 كيلو جرام، ويبلغ سعره نحو 22 درهماً). وكان البحارة قديماً خلال المواسم التي تتكاثر فيها العومة يرمون شباك صيد ذات ثقوب صغيرة (حظرات ومساكر) من المركب إلى البحر لصيدها ويستمرون بذلك لساعات، ثم يتم تجفيفها سريعاً لأنها صغيرة الحجم ويرش عليها الملح -دون حاجة إلى فتح بطنها وتنظيفها- وتجفف قبالة البيوت إذ كنا نأكلها قديماً كالسردين، أو ننشرها على الشاطىء إن كانت ستستخدم لأغراض أخرى. تتعدد أساليب صيد العومة، وتختلف بين صياد وآخر. في ذلك يقول عويد: تنتشر العومة في سواحل الإمارات الشمالية بدءاً من مدينة خورفكان في الشارقة وصولاً إلى سواحل رأس الخيمة. وتختلف وسائل الصيادين في صيدها فمنهم من يصطادها باستخدام سيارات الدفع الرباعي لشدّ شباك الصيد ثم ينشرها حتى تجف. أو بطريقة جمعها كأكوام الحجارة وترحيلها بسيارات نصف نقل ليرصف بها شاطىء المينا أو الأراضي. بينما تزدهر الطريقة التقليدية القديمة المتمثلة في جر الشباك وجذبه من البحر إلى الشاطئ. ثمة استخدامات للعومة يستفيد منها الإنسان والنبات والحيوان، يقول عويد موضحاً: تتعدد فوائد العومة فهي غذاء لنا نجففها ونملحها ونأكلها في وجبات مختلفة كأن نفرمها ونحتفظ بها مطحونة لحين الطهو كي نضيف إليها الثوم والزيت، وهناك من يضعها في وعاء فخاري بعد تتبيلها بالجلجان والكمون والسنوت وحبة الحلوة، ليأكلها بخبز الرقاق. كما كانت العومة دواءً مفيداً حيث نحرق بعضها على النار مع «لومي» أي ليمون يابس، ثم توضع في قماشة يشمها مريض الزكام ليبرأ. كما تقتات عليها عدة طيور من بينها النوارس وكذلك الكنعد وأسماك أخرى. إلى جانب كونها علف للحيوانات وخليطها مع نوى التمر والبرسيم مفيد لمعظم المواشي خاصة الأبقار، وهي سماد معقول لإخصاب الأراضي الزراعية إذ تقطع وتدق وترش كبذار تحت النخل النبق والغاف وأشجار مثمرة أخرى.
المصدر: خورفكان
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©