الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

محمد باتي: فن الخط يعتبر من المكاسب الإنسانية الكبرى

محمد باتي: فن الخط يعتبر من المكاسب الإنسانية الكبرى
12 مارس 2012
يرى الخطاط الجزائري محمد صفار باتي، أن التكنولوجيا دفعت الخطاط من الاحتراف والعيش من الخط إلى الإبداع، وحولته من المهنة إلى الفن، ورغم أن الخط العربي قد شهد العديد من التحولات عبر أربعة عشر قرناً، إلا أن الفن الأصيل الذي تتوارثه الأجيال ظل عبر الأزمان المتعاقبة. ويؤكد باتي، الذي شارك في فعاليات معرض “دبي الدولي لفن الخط العربي” الذي أقيم مؤخراً في ندوة الثقافة والعلوم في دبي، أن الجزائر من الدول الفتية في هذا الفن، وتعطيه الاهتمام المناسب الذي يستحقه، وشهدت مؤخراً بروز عدد من الفنانين المشهود لهم في ساحة فن الخط العربي عربياً ودولياً. وحول مشاركته في معرض “دبي الدولي لفن الخط العربي”، يقول باتي إن هذه أول مشاركة له في المعرض الذي يجمع نخبة متميزة من خطاطي العالم العربي والإسلامي، ويقدم فيه عملين ينضويان في باب الاتجاه الأصيل “الكلاسيكي” لهذا الفن. ويعتبر المعرض فرصة للخطاط لتقديم تجربته الشخصية، وكذا تصوره لمستقبل فن الخط العربي، من خلال طرح رؤى وأفكار تسهم في إثراء وبناء مشروع كبير يخدم الخطاط والمجتمع، ويفتح آفاقاً جديدة لتفعيل دوره بشكل أوسع. وفي إجابته عن سؤال: إلى أي مدى يمكن الاستفادة من معرض دبي في تطوير فن الخط العربي ونشره على أوسع نطاق؟ يقول الفنان “في الحقيقة المعارض والمسابقات التي تقام هنا وهناك في مختلف الدول، وعلى رأسها دولة الإمارات، قد حققت الهدف الأول منها بامتياز، ألا وهو المحافظة على هذا التراث الإنساني الحضاري، وهي ماضية في تحقيق الأهداف الأخرى المتمثلة في تطوير هذا الفن والخوض في تجارب جديدة تسمح له ببلوغ مكانة تليق به ويصل بذلك إلى العالمية. إن رؤية هذا التنوع في أساليب الخط هو إثراء له من الناحية الجمالية والفنية، على أن يكون هذا التنوع مؤسساً على قاعدة فنية وغرافيكية تحقق النسب الجمالية المتعارف عليها”. مشاركة دولية ويعود الفنان إلى بدايته مع الخط ليقول “بدأ اهتمامي بفن الخط العربي منذ الطفولة الأولى، فقد تتلمذت على يد الدكتور محمد شريفي، وشاركت في العديد من المسابقات والمعارض الوطنية وحصلت فيها على الجوائز الأولى (2004 - 2007). وكانت أول مشاركة دولية في مسابقة إرسيكا بإسطنبول، وحصلت فيها على جائزة رمزية. ثم توالت المشاركات الدولية والجوائز وأهمها أربع مكافآت في مسابقات إرسيكا (1997 - 2004). والجائزة الثانية في مسابقة البردة الدولية - أبوظبي 2011”. دور بارز وحو مدى تأثر هذا الفن - الخط العربي- بالتكنولوجيا الحديثة والكمبيوتر، وعند سؤاله: هل يمكن للكمبيوتر أن يضيف إليه أم أنه يعد بديلاً له حالياً؟ قال “فن الخط العربي من الفنون الجميلة والراقية، وقد تطور عبر أربعة عشر قرناً، وشهد الكثير من التأثيرات والتحولات جراء التغيرات السياسية والاجتماعية والاقتصادية، فقد كان للخطاط دور بارز في كل مجالات الحياة، وجاءت التكنولوجيا لتقلص من هذا الدور، وبهذا انتقل الخطاط من الحرفية إلى الإبداع الفني، بحيث يستغل الخطاط الكمبيوتر ويوظفه لخدمة فنه من خلال استخداماته الواسعة، ولا يمكن لهذا الأخير أن يكون بديلاً للخطاط؛ لأن فن الخط من الفنون الأصيلة التي تعتبر من المكاسب الإنسانية الكبرى، إنه خادم القران الكريم، وهو محفوظ بحفظ القرآن الكريم”. وحول تمايز المدارس الخطية بين الدول وفي الدولة نفسها، يقول الفنان “في الحقيقة حسب الأساتذة الأكاديميين ليس هناك مدارس مختلفة، ولكن هي الأساليب التي تختلف في بعض التفاصيل، وليس في القاعدة والجوهر، فهناك من يميل إلى أسلوب خطاط معين دون الآخر، وهذه ترجع إلى اختلاف الأذواق، بشرط أن يكون هذا الأسلوب في المستوى المطلوب. وأعتقد أن تعلم فن الخط مهمة صعبة لكن ليست مستحيلة، وتحتاج إلى وقت طويل، ولكن التميز فيه يحتاج إلى الموهبة والتعلم معاً”. وحول تجربة الخط في الجزائر يقول الفنان، إن الجزائر دولة فتية، وهي دولة راعية للخط العربي من خلال تنظيمها المهرجان الدولي لفن الخط العربي سنوياً، ومن خلال النشاطات الوطنية والمحلية، وأهمها الأيام الوطنية لفن الخط بولاية بسكرة، والورشات الوطنية لفن الخط بولاية المدية التي أصبحت لها سمعة دولية من خلال استضافتها لبعض الخطاطين من الدول العربية والإسلامية، بالإضافة إلى العديد من النشاطات في مختلف ولايات الوطن.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©