السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

فاطمة الرميثي.. «عطـاء بلا حـدود»

فاطمة الرميثي.. «عطـاء بلا حـدود»
10 يونيو 2016 00:06
هناء الحمادي (أبوظبي) فاطمة الرميثي.. شخصية معطاء لا تبحث عن الشهرة، بل عن العمل الخيرى أينما وجد، حاصلة على ماجستير الرعاية الصحية من جامعة زايد، عملت في مدينة الشيخ خليفة الطبية لمدة 15سنة، لكن بعد سنوات العطاء والخبرة، فضلت تقديم استقالتها لتعمل في مجال إنساني خيري تطوعي لا تنتظر منه سوى الأجر والثواب، ورسم البسمة على قلوب المرضى، الذين هم بحاجة ماسة إلى من يتقرب منهم ويحقق احتياجاتهم وأمانيهم. رحلة الرميثي منذ البداية بُنيت على عمل خيري ومبادرة إنسانية بمعنى الكلمة، فمن خلال عملها سابقاً في مدينة الشيخ خليفة الطبية، وجدت أن المريض الذي يغالب العلة وتغالبه، ويُصارع السقم ويصارعه، من أكثر الناس حاجة إلى كل ما تستطيعه العلاقات الإنسانية من عون وسلوى، وبثٍّ للعزيمة والأمل والطمأنينة والسرور، ونظراً لبقاء الكثير من المرضى شهوراً طويلة في المستشفي بسبب مدة العلاج والأمراض، فإن المريض على سريره، وبين أربعة جدران يريد من يطل عليه ويطمئن على أحواله يرسم البسمة في قلبه، ويبث السعادة في نفسه، ولتلك الصور المؤلمة التي تراها الرميثي يومياً في الكثير من أقسام المستشفى، تواردت إليها فكرة مبادرة «إسعاد المرضى»، التي كانت الشرارة الأولى لبث السعادة في قلوب الكثير من المرضى صغاراً، ومن كبار السن. مبادرة وتقول: مبادرة إسعاد المرضى بدأت عام 2013، وتبنتها هيئة الهلال الأحمر، حيث رحبت بالفكرة الإنسانية، التي انبثقت مني لتتبلور تلك المبادرة، وترى النور على أرض الواقع في مدينة الشيخ خليفة الطبية، التي بعد دراسة تلك المبادرة وأبعادها الإنسانية تمت الموافقة عليها ووضع الأهداف التي نسعى من خلال تلك المبادرة إلى تنفيذها والعمل بها، من خلال دمج فئة المرضى ذوي العلاج الطويل بالمستشفى بأفراد المجتمع. هدف المبادرة تنقلات الرميثي مع فريق المتطوعين من هيئة الهلال الأحمر بين أروقة المستشفى وغرف المرضى، أكدت أن مبادرة إسعاد المرضى تسعى إلى دعم المؤسسات الصحية في تخفيف معاناة المرضى، والمساهمة في تلبية احتياجاتهم وتحقيق أمنياتهم، كما تسعى الهيئة من وراء المبادرة إلى تعزيز مبدأ التكافل والمسؤولية المجتمعية لدى الأفراد والمؤسسات وتوظيف قدرات متطوعي الهيئة لخدمة المجتمع المحلي. وتقول «بحكم عملي مع المرضى وخبرتي في كيفية التعامل معهم تم اختيار7 أشخاص من فئة المرضى من أطفال وكبار السن، الذين طالت مدة إقامتهم في المستشفى، وكان برفقتي مجموعة من المتطوعين من هيئة الهلال الأحمر، الذين تعرفوا على المرضى ودرسوا حالتهم واحتياجاتهم الإنسانية والصحية، وما هي الخدمة التي يحتاجونها لها. وأشارت إلى أن تلك الزيارة الأولى أعطت انطباعاً للمرضى بالسعادة والسرور، فهم بحاجة إلى من يزورهم ويطمئن على أحوالهم ويواسيهم في آلامهم ومرضهم، بل الكثير منهم بسبب المعاناة النفسية التي يعيشونها بأحداثها بحاجة إلى طاقة إيجابية ترفع من معنوياتهم النفسية، خاصة أن الكثير من المرضى أهلهم يقطنون في المناطق الشمالية وبُعد المسافة حالت أن تتكرر زياراته،م فقصرت زياراتهم وأصبحت على فترات متباعدة. نجاح المبادرة وأوضحت أنه منذ انطلاق المبادرة حتى هذه اللحظة، استطاعت مع فريق المتطوعين من هيئة الهلال الأحمر، الذين يبلغ عددهم 10 أشخاص من إدخال البهجة والسرور والسعادة على الكثير من المرضى، كما تم تخفيف مشاعر الهم والحزن والتفكير لديهم، بفضل تعاون الجميع كفريق واحد تم تحقيق المرحلة الأولى من المبادرة من خلال إدخال فريق المتطوعين إلى المستشفيات وتأهليهم في التعامل مع المرضى بكل حرفية وإتقان بالجلوس والحديث معهم في جو مفعم بالراحة والاستقرار، حيث يتسم بروح العائلة الواحدة قلبا وقالبا، مشيرة إلى أن الصور الإنسانية التي تشاهدها من خلال تفاعل المرضى مع المتطوعين فاقت التوقعات، فقد تقبل وتفاعل الكثير من المرضى مع المتطوعين، الذي فتحوا صدورهم لبث ما يعانونه من هموم واحتياجات نفسية. وتضيف «بمشاركة المتطوعين ذوي الخبرة والهمة والنشاط، قسم الفريق إلى فرق، وكل فريق يكون لديه 3 متطوعين يقومون بتبني «حالة مرضية» تعاني أزمة نفسية أو مشاكل اجتماعية يتم دراستها ومتابعة حالتها والتقرب إليها، وبالفعل خلال جلسات وزيارات مكثفة استطاعت الفرق متابعة الكثير من الحالات ومعالجتها أولاً بأول، عن طريق بذل الكثير من الجهد والصبر للتقرب من المريض الذي يحتاج إلى من يخفف معاناته النفسية والأسرية. زيارات رمضانية في شهر الرحمة والمغفرة، والتعاون والتآلف، والمحبة والمودة شهر رمضان الكريم الوضع لا يختلف مع فاطمة الرميثي والمتطوعين من هيئة الهلال الأحمر، فقد تزداد الزيارات الرمضانية للمرضى، مع جلب الكثير من الهدايا وتوزيعها عليهم، وتضيف«من خلال تلك الزيارات نحاول أن نجعل المرضى يعيشون الأجواء الرمضانية وكأنهم بين أفراد عائلتهم، نقترب منهم ونشاركهم أحاديثهم عن الشهر الفضيل. وتابعت: يتفاعل الكثير منهم معنا في جو عائلي يتسم بالحب والطمأنينة، حتى أن غرف المرضى لا تخلو من الضيافة الرمضانية وطاقم التمريض لم يبخل أيضا بالمشاركة والتفاعل مع هذه المبادرة التي جاءت من أجل بث تلك الفرحة في قلوب المرضى الذين هم بحاجة ماسة إلى من يزورهم ويسأل عن أحوالهم ويطمئن على صحتهم. تحقيق الأمنيات وأكدت فاطمة الرميثي أنه بعد مرور 4 سنوات عل المبادرة تم تحقيق الكثير من الأماني التي يحلم بها بعض المرضى، كما تم علاج معاناة بعض المرضى النفسية والأسرية، وإن دل ذلك فإنه يدل على نجاح المبادرة وتفاعل هيئة الهلال الأحمر التي كان لها دور كبير في دعم هذه المبادرة مع إدارة شؤون المرضى في مدينة الشيخ خليفة الطبية، وقد أبدى الكثير من المتطوعين في الإمارات الأخرى تفاعلهم، متمنين أن يتم تطبيق تلك المبادرة في المستشفيات الأخرى، ليرسموا السعادة في قلوب المرضى من خلال تخفيف آلامهم ومعاناتهم.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©