الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تحذيرات من أساليب تسول مبتكرة لاستدرار عطف الناس

تحذيرات من أساليب تسول مبتكرة لاستدرار عطف الناس
2 أغسطس 2009 00:58
يبتكر ممتهنو التسول سنوياً طرقاً وأساليب جديدة «غير مشروعة»، بهدف زيادة دخلهم، من خلال استجداء الناس واستدرار عواطفهم، على الرغم من تراجع هذه الظاهرة خلال السنوات الأربع الماضية بنسبة 40%. وتستعد وزارة الداخلية قريباً لإطلاق حملة إعلامية خاصة لمحاربة التسول، فضلاً عن إصدار كتيب إرشادي لمكافحة ظاهرة التسول والحد منها مع اقتراب شهر رمضان المبارك. ويلجأ متسولون إلى احتلال مواقع قرب المساجد والأسواق التجارية، مستفيدين من استخدامهم للتكنولوجيا والتقنيات الحديثة في الهروب والتحايل على الجهات المتخصصة، بحسب العميد محمد صالح بداه مدير إدارة العلاقات والتوجيه المعنوي بالوكالة في وزارة الداخلية. ويقول العميد بداه إن إحدى الطرق التي يستخدمها المتسولون ظهرت مراراً في الآونة الأخيرة، وهي اقتحام أشخاص، رجال وسيدات، وهم بكامل الأناقة واللباقة المتناسبة مع طبيعة مجتمعنا، إلى منازل المواطنين والمقيمين ومكاتبهم، ويطلبوا بعد حديث طويل مبالغ مالية ضخمة بحجج مختلفة، كما أنهم يلجأون أحياناً إلى تهديد أصحاب المنزل وإيذائهم، عندما يجدون أن هذا الأمر مواتياً لتحقيق مقاصدهم. وتروي المواطنة هدى سالم أحد المواقف التي مرت بها قائلة: «كنت أنا وزميلتي في العمل، ودخل علينا رجل يرتدي ملابس أنيقة، وتحدث بأسلوب مهذب، قبل أن يقول إنه في وضع محرج ولابد أن يسافر اليوم ولا يملك قيمة التذكرة، وبالطبع تعاطفنا معه، ودفعنا له قيمة التذكرة». وتضيف: «وبعد قرابة أسبوع شاهدت الرجل ذاته وهو يحمل حقيبة ويدعي أنه يعمل موظفاً في إحدى الشركات، لنكتشف بعد ذلك أننا أكلنا المقلب». جريمة عابرة للبلدان يقول العميد بداه إن بعض المتسولين ينتقلون من دولة إلى دولة أخرى بمساعدة وسطاء وشبكات متخصصة، تقوم بتأمين التأشيرات والتذاكر للشخص المتسول، مقابل نسبة أو مبلغ مقطوع من إجمالي ما يحصله في حال وصوله إلى البلد الذي يرغب بالتسول فيه، مشيراً إلى أن بعض المتسولين يعملون لحساب متسولين آخرين، أو لحساب كبار المتسولين في الخارج. ويقول أبو محمد، من سكان دبا الحصن: «بعد الانتهاء من صلاة الجمعة في أحد المساجد وقف شاب عربي في العقد الثالث من عمره وانهمر بالبكاء وهو يحاول أن يوهم المصلين أنه مقيم بالدولة ويعاني من مشاكل مالية وصحية، فتعاطف المصلون معه ومدوا أيديهم بالصدقات، ليتبين بعد ذلك أن قدم إلى الدولة بتأشيرة زيارة»، مطالباً الجهات المسؤولة بتشديد العقوبات على المتسولين، وعدم السماح لأي شخص بالدخول للدولة بتأشيرة الزيارة قبل التأكد من سبب تلك الزيارة». ويفضل المتسولون القادمون إلى الدولة السكن في شقق فندقية، للحؤول دون مقاسمة غنيمته مع أي شخص آخر، وحفاظاً على سرية مهنته وغنيمته في نفس الوقت. ويدلل العميد بداه على ذلك بأمثلة، حيث تم إلقاء القبض على أحد المتسولين وحصيلته 170 ألف درهم جمعها في أقل من 3 أشهر، وآخر بلغت حصيلته 3 آلاف درهم تمكن من جمعها في يوم واحد في شهر رمضان الماضي. وبحسب العميد بداه، يلتزم كبار المتسولين باتفاقيات تحدد أماكن التسول الخاصة فيما بينهم، ويقومون ببيع وشراء المناطق والأماكن بأسعار تختلف حسب الموسم والأيام، فضلاً عن حجم المسجد وعدد المصلين، وأماكن التسوق في تلك الأماكن. ويتدرب المتسولون على أساليب الاحتيال وكيفية الهروب، وعلى فنون ومهارات التسول وآلية اختيار الأماكن والوسيلة التي يستخدمونها، فضلاً عن تعلمهم مهارة التأقلم الفعال والسريع مع المكان والناس، مشيراً إلى أن هناك بعض المتسولين يتلقون تدريبات في معسكرات في الخارج تكون أشبه بالأكاديمية المتخصصة في مجال التسول، وفق العميد بداه. ويشير العميد بداه إلى خطورة الظاهرة على المجتمع لما تسببه من مشكلات أمنية وارتكاب عدد من الجرائم تبدأ بمخالفتهم لشروط الإقامة والعمل في دولة الإمارات وتنتهي بجرائم السرقة أو القتل في بعض الأحيان، داعياً الجمهور إلى عدم التعاطف مع هؤلاء الأشخاص والإبلاغ عنهم للتمكن من التخلص من هذه الظاهرة، لا سيما أن أصحابها يتفننون بالوسائل المختلفة التي يعملون من خلالها للحصول على الأموال من الأشخاص الذين يقابلونهم. ويقول العميد بداه إن بعض المتسولين في حال عدم نجاحه في مهنة التسول، يتحول إلى سارق أو قاتل أو مروج للمخدرات، ومن ثم إلى مشعوذ يصطبغ بالصبغة الدينية ليكتسب ثقة ضحاياه. واستطاع المتسولون الاستفادة من التكنولوجيا الحديثة في التواصل فيما بينهم عبر الهواتف المحمولة التي عادة ما تكون في وضعية الصامت درءاً للشبهات، للهروب من الجهات الرقابية المختصة في القبض عليهم. ويشير بداه إلى أن التسول في الدولة لا يعد ظاهرة، كونه يقتصر على المناسبات الدينية، مؤكداً تعزيز الإجراءات مع اقتراب رمضان، لما يمثله التسول من إساءة لسمعة الإمارات. ويعد المواطنون والمقيمون خط الدفاع الأول في مكافحة هذه الظاهرة، بعد التبرع لهؤلاء المتسولين وإبلاغ الشرطة عند مصادفة أي منهم
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©