سليمان ينفي وجود عقبات في طريق تشكيل الحكومة

أعلن الرئيس اللبناني ميشال سليمان عدم وجود عقبات في طريق تشكيل حكومة الوحدة الوطنية المرتقبة، في الوقت الذي بدات فيه وحدات من الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي في تنفيذ خطة أمنية محكمة في العاصمة بيروت والمناطق التي تشهد احتكاكات بين فريقي الاكثرية والمعارضة، في أعقاب الحوادث الامنية التي وقعت أمس الأول في بيروت وأدت الى إصابة المواطن علي صبرا بجروح بليغة، وفي البقاع الى سقوط ثلاثة جرحى· وأوضحت مصادر أمنية لـ''الاتحاد'' أن الجيش يقوم بعمليات دهم وتفتيش عن ثلاثة أشخاص اعتدوا على صبرا في محلة الطريق الجديدة، تردد أنهم ينتمون إلى تيار ''المستقبل''· وشكّل لقاء الرئيس اللبناني ميشال سليمان والبطريرك الماروني نصرالله صفير في بكركي امس، خطوة أولى باتجاه المصالحة والمصارحة بين الرجلين، اللذين كانا على خلاف في التوجه والرؤية السياسية إبان فترة الفراغ الرئاسي التي دامت ثمانية أشهر· فالرئيس سليمان، الذي عقد خلوة مطولة مع صفير، ودون الإشادة بدور سيد بكركي، أثنى على مجلس المطارنة الموارنة الذي عبر عن مسؤولية وطنية كبيرة وروح أبوية، حيث نادى في بيانه الأخير بالمشاركة الحقيقية في ادارة شؤون البلاد، ونادى بالإصلاحات وتطلع الى الشأن الاجتماعي والاقتصادي، ونفى سليمان وجود أية صعوبات تحول دون تشكيل الحكومة الجديدة· وفيما وصفت مصادر القصر الجمهوري زيارة الرئيس سليمان الى بكركي بـ''البروتوكولية'' كشفت مصادر كنسية لـ''الاتحاد'' أن اللقاء بين الرجلين كان فاتراً، ولم تتطرق المباحثات خلاله الى القضايا السياسية الحساسة إلاّ لماماً، خصوصاً عندما طرح موضوع زيارة رئيس الجمهورية الى دمشق، وزيارة الرئيس السوري المتوقعة إلى لبنان، ولم يبد صفير رأيه في موضوع الحكومة واكتفى بالتمني للعهد الجديد إيصال البلاد الى بر الأمن والأمان· وكان البطريرك صفير قد تجنب في عظة الاحد قبل اللقاء مع سليمان التطرق الى أي شأن سياسي· وفي عطلة نهاية الأسبوع عادت حركة الاتصالات السياسية الى سابق عهدها، حيث استأنف الرئيس فؤاد السنيورة المكلف بتشكيل الحكومة الأولى في عهد الرئيس سليمان اتصالاته مع مختلف الاطراف في مسعى للتوصل الى صيغة ما تسهل ولادة الحكومة، وكشف مستشار الرئيس السنيورة، السيد محمد شطح أنه لا خطة لدى فريق الاكثرية للاستمرار بالوضع الحالي وقال: ان المبادئ مسهلة بشكل كبير لتتشكل الحكومة· وقالت مصادر في المعارضة لـ''الاتحاد'' إن قوى 8 مارس تعطي فرصة أخيرة للرئيس السنيورة للاعلان عن تشكيلته الحكومية، تنتهي قبل نهاية هذا الأسبوع، وبعدها سيكون لفريق المعارضة موقف، غير أنها رفضت الكشف عنه· وأعلن عضو شورى ''حزب الله'' الشيخ محمد يزبك أن المعارضة تنتظر تشكيل حكومة وحدة وطنية ونعمل لتذليل كل الصعاب من أجل تشكيل حكومة يشارك فيها اللبنانيون جميعاً لتنفيذ اتفاق الدوحة الذي حصل من أجل لبنان واللبنانيين وليس مجرد هدنة كما يقول البعض· أما عضو ''كتلة الوفاء للمقاومة'' النائب حسن فضل الله فقال بدوره: إن المماطلة في تشكيل الحكومة مناورة مكشوفة لتبديد وهج اتفاق الدوحة وما تحقق فيه من تثبيت لمبدأ الشراكة والتوافق، وأي محاولة للاخلال به يترك انعكاسات سلبية يتحمل مسؤوليتها من يعرقل تطبيق بقية البنود''، داعيا إلى ''الإسراع في تشكيل الحكومة لأن التأخير غير مبرر ويؤدي إلى تراكم المشكلات وتضييع الفرص أمام اللبنانيين''· واعتبر النائب محمد الحجار من كتلة ''المستقبل'' البرلمانية ''أن الحوار وحده هو الحل لتبريد اجواء التشنج والتباعد· وفي اطار معالجة ذيول الأحداث الأخيرة عقد في مدينة عاليه لقاء بين ممثلين عن الأكثرية والمعارضة، وأعلن شقيق الوزير فوزي صلوخ السيد زين صلوخ (من حركة امل) خلال اللقاء: ''ان ما حدث هو سحابة صيف، وان اللقاء الجامع ومن كل الطوائف له خير دليل على ان الاحداث التي حصلت ليست طائفية او مذهبية ولا توجد مشاكل بين القرى والطوائف''· بعد ذلك، ألقى الدكتور عصام شرف الدين باسم الحزب ''الديمقراطي'' كلمة قال فيها: ''إن ما حصل هو غيمة صيف عابرة لن نتوقف عندها، وإن هذه الزيارة هي لبادرة شجاعة لتأكيد تعالينا على الجراح وفرض الأمن والسلم في المنطقة''·