الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مالك بن أنس.. إمام الحرمين صاحب «الموطأ»

مالك بن أنس.. إمام الحرمين صاحب «الموطأ»
10 يونيو 2016 00:06
محمد أحمد (القاهرة) مالك بن أنس، وعاء العلم، فقيه كبير، صاحب المذهب المالكي، عاش في المدينة المنورة طيلة حياته منذ ولد فيها العام 93 هـ ولم يبرحها إلا لحج أو لعمرة، وتوفي فيها العام 179هـ، وعمره 86 عاماً، قضى منها ثلاثين عاماً ملازماً الفقهاء يتلقى عنهم الأحاديث النبوية، وعندما أصبح في الأربعين كانت له حلقة خاصة بأحد أعمدة الحرم النبوي يفتي ويعلم الناس. غضب عليه والده، وهو طفل ونهره لأنه اخطأ في الإجابة عن سؤال في الدين فأخذته أمه وطيبته بالعطر وألبسته أحسن ثياب وعممته، واختارت له حلقة «ربيعة» في مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم من بين سبعين من أساطين العلم، وربيعة هو أكثر العلماء دعوة إلى الاجتهاد والأخذ بالرأي، ويعتاد الصبي مالك بعد ذلك طيلة حياته أن يستحم ويتطيب ويلبس خير ثيابه كلما جلس يتعلم أو ليعلم. حفظ القرآن تنقل مالك بين حلقات الفقهاء ولم يقتصر على حلقة ربيعة فقط، فهو يحفظ القرآن ويصغى إلى تفسيره في حلقة وفي أخرى يحفظ الأحاديث ويستوعب تأويلها، وفي ثالثة يتلقى فتاوى الصحابة والرد على ما يثار من أفكار وآراء في العقائد. وسئل مالك عن عدم السعي في طلب الرزق والانقطاع إلى العلم فقال: «لا يبلغ أحد ما يريد من هذا العلم حتى يضر به الفقر ويؤثره على كل حال، وفي طلب هذا الأمر صبر عليه»، وظل الإمام طالب علم إلى أن توفاه الله. حاول أن يكون على موقفه المحايد نائياً بنفسه عن الخوض في السياسة، وأفتى بوجوب الطاعة للحاكم حتى إذا كان ظالما، ولا ينبغي الخروج عليه بالفتنة، بل يسعى إلى تغييره بالموعظة الحسنة والأمر بالمعروف لأن ظلم ساعة خلال الفتنة شر من جور حاكم ظالم طيلة حياته والحاكم الظالم يسلط الله عليه من هو شر منه. تعاقب الخلفاء ولم يترك المنصور الحجاز حتى طلب من الإمام أن يضع كتابا يتضمن أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم وأقضية الصحابة وآثارهم ليكون قانونا تطبقه الدولة، وخلال أعوام من العمل الدؤوب أنجز مالك بن انس الكتاب وسماه «الموطأ» وتعاقب الخلفاء إلى أن جاء هارون الرشيد، فأراد أن يعلق الكتاب في الكعبة، ولكن مالك رفض. أضاف الإمام مالك للفقه الإسلامي الكثير، فجعل المصلحة غاية الأحكام وأساسه فيما لم يرد فيه نص ملزم بالإباحة أو المنع، وفي أخذه بالذرائع، فما يؤدي إلى الحلال حلال وما يؤدي إلى الحرام حرام، وأخذ في فتاواه وآرائه بالقرآن والسنة والإجماع وعمل أهل المدينة ورعاية المصالحة. ذاع فقه مالك لأنه يحمل عناصر التجديد، وأفتى بحق الزوجة في الطلاق إذا لم ينفق عليها زوجها أو إذا ظهر لها عيب فيه جسدياً أو خلقياً لم تكن تعرفه، كما أفتى بأن الزكاة لا تؤخذ من التركة إلا إذا اعترف المورث بها قبل وفاته، ومنها أيضاً عدم جواز صيام ستة من شوال وأنكر الحديث الخاص بهذا الصيام، وهذا الامتناع هو ما يعمل به أهل المدينة، وكذلك أفتى بوجوب وضع ضوابط لحق الرجل في الطلاق وتعدد الزوجات، بحيث لا تضار الزوجة أو الأولاد.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©