الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الانقسام الفلسطيني يثير من جديد عقدة التمثيل الرسمي في المؤتمر

19 يناير 2009 02:32
اعتبر سياسيون فلسطينيون ان الخلاف بين حركتي فتح وحماس حول التمثيل الرسمي للفلسطينيين، قد يكون اخطر ''من الحرب التي تشنها اسرائيل على قطاع غزة''· وقال الامين العام لحزب الشعب الفلسطيني بسام الصالحي ''ما تتعرض له قضية التمثيل الفلسطيني من هجمات سياسية من هنا وهناك اخطر من الحرب التي تشنها اسرائيل على غزة''· واضاف: ''اذا ما تحقق تشتيت هذا التمثيل والتشكيك به، مثلما يجري، فإن حال الحركة الوطنية الفلسطينية سيصبح شبيه بالنكبة الفلسطينية العام ·''1948 وبحسب الصالحي، فإن هدف اسرائيل من حربها على غزة ''كان تعزيز الانقسام الفلسطيني الجغرافي والسياسي، واجهاض فكرة قيام دولة فلسطينية، وتجسيد الفلسطينيين في مجموعات منعزلة عن بعضها البعض''· وقال: ''غياب التمثيل الموحد للفلسطينيين والتشكيك به سيخدم المصالح الاسرائيلية، واذا اخطأت حركة حماس في تقدير هذا الوضع، فإن النتيجة ليست ان (حماس) بديلاً للمنظمة، بل النتيجة تدمير التمثيل الفلسطيني الموحد''· وتوسعت حدة الخلاف بشأن التمثيل السياسي للفلسطينيين في قمة غزة الطارئة التي عقدت الجمعة في الدوحة، حينما قاطع القمة الرئيس محمود عباس وحضرها ممثلون عن حركة حماس والجهاد والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة· وعاشت الثورة الفلسطينية العديد من مراحل الانقسام منذ انطلاقتها إلا انها لم تصل الى مستوى الصراع على تمثيل الفلسطينيين في المحافل الدولية والعربية· ويرى المحلل السياسي المستقل خليل شاهين، ان الساحة الفلسطينية تعيش الآن نوعاً من النزاع المتفاقم على شرعية التمثيل الرسمي للفلسطينيين ما بين حركتي فتح وحماس ''خاصة ان حركة حماس اكتسبت شعبية عقب الحرب بشكل يدفعها لتعزيز شرعيتها''· وبحسب شاهين، فإن دولاً عربية ''في اطار النزاع العربي تستخدم ورقة الانقسام الفلسطيني الداخلي في محاولة لايجاد موقف اقليمي لها في المنطقة مع تسلم الرئيس الاميركي باراك اوباما مهامه في البيت الابيض''· وقال: ''غياب القدرة الفلسطينية على ايجاد موقف موحد يدفع الى تعزيز توجهات عربية لتوظيف ورقة الانقسام الفلسطيني للحصول على دور اقليمي''· وتستشعر حركة فتح تأثيرات عربية على التمثيل الفلسطيني، كونها الفصيل الفلسطيني الرئيسي الذي قاد الثورة الفلسطينية قبيل فوز ''حماس'' في الانتخابات التشريعية الاخيرة· وقال الناطق باسم حركة فتح فهمي الزعارير: ''الثورة الفلسطينية جابهت طوال تاريخها محاولات لدول عربية متعددة في السيطرة على القرار الفلسطيني، وكانت هناك انقسامات فلسطينية، لكنها لم تصل الى مستوى دعوة فصيل فلسطيني على انه يمثل الشعب الفلسطيني، مثلما حصل في الدوحة''· وشن قياديون من منظمة التحرير الفلسطينية ومن حركة فتح هجوماً على الدول التي حضرت قمة الدوحة وعلى القيادة القطرية، متهمين اياها بالسعي نحو استبدال قيادة الشعب الفلسطيني الممثلة بالمنظمة بحركة حماس· وقال الزعارير: ''مؤتمر الدوحة شكل المحاولة الرسمية الاولى للسيطرة على القرار الفلسطيني، كانت هناك تجاذبات عربية تاريخية لكنها لم تصل الى مستوى التدخل المباشر في تحديد من يمثل الشعب الفلسطيني''· وخاض الرئيس الراحل ياسر عرفات حروباً سياسية في الدفاع عن القرار الفلسطيني، حسب ما يقول قياديون في حركة فتح، الا ان غياب عرفات لم يكن السبب الرئيسي المباشر في النزاع على التمثيل الفلسطيني· وقال الزعارير: ''الموضوع غير مرتبط برحيل الرئيس عرفات مباشرة، لكن تم تفعيل قضية السيطرة على القرار الفلسطيني في سياقات مختلفة عن الفترة السابقة''· وتقول حركة فتح ان ما شجع دولا عربية ''وفتح شهيتها'' لمحاولة السيطرة على القرار الفلسطيني هو ''الانقلاب'' الذي قامت به حركة حماس في غزة، بل ان الزعارير قال: ''ان انقلاب حماس على السلطة لم يكن لينجح لولا وجود دعم عربي له''· لكن النائب عن حماس في المجلس التشريعي ايمن دراغمة اكد ''نحن ضد مقولة ان حماس استولت على الوضع في غزة، ونحن طالبنا بلجنة تحقيق عربية، لكن السلطة الفلسطينية رفضت''· ويعتبر دراغمة ان التمثيل الفلسطيني في ''وضع لا نحسد عليه''، الا انه يشير الى ان حركة حماس ''ليست ضد التدخل العربي في مساندة الشعب الفلسطيني''· ويقول: ''نحن لسنا ضد التدخل العربي، على اعتبار ان القضية الفلسطينية هي قضية عربية واسلامية، لكننا ضد ان يصل مستوى التدخل العربي الى مستوع تطويع القرار الفلسطيني لأجندة عربية''· ويعترف دراغمة بأن كل دولة عربية تحاول التدخل في القرار الفلسطيني· ويقول: ''لكل دولة اجندتها السياسية وتحاول السيطرة على القرار الفلسطيني، لكن سبب الانقسام العربي الذي يؤثر على الوضع الفلسطيني، هو ضعف الجامعة العربية الذي خلق معسكرين عربيين (ممانع ومعتدل)'
المصدر: رام الله
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©