الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

طاجيكستان... على خط المواجهة مع الإرهاب

طاجيكستان... على خط المواجهة مع الإرهاب
2 أغسطس 2009 01:05
تشير المواجهات المسلحة الأخيرة التي اندلعت في طاجيكستان بأن الصراع في أفغانستان وباكستان المجاورتين، بدأ يتسرب إلى خارج حدودهما، وهو ما يثير العديد من المخاوف لدى دول آسيا الوسطى المجاورة، بل تمتد تلك المخاوف إلى روسيا. واللافت أن هذا التصاعد في أعمال العنف يأتي في وقت أنهت فيه القوات الباكستانية حملتها العسكرية على المسلحين في الشمال وكثفت فيه القوات الغربية هجومها على المتمردين في أفغانستان قبل موعد الانتخابات المقرر تنظيمها في 20 أغسطس الجاري، بحيث يُعتقد أن هذه التحركات العسكرية الباكستانية والغربية قد تكون مسؤولة عن دفع العديد من المقاتلين إلى الهرب من الدولتين والرجوع إلى بلدانهم الأصلية، مثل طاجيكستان وغيرها، وهو ما حذر منه وزير الداخلية في طاجيكستان «عبد الرحيم كاهوروف» خلال الأسبوع الماضي قائلاً: «إن الوضع على الحدود الأفغانية مرشح للتدهور قبل حلول موعد الانتخابات، وقد تسعى الجماعات الإجرامية المختلفة إلى البحث عن ملاذ آمن لها في البلاد القريبة ومنها بلدنا». وبالنظر إلى خطورة الوضع الأمني في المنطقة، أُثير الموضوع في قمة إقليمية عقدت يوم الخميس الماضي في مدينة «دوشانبي» الطاجيكية، جمعت بين رؤساء أفغانستان وباكستان وطاجيكستان وروسيا. وفي يوم الأربعاء الذي سبق القمة، قال الرئيس الباكستاني «آصف علي زرداري»، معلقاً على المخاوف الأمنية التي تراود دول آسيا الوسطى، «إن الإرهاب يهدد فعلاً الدول الشقيقة المجاورة، وهو أيضاً يهدد باكستان على نحو كبير». لكن طاجيكستان التي تقتسم 750 ميلاً من الحدود مع أفغانستان، تقف على خط المواجهة مع الإرهاب الذي بدأ يتسلل إلى أراضيها بسبب الأوضاع المضطربة في المنطقة، ففي يوم السب الماضي هز انفجاران مدينة «دوشانبي»، ورغم عدم إعلان أية جهة لمسؤوليتها عن الهجوم إلا أن الحكومة الطاجيكية أكدت أن المنفذين مرتبطون بحركة «طالبان» التي تنشط في أفغانستان وباكستان. وقبل ذلك بأسبوع، اعتقلت الشرطة ثلاثة مواطنين طاجيك تقول الحكومة إنهم كانوا يخططون لتنفيذ هجمات إرهابية داخل البلاد، حيث أشارت وزارة الداخلية إلى أنهم «أعضاء ناشطون في «الحركة الإسلامية بأوزبكستان، والتي تشارك في محاربة قوات التحالف الدولي بأفغانستان، وتقاتل القوات الباكستانية في منطقة وزيرستان»، وهي حركة تدرجها الولايات المتحدة في قائمة المنظمات الإرهابية. وفي آخر مواجهة للقوات الطاجيكية مع أفراد الحركة، وقد جرت يوم الأربعاء الماضي، أعلنت السلطات الأمنية قتلها لأحد قياديي الحركة ويدعى «نعمت عزيزوف». وخلال الشهر الجاري أيضاً، اشتبكت القوات الطاجيكية أربع مرات على الأقل مع المسلحين في مدينة «تافيلدارا» القريبة من الحدود الأفغانية، حيث قتل في مواجهة واحدة خمسة مسلحين من روسيا يشتبه في علاقاتهم مع خمسة عناصر شيشانية اعتقلوا في وقت سابق من الشهر الجاري وكانوا يخططون، حسب الشرطة الطاجيكية، «لنقل أموال تجارة المخدرات إلى منظمات إرهابية في باكستان وأفغانستان». ووفقاً للتقارير الإعلامية المحلية، تنخرط القوات الحكومية أيضاً في محاربة الجماعة المسلحة التي يقودها «ملا عبدالله»، أحد القادة الميدانيين السابقين في صفوف المعارضة خلال الحرب الأهلية الطاجيكية في تسعينيات الماضي، وكان قد غادر إلى أفغانستان بعد توقيع معاهدة السلام بسبب عدم رضاه عنها. يذكر سكان بلدة «تافيلدارا» أنه رجع ومعه العديد من «الرجال المسلحين». وفي هذا الإطار يقول «عبدالغني ممادازينوف»، الخبير في العلوم السياسية بمدينة دوشانمبي: «لقد وفرت (طالبان) ملاذاً آمناً لبعض عناصر آسيا الوسطى من العرقيات المختلفة؛ مثل الطاجيك والأوزبك والقرغيز وغيرهم، وكانت تلك العناصر ناشطة خلال الحرب الأهلية الطاجيكية، لذا ليس غريباً أن يعود المسلحون إلى أوطانهم بسبب الاضطرابات الجارية في أفغانستان». ثم يضيف أن هؤلاء العناصر ليسوا مجرد هاربين من أفغانستان، بل هم يسعون إلى زعزعة الاستقرار في بلدانهم. ويرجع بعض المراقبين تصاعد وتيرة العنف في المنطقة إلى محاولات الولايات المتحدة تأمين طريق خط جديد للإمدادات يمر عبر طاجيكستان ويصل إلى أفغانستان، حيث توجد قواتها، وذلك بعد تعرض قوافلها في طريق باكستان للهجمات المتكررة من قبل المسلحين. وقد وافقت طاجيكستان على فتح أراضيها لمرور قوافل الشحن الأميركية من غير الأسلحة لتأمين الإمدادات لقواتها في أفغانستان. ويمر هذا الطريق الذي يطلق عليه «شبكة التوزيع الشمالية»، عبر البلطيق وروسيا ودول آسيا الوسطى. إلا أن بعض المحللين يعتبرون أن الاشتباكات الحالية بين القوات الطاجيكية والمسلحين لا علاقة لها بــ«طالبان»، وأن الأمر يعكس الصراع السياسي الداخلي. هذا الجانب يؤكده «ميرزا أحمدوف»، قائد ميداني سابق في الحرب الأهلية ومعارض للحكومة، بقوله إن الحوادث الأمنية الأخيرة هي جزء من الأزمة بين الحكومة وأمراء الحرب السابقين الذين حاربوا خلال الحرب الأهلية، لا سيما أن العديد منهم يشعرون بالخيانة ما أن كرس الرئيس الحالي «إيمومالي رحمون» سلطته بعد عام 2000، حتى بدأت المعارضة السابقة تفقد نفوذها. عبد الجليل عبد الرسولوف - طاجيكستان ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©