الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
29 ابريل 2017 22:39
كانت العربُ تخاطر على سباق خيلها، وتسمي ما تجعله للسوابق خَصْلاً، ورهاناً، وتضعُه في طَرَف الغاية التي تجري إليها، على رأس قصَبة من قصَب الرماح. وهو قولهم في المثل: حاز قَصَبَ السَّبْق، وإنما يعْنوُن هذا وتسمى أيضاً الغاية: المَدَى، والأَمد، ويُسمَّى موضعَ الجري المِضْمار. وكانت العرب تقول: السيف ظل الموت، ولُعاب المنيّة، وكانت تكنيه (أبا الوجَل). ومن أمثالهم فيه قولهم: (سَبَقَ السيفُ العَذَل). قال الأحنف بن قيس: لا تزال العرب عَرَباً ما لبست العمائم، وتقلدت السيوف، ولم تَعْدُد الحِلم ذُلاًّ. ولم تكن العرب تَعُدُّ المال في الجاهلية إلا الخيل والإبل، وكان للخيل عندها مزية على الإبل، فلم تكن تَعْدِل بها غيرها، ولا ترى القوة والعزَّة والمنعة بسواها، لأنهم بها كانوا يدافعون عن غيرها مما يملكون، ويمنعون حريمهم، فكان حبهم لها، وعظم موقعها عندهم، على حسب حاجتهم إليها، وغنائهم عنها، وما يتعرفون من بركتها ويُمْنها، إلى أَن بعث الله تعالى نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم، وأكرم أمته بما هداهم له من دينه، وامتنَّ عليهم به منه، فاختار لنبيه عليه الصلاة والسلام إعداد الخيل وارتباطها لجهاد عدوه، فقال سبحانه: «وأَعِدُّوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباِط الخيل، تُرْهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم، الله يعلمهم». ثم جاء الإسلام فأبقى من أفعالها في ذلك ما فيه تنبيه للأمة، وعونٌ على شرف الهمة. فسابق النبي صلى الله عليه وسلم، وأَجْرى الخيل التي ضُمِرّت من الحفياء إلى ثَنِيَّة الوداع، وبينهما ستة أميال. وأَجْرى الخيل التي لم تضمَّر من الثنيَّة إلى مسجد بني زريق، وبينهما ميل. وقال عليه الصَّلاة والسلام: «إن الملائكة لا تَحْضُرُ شيئاً من لَهْوِكم إلا الرهانَ والنَّضال». لم تزل العرب تفضِّل الجياد من الخيل على الأولاد، وتستكرمها للزينة والطراد. لمى حسن
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©