الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«ثاد»: جدل في سيؤول

29 ابريل 2017 22:43
بدأ الجيش الأميركي ينشر نظاماً دفاعياً مضاداً للصواريخ مثيراً للجدال في كوريا الجنوبية ليل الثلاثاء الماضي، وأدى الإجراء إلى اندلاع احتجاجات وانتقادات ترى أن العملية قصد بها استباق وصول محتمل لمرشح رئاسي كوري إلى السلطة يعارض إقامة النظام الصاروخي. والإجراء المفاجئ وغير المعلن جاء بعد ستة أيام فحسب من تأمين القيادة العسكرية الأميركية في كوريا الجنوبية للأراضي التي يُنشر فيها النظام الذي يعرف باسم «محطة منطقة الدفاع عالي الارتفاع» (ثاد). وكان «مون جاي-إن»، المرشح الليبرالي الذي يتصدر استطلاعات الرأي قبل الانتخابات الرئاسية المقررة في التاسع من مايو المقبل، قد وعد بإعادة النظر في إيواء القاعدة الأميركية المضادة للصواريخ. وأشار جون ديلوري، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة يونسي في سيؤول إلى وجود «شعور بأن إقامة نظام ثاد تم الإسراع به استناداً إلى الجدول الزمني للانتخابات الرئاسية الكورية، وليس إلى تهديدات كوريا الشمالية. وهذا الإسراع أجدى إلى حد ما وقيد قدرة الزعيم الكوري الجنوبي التالي على المناورة، لكن هناك خطراً أن يشعر الشعب الكوري الجنوبي أنه بيدق في لعبة سياسة (أميركا أولاً)». وفي واشنطن، اعترف الأدميرال هاري هاريس قائد قيادة الهادئ، الأربعاء الماضي، بأن الصين حاولت الضغط على سيؤول كي لا تسمح بإقامة قاعدة «ثاد»، وانتقد هاريس في شهادة أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب محاولة «الصين التأثير على كوريا الجنوبية لثنيها عن استضافة نظام أسلحة دفاعي ضد الدولة المتحالفة مع الصين». وذكرت القيادة العسكرية الأميركية في سيؤول أن التحركات تتفق مع إعلانها في يوليو بأن ثاد ستتم إقامته في أقرب وقت ممكن، وصرحت «أليس فان بول»، المتحدثة باسم القيادة، أن «تحرك الليلة الماضية كان ضرورياً لوضع طبقة إضافية من الدفاع لكوريا الجنوبية ضد خطر كوريا الشمالية الصاروخي المتصاعد». وأضافت أن الغرض من التوقيت ليلاً هو تحقيق أمن الجمهور، ومضت تقول: «حركة العتاد تستلزم قوافل كبيرة، ومن أجل السلامة العامة ولضمان أقل تأثير على المجتمع المحلي، تمت هذه الحركة ليلاً». وذكرت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية في بيان أن البلدين عملا على «تأمين قدرة العمل السريعة لنظام ثاد ضد التهديد النووي والصاروخي لكوريا الشمالية. وجيش كوريا الجنوبية يعتزم توفير كامل القدرة لعمل نظام ثاد في غضون عام»، لكن «بارك كوانج-أون»، المتحدث باسم «مون»، المرشح الرئاسي عن «الحزب الديمقراطي في كوريا الجنوبية»، انتقد التحركات المفاجئة ليلاً، وأكد في بيان أن «مون جاي-إن ثابت على موقفه بشأن إقامة ثاد، وهو أنه يتعين أن تقرر الإدارة المقبلة الأمر بعد نقاش علني كاف وبتوافق قومي في الآراء، وأي نشر يتجاهل العملية الملائمة يتعين وقفه حالياً، والقرار النهائي يجب أن يتخذ بعد التشاور بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة». ويتقدم مون بفارق 10 نقاط على أقرب منافسيه في أحدث استطلاعات الرأي، ويتوقع المراقبون السياسيون أن يكون رئيس كوريا الجنوبية المقبل، ما لم تحدث تطورات غير متوقعة. ويذكر أنه بعد سنوات من عدم الحسم، قررت حكومة كوريا الجنوبية بقيادة الرئيسة السابقة «بارك جيون هاي»، في يوليو الماضي، السماح بإقامة دفاع صاروخي لحماية البلاد من التهديد الكوري الشمالي. وكل بطارية من نظام ثاد تتضمن ست قاذفات محمولة على شاحنات تحمل الواحدة منها ثمانية صواريخ على الأقل، وهي مصممة لإسقاط الصواريخ الباليستية المعادية مثل تلك التي أطلقتها كوريا الشمالية مراراً. ودعمت كوريا الشمالية حجة إقامة النظام بعد أن اختبرت عشرات الصواريخ خلال العام الماضي، وجاء تحرك يوم الأربعاء لإقامة النظام الدفاعي المضاد، في وقت متوتر في شبه الجزيرة الكورية. ونقلت الولايات المتحدة سفنها الحربية إلى المنطقة متوعدةً كوريا الشمالية بالتصدي لأي هجوم أميركي، واحتجت بكين بقوة على عملية الانتشار، وهي قلقة فيما يبدو من استخدام الرادار القوي لثاد في مراقبة تحركاتها عن كثب، وفرضت عقوبات اقتصادية قاسية على شركات كوريا الجنوبية رداً على هذا التطور. ويوم الأربعاء الماضي، أعلن جينج شوانج، المتحدث باسم الخارجية الصينية للصحفيين في بكين، أن «نشر نظام ثاد في كوريا الجنوبية سيدمر التوازن الاستراتيجي في المنطقة، وسيؤدي إلى مزيد من التوترات، والجانب الصيني يحث بشدة الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية على إلغاء عملية الانتشار وسحب العتاد». واحتج أيضاً سكان منطقة سيونغجو التي يقام فيها النظام، معلنين عن قلقهم من أن يجعلهم وجود النظام في المنطقة هدفاً لصواريخ كوريا الشمالية، وذكرت وكالة أنباء يونهاب الكورية الجنوبية أن مجموعة من السكان حاولوا منع دخول العتاد إلى الموقع واصطدموا بقوات الشرطة هناك. ولوح المحتجون بلافتات كتب عليها: «لا ثاد، لا حرب»، «الولايات المتحدة.. هل أنتم أصدقاء أم قوات احتلال؟». *رئيسة مكتب «واشنطن بوست» في طوكيو ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©