السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«معارض الكتاب».. ميادين فكر وثقافة وفرص ثراء وتجارة

«معارض الكتاب».. ميادين فكر وثقافة وفرص ثراء وتجارة
29 ابريل 2017 22:47
تأملت وتجليت، في «معرض أبوظبي للكتاب» و«معرض الشارقة للكتاب» والقاهرة والرياض والكويت وعمان للكتاب. فلماذا سميت بـ «معرض الكتاب»، ولم تسمَ «معرض الكتب». إذاً هناك معنى وسر. ماهو، سأتركه للقارئ ليتمعن ويتأمل. معارض الكتب تنتشر في كل أرجاء العالم، والعالم العربي نشيط بها، وترى لكل معرض نكهة وبصمة ونشاطا. ما تراه من أنشطة فكرية وثقافية وتجارية في أبوظبي تختلف عنها في الشارقة والرياض والقاهرة ومسقط والكويت، ولكن ما يحزنني من الزوار ذلك الصنف العادي بسيط المطالب، الباحث عن كتاب وبعض الكتب والعناوين، وكأن المعرض لبيع الكتب فقط. صديقي أيها الراقي المثقف، ابحث كما تشاء، ولكن كن أسداً في تجوالك في أروقة المعارض، اجعل لدخولك طموحاً وأهدافاً، وادخل بعقلية الباحث عن الفرص والفكر والمستكشف لكل جديد. تأمل مختلف الشركات، ودور النشر وفنون عرضها وتسويقها، واستمتع بالأروقة الثقافية والصالونات الأدبية، واخرج منها بفكرة وقرار. خذ معك كتابك الوليد، وتأمل دور النشر من حولك والعارضين، وتصفح الكتب وقارنها بكتابك، وأعد لمساتك وصحح مساراتك، وجّه سهام أسئلتك الذكية نحو الكتب والكتاب، ما الذي نجحها وكيف، ولماذا بعض الكتب مستمرة في تدفقها وإقبال الناس عليها، وبعضها حبيسة الرفوف، ماهي أذواق الناس وشغفهم، كيف لي أن أكيف كتابي ليناسب الأغلبية، هل أصحح عنوان كتابي، وأجمل صفحاتي وأضع عبارات جانبية تميزني عن غيري، فالكل قد تفنن بلون الغلاف ولون الصفحات، ولكني سأكون متميزاً عليهم في العنوان والغلاف والمكنون والمحتوى. ستلاحظ كثيراً من الكتب قد تشابهت محتوياتها وبصماتها واختلفت فقط عناوينها وأسماء كتابها، وكأنها كتبت في قاعة واحدة، أو أنهم نهلوا من منهل ومصدر واحد، أو أنهم عملوا كفريق واحد فتشابهت ألسنتهم وأقلامهم وكتبهم. ضع لنفسك بصمة تميزك، ولا تقلد، لا تكن كذاك الذي قال لي يكفيني أن أكتب في سيرتي الذاتية مؤلف كتاب، وعندما سألته بعد سنتين ما اسم كتابك الذي ألفت تذكر الاسم بعد 20 ثانية! اجعل كتابك شاهداً «لك لا عليك، اجعله إرثاً» للأجيال، واجعله ثروة لك ولأبنائك. صناعة الكتب في أميركا تدر على المستثمرين المليارات من الدولارات سنوياً، فقد بلغت مبيعات الكتب 27.7 مليار دولار سنة 2015. هل السر في أمة تقرأ، أم السر هو في فنون صناعة الكتاب، وصناعة الفرص الاستثمارية في المجال الثقافي والفكري. هل صناعة التأليف والكتب وما جاورها في تطور مستمر، الجواب نعم. وهل صناعة الكتب في أوطاننا العربية في تطور مستمر، الجواب، أكيد أتمنى أن أراها كأميركا. فتعلم من المدرسة الأميركية كيفية صناعة الكتاب وفنون التأليف، وابتعد عن الطرق القديمة في التأليف، واحذر أساتذة التأليف الذين لم يفلحوا في جذب القلوب والعقول، وكأنهم يكتبون لزمن قد ولى، ليس شرطاً أن يعلمك مؤلف كيف ألف، الأهم أن تلتقي بمن يعلمك صنعة الكتاب وصنعة المال. إن أتقنّا صناعة الكتاب، حينها سنرى كتاباً ومؤلفين إماراتيين وعرباً يجوبون العالم بأفكارهم وكتبهم وجمال مخرجاتهم. ينجح كتابك، عندما توليه عناية صادقة خالصة، ينجح بتميزك، وتقديم ماهو جديد، لا ما سبقك به الآخرون. عليك بكتب الكيف، لا كتب الكم، فالعقول والقلوب تبحث عن كيفية كتبك. علمتنا الإمارات التميز والتفرد، والنجاح في مختلف الاستثمارات، ومعارض الكتاب هي خير ميادين صناعة الاستثمارات الفكرية والمالية. نريد كوكبة إماراتية تكتب للعالم والتاريخ، لا مجموعات تكتب لأغراض السير الذاتية والرفوف. نريد كتاباً أثرياء فكرا ومالا، ويتحقق ذلك إنْ عملنا على جودة الفكر والتجديد، وتحررنا من وطأة النقل والتقليد. معارض الكتاب ميادين فكر وثقافة، وأسواق كتب وصناعة، وفرص ثراء وتجارة. محمد المهري
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©