الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الصحفي «صامد» في عصر الذكاء الاصطناعي

الصحفي «صامد» في عصر الذكاء الاصطناعي
4 ابريل 2018 01:07
دينا جوني (دبي) تصل سيارة «غوغل» ذاتية القيادة أو طائرة من دون طيار، تصور موقع الحدث، ترصد المتقاتلين من الجهتين، تنظم الصور والفيديوهات في دقائق، تعدّها على شكل تقارير مصوّرة، وترسلها إلى غرفة الأخبار ليتعامل معها الصحافيون ومحررو الفيديوهات، وفقاً للمنصة الرقمية التي ستبثها كأحداث مؤكدة وموثقة. ذلك هو أحد السيناريوهات التي قد تدخل عالم الصحافة في زمن الذكاء الاصطناعي والخوارزميات، ونوقشت خلال فعاليات اليوم الأول لمنتدى الإعلام العربي، والتي تساهم في حماية مئات المراسلين الحربيين في ميادين القتال. إلا أنه لغاية اليوم، يبدو أنه لا يمكن الاستغناء عن المراسل الحربي الذي يتمتع بكفاءة وفاعلية على الأرض، وفقاً لليزا جبس مسؤولة استراتيجية الذكاء الاصطناعي في وكالة «الأسوشييتد برس» في تصريحات لـ«الاتحاد». في الوقت الحاضر، تمكنت المؤسسات الإعلامية الدولية الكبرى من الاستفادة من دمج الهندسة وعلوم الكومبيوتر والصحافة الذي بدأ عام 2009، حين ابتكر عدد من الطلبة والباحثين في مختبر المعلومات الذكي في جامعة نورثوسترن في الولايات المتحدة الأميركية، برنامج علم السرد التقني «ستاتس مانكي»، والذي طوّر لاحقاً من خلال تقنيات الذكاء الاصطناعي ليظهر من جديد باسم «كويلز». حينها، تمكّن البرنامج من تحويل المعلومات الرياضية إلى قصة صحفية، عبر صياغة المعطيات الموضوعية إلى نص سليم في اللغة والإملاء والقواعد، مضيفاً عليها الصفات والإسقاطات الأساسية التي قد يضمنها أي صحفي رياضي ضمن مقالته. يقول كريس هاموند مؤسس علم السرد والشركة المطوّرة لبرنامج «كويلز»، على الموقع الإلكتروني للشركة، إنه بدأت توظّف مهارات الكتابة لدى «كويلز» لخدمة عملاء ماليين. وتتمثل إحدى مهام البرنامج الرئيسة في كتابة التقارير المتعمقة والمطولة عن أداء الصناديق المشتركة التي يتم توزيعها على المستثمرين. كما بدأ البرنامج يُستخدم في الصحافة الاقتصادية، من خلال تحويل البيانات «المملة» والأرقام والإحصائيات إلى تقارير مقروءة مع مقدمة ومتن وخاتمة، لتقدّم «الحقيقة» بدقة بناء على المعطيات والمدخلات. لكن ماذا عن غرفة الأخبار والتقارير المصوّرة الأخرى؟ تقول جبس إن «الأسوشييتد برس» تطبق برنامجاً مدعوماً بتقنيات الذكاء الاصطناعي، وهو يعدّ التقارير الصحافية المتعلقة بالأرباح من دون أي تدخل بشري. وقد ساهم ذلك أولاً في تضمين التقارير الصحافية النتائج الصادرة عن عدد أكبر من المؤسسات والشركات، وثانياً في توفير الوقت على الصحافي لإعداد المزيد من القصص الصحافية الأكثر تعقيداً. ومن المجالات المهمة الأخرى التي تستخدم فيها الخوارزميات في عالم الصحافة، تشرح جبس خلال جلسة «ثورة الروبوتات ومستقبل الصحافة» عن برنامج جديد تطبقه «الأسوشييتد برس» قادر على التحقق من آلاف القصص الموجودة على وسائل التواصل الاجتماعي بالتعاون مع «غوغل»، والتمكّن من رصد الأخبار الكاذبة منها. وأشارت أن الجهود تصبّ حالياً على تسريع عملية تعلّم الآلة، للتمكّن من رصد الكمّ الهائل للأخبار لحظياً. وقالت: «إن الذكاء الاصطناعي سيكون أداة فاعلة في الحرب على الأخبار الزائفة والدعاية المؤتمتة أو البروباغندا الرقمية، وهي تقنيات تتحسّن وتتطور بشكل مستمر». ومن المشاريع التي تعمل على تطويرها الوكالة اليوم، وفي ظل تعدد المنصات الإعلامية، واختلاف صياغة القصة وفقاً لطبيعة المنصة، مساعدة الصحافي على كتابة تقريره أو قصته مرة واحدة، ومن ثم يقوم البرنامج المطوّر على تحويل المادة الرئيسة إلى أشكال صحفية أخرى سواء كانت بيان صحفي، أو نص للإعلام المرئي، أو فقرة مختصرة تصلح لـ«تويتر». وبالنسبة لتجربة الإعلام العربي مع الذكاء الاصطناعي، تعرّف المشاركون في منتدى الإعلام أمس على «تمارا»، التي عرّفتها الإعلامية ميسون عزّام على أنها «الزميلة الجديدة» في قناة العربية. تشرح عزّام أن «تمارا» يمكنها في أقل من ثانية تجميع المعلومات التي يطلبها الإعلامي في القناة من 6000 موقع إلكتروني، و2300 موضوع ومقال الأكثر تداولاً في اليوم نفسه. كما تمّ تعزيز قدرات «تمارا» لتتمكن من غربلة المعلومات والصور، والتأكد من صحتها بعد مقارنتها بما تمّ نشره سابقاً. كما يمكن لـ«تمارا» بناء على توجيهات الإعلامي، إعداد المادة الصحافية المطلوبة. لم تقدّم قناة العربية أي تفاصيل عن كيفية التعامل مع مشروع «تمارا» الذي دُشن أمس في غرفة الأخبار، كونه لم يتم تطبيقه بعد في مكاتب القناة، إلا أن عزام تؤكد أن من شأن البرنامج تقديم مساعدة كبيرة للإعلامي، وتوفير الوقت الذي تستهلكه عملية البحث عن المعلومات والتأكد منها، خصوصاً في دوامة الأحداث المتلاحقة، والسباق مع الوقت في البث الفضائي. وذكر الكاتب مارتن فورد المتخصص بتقنيات الذكاء الاصطناعي في كتابه «نهضة الروبوت» أن برنامج علم السرد «كويلز» ينتج قصة جديدة كل 30 ثانية تقريباً، ينشر معظمها في عدد من مواقع الإنترنت المعروفة، والتي تفضل إداراتها عدم الإفصاح عن استخدامها لتلك الخدمة. ولا يبتعد المجال الإعلامي عن الهواجس السائدة في مختلف القطاعات عن فقدان الوظيفة بسبب الذكاء الاصطناعي. وقد نشرت وكالة بلومبيرغ أواخر العام الماضي، خريطة تفاعلية تظهر فيها أكثر المهن عرضة للأتمتة بعد استخدام الروبوتات والذكاء والاصطناعي. وتُظهر الخريطة أن الإعلامي أو المحرر لا تتجاوز احتمالية فقدان وظيفته نسبة 11 في المئة، مقابل 5.5 المئة للمحرر المشرف، و3.8 في المئة للكاتب.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©