كريمة الشوملي: التشكيل الإماراتي في مراحل متقدمة

تستعد الفنانة التشكيلية كريمة الشوملي للقيام برحلة إلى تونس للمشاركة في سيمبوزيوم يقام خلال الفترة من الخمس والعشرين من يوليو وحتى الثالث من اغسطس المقبلين، وهي رحلة تقوم بها منفردة كفنانة بعد تلقيها دعوة بذلك، والسيمبوزيوم هو عبارة عن مجموعة من الورش الفنية والمحاضرات والمعارض الفنية· وقالت كريمة إنها ستشارك في عمل فني يعكس رؤيتها في الكينونة والذات وتفاعلات الواقع من حولها، إضافة إلى إلقاء محاضرة عن تجربتها الشخصية التي تلامس العديد من المراحل الفنية في حياتها· وذكرت أنها كفنانة تشكيلية من الإمارات تبحث دوماً عن الفرح، والإخلاص للفن، والخروج إلى فضاء الحلم الإنساني، مضيفة أن الفن رسالة عالمية، وتجسيد للموقف الحياتي، فإما أن يحفر صاحبه درباً نحو منابع النور، وإشراقات الشمس، وإما أن يستسلم لحالة اليأس والإحباط والانكسار· وعن انشغالاتها الفنية تقول الشوملي إنها تبحث في هذه الفترة عن الحوارات اللونية، كاستكمال للعمل الذي قدم في المعرض العام للفنون التشكيلية· وأوضحت أن الحوارات اللونية عبارة عن استخدام اللون الأحمر كلون رئيسي حار وقوي وعنيف لهذا الحوار، حيث تبدو تأثيرات هذا اللون على الألوان الأخرى بارزة، وقد استخدمته لبيان شدة الحوار لدي· وكريمة الشوملي قدمت حديثاً موضوع (الصمت)، والذي استخدمت فيه تقنيات مختلفة، خاصة أن الموضوع كما تقول أتاح لها مساحة أكبر من الإبداع، كما أن الصمت بحد ذاته حالة أزلية موجودة لا يمكن أن تنتهي، وذكرت أنه من خلال الاحتكاك مع المجتمعات الأخرى وجدت الصمت موجوداً، ولكن يعبر عنه بشكل أو بآخر قد يكون أكثر وضوحاً، أو أكثر غموضاً· وبخصوص المرحلة التي وصل إليها الفن التشكيلي في الإمارات مقارنة بالفنون التشكيلية العالمية قالت: الفن التشكيلي في الإمارات وصل إلى مرحلة راقية جداً، ومتقدمة، مشيرة إلى لقاء تم مؤخراً في غاليري تشكيل في دبي بين فنانات من الإمارات ووفد أميركي مكون من حوالي 20 فناناً وفنانة، وهذا اللقاء كان رغبة من الوفد الأميركي في الاطلاع على تجربة الفنانات التشكيليات في الإمارات، تابعت إن التجارب التي عرضت خلقت نوعاً من الانبهار والصدمة لدى الفنانين الأجانب، حيث كانت هذه التجارب متنوعة من حيث الموضوعات والتقنيات المستخدمة في إنتاجها والمدارس الفنية· وحين سؤالها عن مدى انبهارها هي بالفن العالمي سواء الأميركي أو الأوروبي أو الياباني قالت: الفن ملك للإنسانية جمعاء، ونحن معجبون جداً بالفن في الغرب وهناك فنانون كبار يأسرون المتلقي من خلال الإبداع العظيم الذي يقدمونه، لكنني لا أستطيع أن أقول إننا نحن التلاميذ، وهم الأساتذة الكبار، ذلك أن الحضارة العالمية عدة حلقات متصلة في سلسلة واحدة ، إنما الفن في الغرب اليوم هو الكتاب العصري للبشرية ولكل الفنانين، ونحن نحاول دائماً كفنانين في الإمارات والعالم العربي أن نقدم ما لدينا حتى يبقى نهر الفن التشكيلي الإنساني متدفقاً·