الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

اكتشاف نصوص قصصية ونثرية لبيرم والشابي

9 يونيو 2008 01:26
بعد جهد فردي امتد سنوات، استطاع الناقد التونسي بوراوي عجينة أن يعيد اكتشاف نصوص نثرية وقصصية لرواد تونسيين غير مشهورين بهذا الفن، منهم شاعر العامية المصرية محمود بيرم التونسي والشاعر أبي القاسم الشابي اللذان شملتهما ''موسوعة القصص العربية في تونس في القرن العشرين''· وتقع الموسوعة في 722 صفحة كبيرة القطع، وصدر الجزء الأول منها ضمن منشورات اتحاد الكتاب التونسيين ويضم 64 نصاً قصصياً اختارها عجينة الأستاذ بكلية الآداب بجامعة سوسة من تراث 31 كاتباً تونسياً ولدوا بين عامي 1871 و1929 باعتبارهم كتّاباً مؤسسين للفن القصصي في تونس· ولبيرم في الموسوعة أربعة نصوص تتراوح بين المقامة والقصة ونشرت بين عامي 1934 و1937 في صحف تونسية· ولا تخلو القصص من روح بيرم التي ميزت شعره بالرهافة وخفة الظل والدعابة الساخرة ورغم أحداثها التي تدور في تونس فإنها تتضمن كلمات ''مصرية'' مثل ''دوغري'' بمعنى مباشرة و''عركة'' وهي الخصومة أو التشاجر أو اشتقاقات بالعامية المصرية مثل قوله ''لما انشقيت عن النقابة'' في مقامة ''المروقي المنشق عن النقابة''، والأصح أن يقول ''انشققت''· ويكتب بيرم في قصة ''عم علي الرايس'' حكايات إحداها يرويها البطل عن الخليفة هارون الرشيد وأبي نواس· وبيرم الذي حمل لقب التونسي مولود في مدينة الإسكندرية المصرية عام 1893 وكان جده مصطفى بيرم عائداً من الحجاز إلى تونس وطاب له المقام في الإسكندرية وتزوج مصرية وأنجب منها والد بيرم· وعرف الشاعر اليتم مبكراً وذهب إلى القاهرة وتردد على الشعراء الشعبيين وأصدر نشرة (المسلة) التي صادرتها الحكومة فأصدر (الخازوق) منتقداً فؤاد حاكم البلاد وهجاه وشهر بزوجته نازلي في قصيدة· فتم نفيه عام ،1919 لكنه عاد متخفياً عام 1922 وتزوج مصرية ثم اكتشف أمره عام 1924 فنفي من جديد إلى أن عاد عام ·1937 ويعد بيرم من أبرز شعراء العامية المصرية وكتب كثيراً من القصائد والأزجال والأغاني لمطربين بارزين منهم أم كلثوم· توفي بيرم عام ·1961 أما أبوالقاسم الشابي (1909-1934)، فهو من أسرة متدينة، إذ درس أبوه في جامع الزيتونة بتونس، كما درس بالأزهر حوالي سبع سنوات· ويقول عنه الناقد عجينة: إن الشابي درس الحقوق ولم يعمل في أي وظيفة ''واقتحم الحياة متحرراً من القيود الاجتماعية المتحجرة، وتعرف إلى التراث الأدبي العربي، والأدب العربي المعاصر (المصريين إبراهيم عبد القادر المازني وعباس محمود العقاد) وكتابات جماعة أبوللو في مصر والرابطة القلمية بالمهجر الأميركي وحركات التجديد بسوريا والعراق وعلى الأدبين الفرنسي والإنجليزي''، رغم عدم إتقانه أي لغة غير العربية· وكتب الشعر والقصص والدراسات النقدية ونصوصاً نثرية ''يصعب تصنيفها وهي قريبة من الخاطرة القصصية واللوحة القصصية··''، واختار عجينة للشابي نصاً نثرياً واحداً عنوانه (روح ثائرة) يحكي فيه عن أديب وشاعر ذي ''روح حساسة كالوتر المشدود، وقد مرت أمواج الزمن متعاقبة حاملة إلى خضم الأبد المجهول أشلاء الموت وأنقاض الحياة ولكن صورته مازالت ماثلة أمامي بوجهه الشاحب المهزول''، ويمضي النص مشحوناً بكثير من التصريحات ذات الطابع الفكري والأسئلة الفلسفية عن معاني الحب والجمال والحياة والموت والعبودية·
المصدر: تونس
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©