الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

صيادون يضطرون إلى ارتياد البحر رغم استمرار اضطرابه

صيادون يضطرون إلى ارتياد البحر رغم استمرار اضطرابه
12 مارس 2012
سعيد هلال (أم القيوين) - خرج صباح أمس عدد من الصيادين إلى البحر لممارسة مهنة الصيد، رغم التحذيرات المستمرة التي يصدرها المركز الوطني للأرصاد الجوية والزلازل بخطورة ارتياده نتيجة هبوب الرياح الشديدة واضطرابه وارتفاع الأمواج بالقرب من الساحل وفي الأعماق، مما يعرضهم للغرق. وشهدت الدولة خلال العام الحالي استمرار التغيرات المناخية واضطراب البحر، ما أدى إلى عدم تمكن معظم الصيادين من ممارسة مهنة الصيد بصورة اعتيادية، وترتب عليه تأخر دفع رواتب “البحارة” المسجلين على قواربهم والوفاء بالالتزامات المادية تجاه الآخرين. وانخفضت كمية الأسماك في سوق أم القيوين صباح أمس نتيجة عزوف الصيادين عن الخروج البحر، بسبب ارتفاع الموج، حيث وصل سعر سمك “الصافي” إلى 200 درهم للمن، والـ “ينم” بـ 80 درهماً للمن، في حين كان 60 درهماً، و”الهامور” بـ 200 درهم للمن، كما وصل سعر الأسماك المستوردة من سلطنة عمان مثل “التبان” إلى 30 درهماً للحبة، و”سبن” بـ 120 درهماً للمن، و”الروبيان” بـ 30 درهماً للكيلوجرام. ويعتمد بعض الصيادين في مختلف مناطق الدولة، خصوصاً من كبار السن على خبرتهم الطويلة التي اكتسبوها من المهنة في معرفة حالة الطقس ومتى تهدأ الأمواج وتنخفض سرعة الرياح، بالإضافة إلى موسم الحصاد والصيد وغيرها من الأمور، وذلك من خلال الحساب الفلكي “الدرور”، الذي كان أهالي المنطقة يستخدمونه في الماضي. وأكد الصياد سيف سعيد منكوس من أم القيوين، أنه رغم اضطراب البحر وارتفاع الأمواج، يضطر الصيادون لممارسة الصيد في مثل هذه الأجواء المناخية المتغيرة، من أجل دفع رواتب “البحارة” وتسديد الالتزامات المالية المتراكمة عليهم، وتوفير قوت يومهم لأسرهم. وأشار إلى أن بعض الصيادين قاموا بشراء قوارب جديدة عن طريق البنوك، ويدفعون أقساطها شهرياً، مشيراً إلى أن توقفهم عن الخروج إلى البحر يتسبب في عدم وفائهم بالالتزامات المالية تجاه المصارف. وأضاف أن الجهات المعنية في الدولة تصدر نشرة يومية عن حالة الطقس، وتحذر الصيادين من خطورة ارتياد البحر في مثل هذه الأيام التي تشهد فيها هبوب رياح شديدة، وارتفاع الأمواج، لافتاً إلى أن المجازفة بالخروج إلى البحر قد تعرض الصياد لحادث غرق، خصوصاً أصحاب القوارب الصغيرة “أقل من 38 قدماً” التي لا تتحمل قوة الموج. وقال سيف منكوس، إنه قام بممارسة مهنة الصيد بالقرب من واجهة خور أم القيوين، بعيداً عن أمواج البحر التي يسمح بها صيد الأسماك، لافتاً إلى أنه اصطاد كمية بسيطة من أسماك “الصافي” و”ينم” بواسطة “القراقير” وعرضها في سوق الإمارة. وقال الصياد عبدالله حميد من أم القيوين إن التزامات الصياد تجاه الآخرين تضطره إلى الخروج لممارسة الصيد، والبحث عن الحصاد اليومي، حتى يتمكن من الوفاء بتلك الالتزامات ودفع رواتب العاملين على القارب. وأشار إلى أن هبوب الرياح الشديدة وتوقف حركة الصيد، تسببا في خسائر مادية للصيادين نتيجة عدم قدرتهم على سداد الالتزامات المادية، بالإضافة إلى تعرض أدوات الصيد “القراقير” إلى التلف في عمق البحر، مشيراً إلى أإن هناك صيادين يجازفون بحياتهم من أجل الاستمرار بالمهنة والوفاء بالالتزامات. وأضاف أن الخروج إلى البحر في مثل هذه الأيام التي تشهد فيها الدولة هبوب رياح شديدة، يعرض الصيادين إلى الخطر، لافتاً إلى أن هناك جهوداً حثيثة يبذلها حرس السواحل في جميع المناطق لتوعية الصيادين وتحذيرهم بخطورة ارتياد البحر في حال اضطرابه. وقال المواطن جاسم عبيد من أم القيوين، إن بعض الصيادين من كبار السن يخاطر بنفسه ويخرج لممارسة مهنة الصيد، رغم استمرار المركز الوطني للأرصاد الجوية والزلازل بنشر التحذيرات حول خطورة ارتياد البحر بسبب اضطرابه وارتفاع الأمواج. وأكد أن الصياد لن يستفيد من خروجه إلى البحر في مثل هذه الأجواء، حيث سيعرض نفسه للخطر، ويزيد من مصاريف المحروقات، مؤكداً أن اتباع الإرشادات والتعليمات الصادرة من الجهات المعنية في الدولة، تجنب الكثير من الصيادين من الوقوع في حوادث الغرق.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©