الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

بين نار الصيف ورمضاء الألعاب

3 أغسطس 2009 01:19
لا تعترف الطفولة بقيود الراشدين، فالصغار لهم حيوية خاصة وانطلاق جميل، هم ينسجون الفرح ويعزفون على قيثارة الحياة، هم متأججون دائما ومشتعلون، يحبون اللعب ويعشقون التنقل كنحلات بين الألعاب، لكن في صيفنا الحارق أين يذهبون؟ حدائقنا العامرة لا تطاق صيفا بسبب حرارة الجو، ومناطق الألعاب في مراكزنا التجارية لا تطاق أسعارها، وما بين الاثنين أصبح أولياء الأمور كالمستجير بالنار من الرمضاء! ما زاد الطين بلة انتهاء فعاليات فترة «صيفنا مميز» وقرب إغلاق أبواب «مهرجان صيف أبوظبي» وربما كان هذان النشاطان الملاذ لمن يود أن يمرح أطفاله بميزانية معقولة. فصيفنا مميز برنامج مجاني متكامل يغذي عقول الأطفال بالخبرات، أما صيف أبوظبي فكان ملجأ لأطفال محدودي الدخل، فهو برغم وجود بعض الألعاب ذات الرسوم المرتفعة فيه، إلا أنه وفّر أيضا ألعابا مجانية للصغار. المشكلة ليست متعلقة بالصيف فقط، لكنها مرتبطة بغلاء أسعار مراكز الألعاب في أبوظبي، فأصحاب هذه المراكز ومستأجروها يستغلون محدوديتها في المدينة ليرفعوا أسعار اللعب فيها. وقد بلغت تكلفة إمتاع الطفل باللعب أكثر من ثلاثمائة درهم في الزيارة الواحدة، ولكم أن تتخيلوا المبلغ الذي يدفعه أب لثلاثة أطفال نظير لعبهم عدة ساعات في هذا المركز. لا يمكن أن نتغاضى عن ألعاب صغارنا، وبالطبع لا نستطيع حبسهم دائما في الشقق، ولكن القبول بهذا الوضع الاستغلالي صار صعبا، وصار السكوت عنه أصعب. كل ما نرجوه أن يلتفت شخص ما لأزمة ألعاب الأطفال، ويوقف طوفان الجشع الذي يقضي على أفراحهم ومتعتهم في كثير من الأحيان. فتحية البلوشي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©