السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«مايسترو» يلحن بفمه والطلبة يترجمون الأنغام إلى موسيقى

«مايسترو» يلحن بفمه والطلبة يترجمون الأنغام إلى موسيقى
13 مارس 2013 09:07
في إحدى قاعات الموسيقى المدرسية في أبوظبي، تجمع بعض الطلاب يتقدمهم، عضو فرقة دي كلاسيفايد الموسيقية الأميركية إيفان بريمو، وكل واحد منهم اتخذ مكانه خلف آلته الموسيقية، وبين الفينة والأخرى يتوقف الجميع عن العزف ليبدي إيفان ملحوظاته. ويناقش إيفان الطلاب، إذ كان يقترح عليهم أن ينفذوا الجمل الموسيقية بصورة أسرع، وبدقة متناهية، ويبدون أيضاً ملاحظاتهم ليخرج الجميع بأفكار متنوعة تخدم الحالة الفنية التي يعيشونها في تلك اللحظة، واللافت أن قائدهم كان يؤدي جملاً موسيقية بفمه، والطلاب ينفذونها على آلاتهم، إيماناً منهم بأن الموسيقى لغة تجمعهم من دون النظر إلى انتماءاتهم. يتعامل الطلاب وعضو فرقة دي كلاسيفايد الموسيقية الأميركية إيفان بريمو مع بعضهم بعضاً، عبر الموسيقى، التي بدورهم ينقلونها بأحاسيسهم إلى الآخرين، كان ذلك جانباً من الورشة الموسيقية لفرقة دي كلاسيفايد التي تضم مجموعة من الموسيقيين الشباب من برنامج «الأكاديمية» من «كارنيغي هول»، ومدرسة جوليارد، ومعهد ويل للموسيقى في نيويورك، ضمن سلسلة من عروض الأداء الموسيقية في مدرسة الخبيرات بأبوظبي، حيث تعمل فرقة «دي كلاسيفايد» مع عدد من الموسيقيين الشباب الموهوبين من طلاب أبوظبي في الفترة بين 3 و12 مارس، تدريباً وإشرافاً، ليتوج هذا التفاعل، بعرض مسائي في إطار «يوم المواهب الشابة» ضمن فعاليات مهرجان أبوظبي 2013. روح الإبداع وحول الورشة ودورها في صقل مهارات الطلاب، يقول إيفان بريمو أحد أعضاء فرقة دي كلاسيفايد المكونة من خمسة أفراد إن الموسيقى تغرس في الإنسان بشكل عام روح الإبداع، وقد جئت إلى أبوظبي في يناير الماضي أنا وزميلتي توني ماري لاختيار الطلاب المميزين في العزف الموسيقي من مدارس أبوظبي المختلفة، ومن ثم تصفيتهم إلى 18 طالباً وطالبة فقط، والحقيقة أننا واجهنا صعوبات كبيرة في اختيار هذا العدد القليل من ضمن الطلبة الذين قمنا باختبارهم، إذ إننا فوجئنا بمستويات بارزة ومواهب تستحق الرعاية والاهتمام، لذا كنا نفكر جيداً في ما يميز كل طالب عن غيره، وفي النهاية استطعنا أن نصل إلى هذا العدد الذي تحققنا من أن أصحابه بالفعل لديهم مواهب حقيقية، وقدرة عالية على التعلم، ومن ثم الإبداع. ثقافات متعددة والشيء الذي آثار دهشته أن هؤلاء الشباب المبدعين من دول مختلفة وثقافات متعددة، وكل واحد منهم لديه أسلوب معين في التعامل مع الآلة التي يعزف عليها، ما يعني أن الموسيقى لها فعل السحر في التوافق بين البشر، وإلغاء الحواجز بينهم من دون النظر إلى أية اعتبارات أخرى. وقال: إننا منذ عدة أيام فقط نعمل معاً في ورشات مختلفة، إذ إن كل عضو في فرقتنا مهمته تدريب عدد من الطلبة على الآلات الموسيقية المعروفة، مثل البيانو والجيتار والأورج وآلات النفخ والكمان وغيرها، واعتمدنا على مقطوعة موسيقية قديمة لبيركوف بحيث يشتغل عليها كل طالب بأسلوبه وطريقته الخاصة، ويضفي عليها من طابعه ورحه، حتى يكون لها شكل مختلف، ثم يجتمع الطلاب من أجل عزف قطعة موسيقية موحدة يتشارك فيها كل طالب بالآلة التي تدرب عليها ويحبها في الوقت نفسه، وقد أضفنا إلى هذه المقطوعة العالمية إيقاع أغنية عربية مشهورة وهي «الحلوة قامت تعجن في الفجرية»، حيث يتم مزج الموسيقى الشرقية بالغربية من دون غناء. تجربة واستطاعت هذه المواهب الشابة أن تكوّن لها شخصية موسيقية مستقلة من خلال المعزوفات، فضلاً عن أننا طلبنا منهم أن يكتبوا بأنفسهم مقطوعات موسيقية مستوحاة من ذواتهم، وقال إيفان: قد أبهرونا بما قدموه لنا، لكنهم لم يشذوا عن الفكرة الرئيسية للتجربة التي اشتغلنا عليها، ونحن موجودون هنا من أجل أن نضعهم على الطريق، وذلك من خلال تنمية روح الابتكار وإيقاظ الملكات الراكدة، ويبين إيفان أن مزج الموسيقى الشرقية بالغربية من الأهمية بمكان، حيث إن ذلك يثري بعض الأعمال الموسيقية ويضفي عليها مزيداً من التألق، ويضيق الهوة بين الثقافات ويجعلها تلتقي عبر المشاعر الإنسانية النبيلة التي تتفاعل بشكل تلقائي مع الموسيقى، وأكبر دليل على ذلك أن أحد أعضاء فريقنا الذي جاء إلى أبوظبي العام الماضي اشترى آلة عود شرقي حتى يستمتع بالعزف عليه في أميركا. قواعد أساسية وعن التدريبات التي يتلقاها الطلاب من مدارس أبوظبي المختلفة يقول محمد سعادة 14 عاماً منذ ثلاث سنوات وأنا أعزف على آلة العود، وذلك لأنني ذات مرة حاولت العزف عليها من دون أن يعلمني أحد على كيفية استخدامها، وشعرت بأنني منجذب إليها، ومنذ تلك اللحظة وأنا مرتبط بهذه الآلة، وقررت تعلم العزف عليها، فانضممت إلى بيت العود، وهناك تلقيت القواعد الأساسية، وتعرفت على البدايات المهمة التي تمهد الطريق لأي مبتدئ، وفي أثناء إحدى الحفلات أشارت عليّ مدربتي بأن أشترك في الاختبارات التي يقيمها بعض أعضاء فرقة دي كلاسيفايد، وقد تم اختياري ضمن مجموعة من المواهب الشابة ليتم تدريبنا على مقطوعتين موسيقيتين شرقية وغربية. أعضاء هذه الفرقة وفقاً لما ذكره أن يرتقوا بحسي الموسيقي وأن يتركوا فرصة من أجل اكتشاف قدراتي الفنية، والحقيقة أنني لم أجد أية صعوبات في الاندماج مع زملائي الذين شاركتهم العزف أثناء فترات التدريبات السابقة، وفي هذه الورشة قدمت رؤيتي الفنية حول المقطوعة التي طلب مني أن أضيف إليها بما يتوافق مع العزف الجماعي لمجموعة الطلاب الذين سيؤدون مقطوعة واحدة في الحفل المقبل. مرحلة الاختبارات وجاءت مشاركة رزام خليفة 17 عاماً بعد اجتيازه مرحلة الاختبارات، وهو سعيد جداً بالمشاركة والاستفادة من أعضاء فرقة دي كلاسيفايد التي تتمتع بأسلوب جذاب في تعليم الموسيقى، ومن ثم تحفيز الطلاب الموهوبين على اكتشاف ذواتهم من خلال التدريبات وإتاحة الفرصة لكل فرد في أن يفكر ويناقش ويتخذ بعض القرارات، ليس هذا فحسب، بل أيضاً بمحاولة العزف على الآلات المتنوعة، وهذا في حد ذاته يعطي هذه المجموعة من الشباب المبدعين ثقة بأنفسهم، كما أن تقديم عمل فردي بصيغة جماعية يعد إنجازاً، وذلك من خلال تنفيذ الأفكار بطريقة منفردة، ثم دمجها مع بيئة العمل ليأتلف الطلاب ويقدموا عملاً راقياً يبهج الجمهور ويضعهم على طريق العمل الجاد في المستقبل، فضلاً عن استمتاع حقيقي يتبلور في مزج الموسيقى الغربية بالشرقية، هذا المزج أشعرني بالراحة والثقة في موسيقانا التي أفتخر بها، وأتمنى أن أقدم لها الجديد دائماً. أما ماريا هارتس 17 عاماً، فهي تعزف على آلة «الفلوت»، وتشارك للمرة الأولى ضمن مجموعة الطلاب المتميزين في الموسيقى، وتتحدث عن سبب اختيارها من قبل فرقة دي كلاسيفايد، وهو أنها عزفت مقطوعة مستوحاة من خيالها وحين استطاعت تنفيذها بمهارة تمت مناقشتها في بعض التفاصيل الفنية المتعلقة بكيفية أداء الجمل الموسيقية وتنسيقها والخروج بها إلى قطعة تؤدي إلى معنى، من هنا انضمت إلى التدريبات وترى أن أسبوعاً واحداً لتنفيذ عمل موسيقي مشترك، ومن ثم عرضه على الجمهور يخلق تحدياً كبيراً في نفسها ويدفعها لمحاولة إثبات كفاءتها وأن اختيارها ضمن قائمة الموهوبين لم يأت من فراغ، وتلفت إلى أنها تدرس في معهد الموسيقى بأبوظبي وتتدرب في المدرسة بصفة مستمرة، وتطمح إلى أن تكون لها مقطوعات موسيقية خاصة بها ومن ثم يأتي دورها في يوم من الأيام لكي تعلم غيرها. مقطوعات المشاهير أوضح براكستون رود 16 عاماً أنه منذ عشر سنين وهو يعزف على آلة البيانو، وأنه عندما بلغ الثامنة بدأت أسرته تعلمه قواعد الموسيقى بشكل عام، ثم تركت له الخيار، وبناء على ذلك شق طريقه بنفسه في عالم الموسيقى ليركز على آلة البيانو، ومن ثم يجتهد في عزف مقطوعات لمشاهير الموسيقى في العالم لكنه في مرحلة لاحقة استطاع تأدية مقطوعات من بنات أفكاره، ويشير إلى أنه عاش في الشرق الأوسط خمس سنوات بين قطر والإمارات، لذا فهو عاشق للموسيقى الشرقية، وقرر أن يقرأ عنها المزيد ويتعلم طريقة العزف بها. ويقول: شاركت مع زملائي الموهوبين في عدد من ورشات العمل تحت قيادة أعضاء فرقة دي كلاسيفايد، واستفدت كثيراً من التدريبات وأعدها تجربة ثرية على المستوى المهني، إذ إنني وصلت إلى مرحلة نفسية جيدة في الأداء الموسيقي، وأصبحت أتعامل مع آلة البيانو بحب وأعزف وأنا أفكر في طريقة مبدعة تجعل لي بصمتي الخاصة، وحالياً أكرس جهدي من أجل تحقيق الهدف المنشود من تجمعنا بحيث نظهر في الحفل الموسيقي بشكل طيب رغم ضيق الوقت، إذ إن أسبوعا من العمل والجهد يؤكد أننا جميعاً على درجة عالية من الموهبة. تعزيز الموسيقى الكلاسيكية «ديكلاسيفايد» فرقة موسيقى الحجرة من مدينة نيويورك، والتي تقدم دوراً متكاملاً في تعزيز الموسيقى الكلاسيكية في المجتمعات حول العالم، وتحافظ على المرونة في سرد نمط جديد للموسيقى من خلال الموهبة ومناصرة الفنون وتعليمها، وتسعى للوصول إلى شرائح جماهيرية أوسع، من خلال إقامة حفلات في المدارس، والمستشفيات، والسجون، والنوادي، وكذلك في قاعات الاحتفالات الرئيسية والمهرجانات حول العالم. وأسست الفرقة الموسيقية «ديكلاسيفايد» في عام2011 من قبل مجموعة خريجين من الأكاديمية، «وهو برنامج موسيقي بالتعاون بين كارنيغي هول ومدرسة جوليارد ومعهد ويل للموسيقى». الموسيقار النجار اتبع العازف والملحن الشهير إيفان بريمو مساراً فريداً في حياته وتجربته المهنية، حيث قدم مع أوركسترا بيتسبيرغ السيمفونية لموسيقى الحجرة أولى حفلاته الخاصة المزدوجة، بعزف الكمان والغناء بعنوان «الألغاز البسيطة» والمستوحاة من شاعرة الطبيعة ماري أوليفر، وقدم بريمو أيضاً ولأول مرة كونشيرتو الباس والأوركسترا مع الملحن الفنلندي جوكا لينكولا، والكثير من الألحان. وبعيداً عن العروض والتأليف يستمتع إيفان بأعمال النجارة وتسلق الجبال والتزلج وبكل بساطة يعشق الطبيعة.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©