الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المظلة.. موضة ناعمة تنافس القبعات وتنتظر المطر!

3 أغسطس 2009 01:20
هي باتت ضرورة ملحة بفعل تفاقم موجة الحر التي شهدتها الدولة هذه السنة، ذلك أنَّ مع ارتفاع درجات الحرارة، ومع تصاعد ألسنة اللهب المنبعثة من الشمس الحارقة، صار بديهياً أن نرى بعض الفتيات الآسيويات يستخدمن مظلات واقية من أشعة الشمس، بينما هنَّ ينتظرن سيارة الأجرة، أو يجتزن أحد الشوارع. ولكن ماذا لو حملت الفتاة الاماراتية المظلة، ساعية بواسطتها لأن تحمي بشرتها من لفحة الشمس في انتظار سيارة تقلها، أو عندما تعبر الشوارع، أو حين تركن سيارتها في موقف بعيد بعض الشيء عن مبنى عملها أو سكنها هل يمكن القول إنَّ عملها ذاك غير متسق مع العادات المألوفة محلياً؟ أم أنَّه أمر طبيعي مثل النظارة الشمسية؟ المظلة تدخل عالم الموضة تماشياً مع النمو المتسارع الذي يشهده عالم الاكسسوارات، نجد أنَّ المظلة قد حجزت مكاناً مرموقاً على قائمة احتياجات المرأة الأنيقة، حتى أنَّ بعض الفتيات يتنافسن في امتلاك الأجمل والأثمن منها، وتجد بعضهن حريصات على أن تتناسب ألوان المظلة مع لون حقيبتها، ومع ألوان ملابسها، وهي رغبة تنبه لها بعض التجار المستوردين للمظلات، فسارعوا إلى عرض ما لديهم من أشكال وألوان وبأسعار متفاوتة. تقول أم ناصر، وهي تمارس التجارة عبر أحد مواقع الانترنت، «طبيعة عملي جعلتني مطلعة على آخر صرعات الموضة بالنسبة للملابس والحقائب والاكسسورات، وقد تلقيت مؤخراً طلباً غريباً من إحدى زبوناتي يتمثل بعدد من المظلات الواقية من أشعة الشمس بأشكال ورسومات معينة، وهذا هو الطلب الاول لمثل هذة السلعة، وقد سارعت إلى تلبيته». وعن أسعار المظلات تقول: «تتفاوت الأسعار حسب نوع المظلة، فذات اللون الواحد لا يتعدى سعرها الـ 50 درهماً، وهناك مظلات تحمل تطريزات وأشكالاً فريدة قد يتجاوز ثمنها الـ 500 درهم». ترى أم محمد أنَّ استخدام الفتاة للمظلة أمر طبيعي في ظل الحاجة إليها، وتضيف: «إنَّها مثل باقي المستلزمات التي يستخدمها الانسان لتيسير معيشته، خاصة أنَّ دولتنا تشهد تطوراً اقتصادياً وعمرانياً ملحوظاً، وقد أصبح أبناؤها أكثر تفتحاً، وتقبلاً لمجريات العصر، وقد لا يتقبل البعض المظلة في البداية، ولكنَّها لا بدَّ أن تلقى تجاوباً منهم، كونها لا تعكس أيَّ خلل، أو لفتا للانتباه. حاجة ملحة بدورها تقول هدى علي (22 سنة): «لا أنكر أنني استعنت بالمظلة لأقي نفسي أشعة الشمس وحرارة الجو المرتفعة، فأنا أعاني من ألم في رأسي، يتفاقم مع التعرض لأشعة الشمس لفترة معينة». وتقول موضحة: «طبيعة عملي الميداني تتطلب مني التنقل من مكان لآخر، وفي لحظات كثيرة أضطر لإيقاف سيارتي في مواقف بعيدة عن المكان المنشود، لذلك أجد أنَّ استخدام المظلة أمر طبيعي، إن لم يكن ضرورياً في مثل حالتي. حق الحماية أمّا شيخة أحمد 19 عاماً فتقول: «لا أرى في استخدام الفتاة للمظلة أي عيب أو خطأ، فالمظلة مثل القبعة التي يستخدمها الشباب لحماية أنفسهم من الشمس، وهم يتنافسون في اختيار أفضل وأثمن القبعات، ومن ماركات عالمية أيضاً، ونحن الفتيات لنا الحق في حماية أنفسنا، ما دمنا نفعل ذلك بشكل حضاري وأنيق». وتضيف: «أنا أحب ارتداء أزيائي وحقائبي من ماركات عالمية، وإذا اضطررت لاستخدام المظلة، فستكون هي أيضاً مكملة لأناقتي.» من جانبه عبدالرزاق صنقور يقول: «لا أرى في استخدام الفتاة للمظلة أمراً مخجلاً او محرجاً، فهي مثلها مثل باقي الاكسسورات التي تحتاجها المرأة كالحقيبة أو النظارة الشمسية». وعما إذا كانت المظلة قد تلفت نظر الشباب نحو الفتاة التي تستخدمها يقول: «اذا لم تستخدم الفتاة مظلة تحتوي ألواناً واكسسوارت ملفتة فهي في مأمن من نظرات الشباب. كما ان هذا يعود إلى شخصية ومظهر الفتاة، فهناك سبل أخرى قد تستخدمها للفت الانتباه. ولها كامل الحرية في استخدام ما يناسبها دون أن يعني ذلك أنّها تتقصد إثارة الاهتمام». ظاهرة مثيرة للاهتمام في الجهة المقابلة تقول مريم أحمد (31 عاماً): «الحمد الله رغم ارتفاع درجات الحرارة في بلادنا، إلا أننا نعيش في بحبوحة تعفينا من الوقوف تحت لسعات الشمس الحارقة، فالسيارة مكيفة، والمواقف مظللة، والاسواق التجارية منتشرة في كل مكان، وهي مجهزة لمواجهة الحر». وتضيف: «قد تتعرض الفتاة التي تحمل مظلة واقية من الشمس إلى نظرات استنكار واستغراب من الآخرين، خاصة من فئة الشباب كون الأمر يمثل ظاهرة جديدة بالنسبة لهم، قد يعتبر شكلاً من أشكال لفت الانتباه. تؤيد نورة منصور (25 عاماً) مريم في كون استخدام الفتاة للمظلة أمراً لافتاً للانتباه، حيث تقول: «على من تستعين بالمظلة الواقية من حرارة الشمس أن تضع في الحسبان التساؤلات والنظرات التي قد تلاحقها، إن لم ترافقها تعليقات قد لا ترضيها». وعن امكانية استخدامها للمظلة تقول: «حقيقة أجد الأمر صعباً، وقد أخجل من حمل المظلة، فأنا ارتدي الشيلة والعباءة، واعتقد أنَّها من الممكن ان تقوم بدور المظلة، إذ أنني لست مستعدة لتحمل النقد والتجريح من قبل المجتمع من حولي». وغير بعيد عن هذه الآراء يقول حسن عبدالله (24 عاماً): «لا أرى ما يبرر استخدام الفتاة للمظلة، فرغم حرارة الجو، إلا أنَّ الدولة لم تقصر في توفير سبل الراحة للجميع. وأنا لست مع حمل الفتاة للمظلة، حيث إنَّ اغلبهن يمتلكن سيارات مكيفة، ويقضين أغلب أوقاتهن في الأماكن المكيفة، سواء في المنزل أو في أماكن العمل، أو في مراكز التسوق التجارية المجهزة، كما بوسع الفتيات استخدام بدائل مثل الكريمات الواقية من أشعة الشمس والنظارة الشمسية».
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©