صلالة سيدة اللون الأخضر والمطر في عز الصيف

حسناء جميلة تطل على بحر العرب، وتستقبل كل عام في خريفها الجميل آلاف الزوار، ليهربوا من حرارة الطقس إلى جوها البارد العليل، ويتعرفوا إلى موروث ولايات السلطنة من خلال مهرجان «صلالة» حيث تم اعتماد مشاركة عشرين ولاية في مسابقة الولايات لهذا العام في صلالة التي تحتضن زوارها وضيوفها وتظهر لهم فنونها ورقصاتها التقليدية والمشغولات والحرف الشعبية التراثية كافة وكذلك الألعاب الشعبية، مرحبة بقدومهم إليها للاصطياف والسياحة. أماكن الجذب السياحي عن سير الرحلة إلى صلالة وكيفية الوصول لها يقول خالد حبيب- موظف في وزارة الساحية: «توجد نشرات وخرائط تعريفية توزع مجانا من خلال المنافذ البرية والجوية، وفي نقطة الدخول لصلالة، مرفق معها الخدمات وأرقامها وخرائط للمنطقة وتراثها وخرائط خاصة بصلالة تفصيلية». ويضيف حبيب معرفا بالأماكن التي يمكن زيارتها في صلالة: «تتعدد الأماكن الجميلة والجذابة في صلالة، حيث تكثر العيون في المنطقة منها (عين صحلنوت وحشير وآثوم وطبراق وحمران ورزات وجرزيز) وتكثر فيها الأودية، مثل «وادي دربات» الذي يعتبر من أكبر الأودية وأجملها، وتجتمع فيه أشجار متشابكة في جهة ومناطق مفتوحة في جهة ثانية، ومياه تجري ومن فوقها شلال، وتتعدد فيها الكهوف، ومنها «كهف المارنيف» وهو في منطقة جبلية، يقع على شاطئ جميل على امتداد شاطئ «المغسيل» ويتميز بوجود نوافير طبيعية بحيث تضرب الأمواج العالية أطراف الحواف الصخرية لتدخل مع فتحات جانبها ومن ثم تخرج من فتحات علوية صغيرة ومتوسطة على شكل نوافير وهذه النوافير يكون ارتفاعها بحسب طول الموج البحري وقصره». آثار ظفار توفر الحكومة في ظفار وصلالة -أسوة بباقي ولايات السلطنة- الأمن لرواد المنطقة، في ذلك يقول أحمد الحراصي- مرشد سياحي: «الأمن في مناطق ظفار يدعو للعجب فيها، كما يتعجب الزائر من شدة طيب أهلها وكرمهم، إلى درجة الهدوء والكلام الجميل ومحبة النفع لك ومحاولة عدم المضايقة بطرح الأسئلة والاستفسارات الكثيرة، بغية توفير جو هادئ وآمن ومريح لزوار صلالة ومهرجانها. وفيما يخص المناطق الأثرية يقول: «تكثر في المنطقة آثار قديمة وحصون وقلاع وقصور مرممة مع وجود بعض الآثار الأخرى، ويلاحظ وجود أضرحة متعددة منها لأنبياء مثل (أيوب وعمران وعابر بن هود وهود بن عامر وبن علي، وآثار ناقة النبي صالح). من جهته يشير سالم الحمر- أحد سكان محافظة ظفار، إلى آثارها، بقوله: «هناك العديدة من الآثار، مثل (البليد وحصن طاقة وسمهرم وخور روري وحصن مرباط) وهناك الطرق المتفرعة والموصلة للقرى المتميزة بجمالها وطبيعتها الساحرة. كما يتميز بينها الطريق ما بين «صحلنوت» و»شير» فهو من أشد المناطق كثافة بالأشجار ويخترقه الطريق بشكل ملتوي بين الجبال كأنه غابة مدارية، فيما يبدو شمال وشرق صلالة أكثر المناطق الجميلة فيها مطلقا، وتتوفر العديد من الفنادق ذات المستوى الراقي». خضرة دائمة تتصف صلالة بأجواء رائعة في هذا الفصل من العام بخلاف باقي دول الخليج، يشير إلى ذلك محمد مصطفى- أحد زوار المنطقة، ويقول معبرا عن دهشته بالمكان: «يتميز عادة هذا الفصل في صلالة بالجمال وسيادة اللون الأخضر الذي يرسم على الجبال لوحة طبيعية مبهرة تبعث في النفس بهجة وتنثر في الأحاسيس طربا وتمنح القلب دفئا وطمأنينة بعيدا عن صخب الحياة، لذا أجد وأسرتي أن صلالة أكثر المناطق ملاءمة لقضاء أروع العطلات، فجوها بارد في هذا الفصل من السنة، مع وجود المطر والرذاذ والضباب بأعلى الجبال ويوجد عدة مزارع في البلد أعطت جمالا خاصا لها، كما أن الطرق يغلب عليها أشجار جوز الهند والموز وبعض الفواكه الأخرى الغريبة علينا، وتقارب في طبيعتها لفواكه جنوب شرق الهند، كما تنتشر الأبقار في الجبال بشكل كبير، وكذلك الإبل الساحلية وبالتالي فإن الحياة فيها تدعوك إلى شغف معرفة طبيعة المنطقة وأهلها والاستمتاع بأجوائها». مهرجان صلالة في كل عام يتم تنظيم العديد من الفعاليات والأنشطة، ففي المركز الترفيهي يشهد مهرجان صلالة السياحي إقامة عدد من المعارض الحكومية والخاصة، أبرزها معارض المديرية العامة للزراعة والثروة الحيوانية بمحافظة ظفار، والتشكيلي للفنانين السعوديين، والجماعي للجمعية العمانية للفنون التشكيلية، والهيئة العامة للصناعات الحرفية بمحافظة ظفار ومتحف قوات السلطان المسلحة، والسفارة البريطانية، والمديرية العامة للبيئة والشؤون المناخية بمحافظة ظفار، والمديرية العامة للقوى العاملة بمحافظة ظفار، والتصوير الضوئي وحروفيات للجمعية العمانية للفنون التشكيلية، وجماعة الفن الساخر، والمنتدى التربوي السادس للتربويين، والوفود والقرى الكشفية للجوالة العرب، وآخر كاريكاتيري، والمعرض المروري لشرطة عمان السلطانية. حضور التراث يقول أحد أعضاء اللجنة المنظمة: «تعرض في المركز الترفيهي أجنحة البيئات، حيث تم تجهيز «البيت التراثي» في القسم الذي يجسد البيئة الحضرية بمختلف المستلزمات حتى يتسنى للزوار الاطلاع على طريقة البناء التقليدية والحياة في المدن الحضرية بصلالة «سابقا»، كما يقام في القرية التراثية مجموعة من أماكن تجهيز الخبز والمأكولات والحلوى الشعبية، والمحلات التجارية التي يتم فيها عرض المواد التي كانت مستخدمة في الماضي، إلى جانب المصنوعات التراثية من المهن التقليدية». ويضيف معرفا بأنشطة البيئة البحرية، ويقول: «يمارس الحرفيون العادات والتقاليد والأناشيد البحرية والتراثية طيلة الفترة المخصصة للفعاليات، إضافة إلى تجسيد أعمال ميناء «الفرضة»، وتجهيز البيوت في (البيئة الريفية، والبيئة البدوية) بما تحتاجه من المواد والمستلزمات بما في ذلك تأدية عدد من الرقصات والألعاب الشعبية واستقبال الزوار وممارسة العادات والتقاليد وصناعة المنتجات الحرفية في البيئتين». فيما يلفت إلى سوق الحصن، والعروض المتنوعة التي يقدمها لزوار صلالة، بما فيها فرصة ركوب الخيل والإبل، والتعرف على كافة تراثيات ولايات السلطنة دون استثناء. أنشطة جديدة تضم فعاليات دورة المهرجان لهذا العام أنشطة تشمل كافة أفراد الأسرة، ففي قرية «المرأة والطفل» يجري استعراض كافة الفعاليات الاجتماعية والإرشادية والثقافية والحوارية التي تفيد الأسرة، من ضمنها تجهيز مسرح الطفل إذ يقدم عددا من المسابقات مع تقسيم القرية إلى مجموعة من الأركان والأقسام، واستضافة أخصائيين في الحوارات المفتوحة حول (الطب والقانون والتربية وخبيرات المكياج والأزياء) لتثقيف أفراد الأسرة من خلال الاستفادة من النقاش بين المختصين والزوار بشكل يومي طيلة فترة المهرجان. أما جديد مركز البلدية الترفيهي، أقيمت أربعة مسارح، إضافة إلى مسرح «المروج» التابع للمديرية العامة للسياحة بمحافظة ظفار الذي يشهد الحفلات الفنية الرئيسية والأمسيات الشعرية وبعض المحاضرات والندوات الدينية والثقافية والإنشاد الديني وحفلة قناة «طيور الجنة» للأطفال، ويتم عرض ست مسرحيات محلية، وجلسات السمر الفنية وفعاليات لبعض جمعيات المرأة العمانية ومراكز الوفاء الاجتماعي. وإلى أنشطة المهرجان، تضاف هذا العام («صالة للتزلج على الجليد وعروض التزلج العالمية من أوكرانيا وعرض الدراجات الهوائية من كندا) التي تقدم على مدار ثلاثين يوما، إضافة إلى السيرك وخفة اليد وعروض مبهرة يقدمها مختصون.