الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

اليابان تحيي ذكرى كارثة الزلزال و «تسونامي»

اليابان تحيي ذكرى كارثة الزلزال و «تسونامي»
12 مارس 2012
طوكيو (وكالات) - توقفت مظاهر الحياة في اليابان يوم أمس خلال إحياء الذكرى الأولى للزلزال الذي ضرب الجزء الشمالي الشرقي من البلاد بقوة 9 درجات على مقياس ريختر وتسبب في موجات مد عاتية “تسونامي”، تسببا بدورهما في أسوأ كارثة نووية بالعالم منذ حادث تشيرنوبيل عام 1986. وتسببت الكارثتان المتزامنتان بمقتل 19 ألف شخص في 11 مارس الماضي، وأسفرتا أيضا عن تدمير أكثر من 370 ألف منزل. وأعيد بناء الكثير من الطرق وأزيل معظم الحطام، لكن لا يزال نحو 260 ألفا من أصل 340 ألفاً يعيشون في مساكن مؤقتة بمقاطعات إيواتي ومياجي وفوكوشيما. أحيت اليابان أمس ذكرى ضحايا كارثتي زلزال وتسونامي 11 مارس الماضي بالوقوف دقيقة حداداً، في الساعة الثانية و46 دقيقة صباحاً بالتوقيت المحلي (الخامسة و46 دقيقة بتوقيت جرينتش) وهو وقت وقوع الزلزال وتسونامي. وسكنت الحركة في مختلف أرجاء اليابان، حيث توقفت وسائل النقل العام والأحياء التجارية في طوكيو وكبرى المدن اليابانية عن العمل. وأقامت الحكومة اليابانية ذكرى الكارثة بالمسرح الوطني في طوكيو، وحضرها الإمبراطور اليابانى إكيهيتو وزوجته الإمبراطورة ميشيكو ورئيس الوزراء يوشيهيكو نودا. وفور انتهاء دقيقية الحداد، قال الإمبراطور إنه “يحيي من أعماق قلبه كل الذين فقدوا حياتهم في الكارثة”. وأعرب عن أمله في “أن تكون قلوب المواطنين دائما مع المواطنين المتضررين والمناطق المتضررة وأن يستمر الجميع في العمل لتحسين ظروف تلك المناطق”. ومن جانبه، وعد رئيس الوزراء يوشيهيكو نودا ببذل ما في وسعه لإعادة إعمار المناطق المدمرة. وقال إن “معركة الحكومة مع الحادث النووي مازالت مستمرة ونحن متأكدون من أننا سنحول فوكشيما إلى منطقة جميلة”. ووعد رئيس الوزراء بتفكيك مجمع فوكوشيما النووي وتطهير التربة التي تسربت إليها مواد إشعاعية وإحياء الاقتصاد الياباني. وكان أكثر من 80 ألف شخص أجبروا على مغادرة المناطق المحيطة بمحطة فوكوشيما دايتشي للطاقة النووية، التي وقع بها حادث انصهار نووي بعد الزلزال وتسونامي. أما على مستوى الكارثة ككل فيعيش أكثر من 340 ألف شخص منذ عام خارج بيوتهم في ظروف قاسية في بعض الأحيان، بينما لم تحقق معالجة حوالي 22 مليون طن من النفايات التي تراكمت خلال يوم واحد في المناطق الثلاث الأكثر تضرراً (مياجي وإيواتي وفوكوشيما) أي تقدم. حيث لم تنجح السلطات في إزالة أكثر من 10% منها حتى الآن. ويقول منتقدون إن التعافي من الكارثة كان بطيئا للغاية وإن السلطات حشرت معظم ضحايا الكارثة في وحدات سكنية صغيرة جاهزة تقع على مسافة بعيدة عن مراكز المدن. وشهدت اليابان أمس تظاهرات مناهضة للطاقة النووية في أنحاء الدولة. وكانت المظاهرة الأكبر في طوكيو حيث شارك فيها 10 آلاف شخص حسبما قال منظمو المظاهرة. وتجمع المتظاهرون المناهضون لاستخدام الطاقة النووية أمام مقر شركة كهرباء طوكيو (تيبكو) التي تشغل محطة فوكوشيما النووية. ورددوا هتافات تطالب بإغلاق كل المحطات النووية. وقال أحد المنظمين للتظاهرة مانابو كوريهارا إننا “نطلب من تيبكو تخفيف الأعباء التي تترتب علينا”. وأضاف “لن نتسامح مع أية محاولة من الشركة لخفض التعويضات المقدمة إلى الضحايا”. وكان يوكيو أمانو رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية قال يوم الجمعة إن الخطأ البشري لعب دورا كبيرا في الكارثة النووية بالمحطة التي تديرها “تيبكو”. وأضاف أن “أحد أسباب وقوع الحادث هو الافتقار لاستقلال الهيئة المنظمة في اليابان، ولم تكن صارمة بما يكفي، كما أن جهاز المراقبة لم يكن قوياً”. ومن جانبه علق توشيو نيشيزايا مدير شركة تيبكو بقوله “إن الشركة تقدم أعمق اعتذارها لجميع سكان المنطقة المجاورة لمحطة فوكوشيما النووية ومقاطعة فوكوشيما، وكذلك للمجتمع على نطاق أوسع بسبب المخاوف والقلق الذي نجم عن حادث محطة فوكوشيما النووية”. وأذاعت محطات الإذاعة والتلفزيون اليابانية منذ ساعات الصباح الأولى أمس برامج خاصة تحدث فيها العديد من الشهود الذين عبروا عن ألمهم لفقدان أقرباء أو عن غضبهم من بطء عملية إعادة الإعمار. وفي المناطق التي دمرتها أسوأ كارثة مرت باليابان منذ الحرب العالمية الثانية، أضاء الناجون آلاف الشموع. وفي ميناء إيشينوماكي الذي تعرض لمد بحري كبير وزع متطوعون وروداً على أسر الضحايا التي قامت بدورها بوضع الزهور أمس على قبور أقربائها. وقال كيشيتسو إيتو أحد سكان المنطقة إن “هذا اليوم حزين جدا”. وأضاف المسن البالغ من العمر 80 عاما أن “التسونامي جرف زوجتي وسأضع ورودا على قبرها، إنني حزين وليس لدي أحد أتحدث إليه”. وبالنسبة لعائلات 3200 مفقود في الكارثة، فإن الأمر الأكثر أهمية وإلحاحا هو العثور على جثث ذويهم لدفنها. وفي منطقة إيواتي قام 300 شرطي و80 من خفر السواحل بحملة تفتيش جديدة على طول الساحل. وفي محافظة فوكوشيما المجاورة، قام المئات من الشرطة والمتطوعين بعمليات بحث عن جثث أكثر من 200 شخص. وفي أوكوما حيث يقع المجمع الذري، قالت سيدة بدا عليها الحزن “لم يعثروا على ابني”. وقبل عام، في 11 مارس 2011، أدى زلزال بلغت قوته 9 درجات إلى تسونامي هائل على الساحل الشمالي الشرقي لليابان ما تسبب في انقطاع الكهرباء عن محطة فوكوشيما دايشي وتوقف أنظمة التبريد. واضطرت السلطات اليابانية لإخلاء المنطقة بعدما وقعت انفجارات للهيدروجين وحدثت تسربات إشعاعية كبيرة. ويفترض أن تدفع تيبكو التي تساهم الدولة في تمويلها، تعويضات إلى أكثر من مليون ونصف مليون شخص تضرروا في هذا الحادث الذي لم يؤد إلى أي وفاة. ويحتاج تفكيك المجمع الذري الواقع على بعد 220 كيلومتراً شمال طوكيو إلى نحو 40 عاماً.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©