الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أوراق قصر الحصن

أوراق قصر الحصن
13 مارس 2013 23:16
وضعت فعاليات منتدى قصر الحصن الذي استضافته مؤسسة الشيخة سلامة بنت حمدان آل نهيان، خلال المهرجان الذي شهدته أبوظبي طيلة عشرة أيام، الوقائع أمام التاريخ مع مسبباتها والدوافع وراء تشكل الصرح الرمزي العملاق الذي يشير إلى تاريخ أبوظبي وجذور الدولة ورواسخ شعب وأسرة حاكمة هي آل نهيان، منذ أن استوطنوا هذه الأرض، حيث أشادوا بها كياناً سامقاً تمثل في قصر الحصن رمزاً، وذلك لأهمية القصر المرتبط بتاريخ المنطقة وشعبها وتجذره في الزمن. ومن وجهات نظر متعددة، بحثت فعاليات منتدى قصر الحصن التي اشترك في جلساتها نخبة من الخبراء والباحثين الذين قلبوا صفحات تاريخ القصر، جذور تشكل الدولة وأسباب الانتقال إلى المكان (أبوظبي) بوصفها جزيرة محاذية للبحر. وبين الرؤية الفنية، والتحليل العلمي، والتفكيك المعماري والحضاري، والتأسيس على أصال الهوية الوطنية، وسرد الحكايات التي تروي قصة العراقة والشموخ والنظر في البنية الهندسية المتفردة وقراءة تاريخ الصورة وعلاقة المكان بالتقاليد، جاءت محاضرات المنتدى التي اشترك في ندوتها الأولى الدكتور عبدالله الريس المدير العام للمركز الوطني للوثائق والبحوث التابع لوزارة شؤون الرئاسة، والدكتورة جايانتي ميترا المستشارة في المركز الوطني للوثائق والبحوث، والدكتورة فروك هيرد باي عضو فريق العمل المشكل في عام 1969 لجمع المواد الأرشيفية عن تاريخ المنطقة. كما تحدث في الندوة الثانية الدكتور زكي أنور نسيبة المستشار في وزارة شؤون الرئاسة، والمصور جاك برلوت، بينما أسهمت في الندوة الثالثة الدكتورة عائشة بالخير مديرة إدارة البحوث والخدمات المعرفية في المركز الوطني للوثائق والبحوث، ومارك باول كيفن المتخصص في دراسة مشاريع فنون العمارة الشعبية الإماراتية. تأصيل الزمن في البدء كان لا بد من استعراض تاريخ قصر الحصن، والأهمية التاريخية لهذا البناء العملاق، ويأتي هذا الاستعراض بمثابة فرشة معرفية لعلاقة الزمان بالمكان، ولهذا فإن محاضرة الدكتور عبدالله الريس في جلسة الحوار الأولى بمثابة الصفحات الأولى من كتاب المعرفة، حيث استطاع الريس بتحليلاته المعمقة التي استخدم فيها شاشة نصبت وسط قاعة المنتدى، أن يؤشر إلى المنابع الأولى لتشكل القوة والرمز. لقد شهد قصر الحصن أحداثاً كبيرة منذ 1833 إلى 1855، كون أبوظبي هي المشيخة الرائدة في المنطقة، بحسب عبدالله الريس الذي أكد قيمة المكانة العملاقة التي يحتلها قصر الحصن باعتباره مقراً للحكم على مدار قرنين من الزمان. أكد الريس تأصيل الزمن الذي تشكل فيه القصر الذي اعتبره في عام 1761، وذلك بأمر من الشيخ ذياب بن عيسى الذي نقل شعبه من صحراء ليوا إلى أبوظبي، أما السبب في هذا الانتقال فيرى فيه الريس أن لحظة الاكتشاف الحقيقي لقيمة المكان قد تجلت في الفكر النير والاستبصار النافذ للشيخ ذياب بن عيسى، حين كان يعتبر المكان هذا (أبوظبي) جزيرة مثالية ليسكن فيه رجال قبيلته. وفي بحث الدكتور عبدالله الريس يشير إلى الاسم الأول للحصن الذي ورد ضمن الوثائق البريطانية، وغيرها، ومن المسميات العديدة يقرأ الأسماء التي لا تبتعد كثيراً عن المعنى الانفرادي/ الواحد، وهي “القلعة والحصن وقصر الحاكم ودار الحكومة، ومقر الحكم”. تلك هي تسميات لا تتقاطع معانيها ولا تبتعد عن معنى واحد يشير بشكل أو بآخر إلى علاقة الحكم بالمكان، حيث يمثل الحكم “قصر الحاكم، ودار الحكومة ومقر الحكم”، ويمثل المكان “القلعة والحصن” وهما يجتمعان معاً ويشكلان مفهوماً واحداً لا ينفصل عن بعض، واعتقد أن تلك العلاقة قد أسبغها شعب أبوظبي على المكان، إذ غالباً ما تكون تسميات صروح الدول منطلقة من الحس الشعبي والروح الخلاقة والشغف والحب الذي يكنه الشعب لهذا الصرح أو المكان، حتى لتصبح هذه التسمية فيما بعد رسمية بامتياز. الرحالة الأوروبيون تطرق عبدالله الريس إلى ما رواه الرحالة الأوروبيون والأميركان عن قصر الحصن ودهشتهم عند رؤية هذا الصرح العملاق لأول مرة وقال: “زار الأميركي صموئيل زويمر أبوظبي عام 1901، وكان أول من التقط صورة فوتوغرافية للحصن، ليجسد ما تتمتع به مشيخة أبوظبي من سلطة سياسية وعسكرية على ساحل الخليج”. كما أشار عبدالله الريس إلى زيارة البريطاني السير بيرسي كوكس في عام 1902 بعد عام واحد من زيارة زويمر إلى أبوظبي، والتقاطه عدداً من الصور الفوتوغرافية أيضاً. وبذلك يؤكد الريس مع ما أشار إليه الرحالة الأوروبيون، أن روح المكان ومنزلته تستمد قوتها من مكانة الحصن التاريخية ومكانة ساكنيه، وعلاقة هذا الصرح العملاق بالحركة التاريخية للبناء وتشكلات البنية الاجتماعية. وعدد الريس مزايا هذا القصر العملاق، وبذلك أشار إلى ضرورة تحويله إلى تحفة فنية من أهم خصائصها أنها تشير إلى تراث الوطن وأصالته، من كونه تعبيراً عن الخصائص الذاتية والوطنية والقومية لشعب الإمارات الذي حافظ على قيمه، من خلال الحفاظ على حصنه منيعاً. وتحدثت الدكتورة جايا باني ميترا في الندوة الأولى من منتدى قصر الحصن عن المراحل التي مر بها القصر التي شهدت أحداثاً مهمة بوصفها مفاصل أساسية في تاريخ القصر، واعتبر أن عهد الشيخ ذياب بن عيسى هو أول تلك المراحل، حيث كان البناء شكلاً رمزياً للسلطة، ثم تجلى بوصفه قلعة أو حصناً فيما بعد عندما بدأت الإضافات إليه. وأشارت ميترا إلى طبيعة البناء في هذه المرحلة، إذ كان البناء عبارة عن برجين وغرفة للسكن. وعن المرحلة الثانية من تاريخ قصر الحصن معمارياً، قالت ميترا: “بدأت المرحلة الثانية عندما تولى الشيخ سعيد بن طحنون الحكم في عام 1845 وخلالها تطور البناء عبر تشييد البرج وبناء مسجد مجاور وحفر بئر مياه جديد يغذي الحصن، وقد أحيط المبنى بجدار طويل”. وعن المرحلة الثالثة التي شهدت تطوير قصر الحصن، أكدت جاياباني ميترا أن ذلك حدث في عام 1950 حينما قرر الشيخ شخبوط بن سلطان بن زايد حاكم أبوظبي أن يضيف إلى القصر توسعة جديدة، حيث توسع القصر أربعة أضعاف مساحته السابقة، وتم تشييد سور عملاق وأبراج شامخة وقوية، وبذلك صار القصر مكوناً من طابقين. في هذه المرحلة الثالثة، كما تشير ميترا، استخدم الإسمنت في البناء مدعوماً بالأخشاب “الجندل” الذي كان يجلب عبر البحر من أفريقيا، كما استخدمت أحجار المرجان “البيم”. وأشارت ميترا إلى أن البناء في المرحلة الثالثة استغرق ثلاثة أعوام، وعندما تولى المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان (رحمه الله) مقاليد أبوظبي، اتخذ من القصر مقراً له، ومن هذا الصرح العملاق مقراً لحكومة الإمارات فيما بعد. من جانبها، عرضت الدكتورة فراوكة هيرد عدداً من الصور الخاصة بالقصر، واستطاعت عبر شرح جذاب أن تفصل في أجزاء المكان وعلاقته بالصورة، مثل غرف النوم وأماكن الأطفال وممارسة ألعابهم الشعبية ومواقد الطبخ وأماكنها. روح المكان في الجلسة الثانية التي شهدها معالي الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان رئيس هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، تحدث فيها الدكتور زكي نسيبة والمصور الأميركي جاك برلوت. وفي حديث سردي وتحليلي شائق، قدم الدكتور زكي نسيبة روح المكان وعلاقته بالقصر، حيث كشف عن ذكرياته التي اختزنها طويلاً، فأباح بها في سرد شائق أثار انتباه الحضور، حيث دعا إلى ضرورة توثيق الذكريات عبر الروايات الدقيقة التي تسرد تاريخ المكان، خاصة حول قصر الحصن الذي يعد رمزاً تاريخياً وقيمة موروثية مهمة. وذلك كي يبقى القصر حيّاً في أذهان الأجيال اللاحقة. وأكد نسيبة أن الشيخ زايد، رحمه الله، كان أول من اقترح على بعثة آثار دنماركية بأن تنقب في منطقة الهيلي، حيث استدلت تلك البعثة على مقابر تعود إلى ما قبل 5000 عام، وبذلك نقرأ مدى حصافة الفكرة وتجلي الرؤية الثاقبة والقدرة على قراءة الماضي والمستقبل. وأشار نسيبة إلى تزامن النظرة الحداثية والتاريخية والوطنية والقومية التنموية في رؤية الشيخ زايد، عندما أمر ببناء المتحف من أجل رؤية حصيفة تخلق وتؤسس لجسور متواصلة مع العالم المتحدث. واستعرض نسيبة ذكريات وحكايات التي شهد كثيراً منها عن قصر الحصن، وقد أشار إلى واحدة من اللحظات المهمة في تاريخ الحصن، حينما أرادت الإمارات أن تفتح أبواباً لرؤية العالم الحديث، حيث شاركت لأول مرة في احتفالية عالمية وهي (إكسبو 70) في اليابان، وقد أقيم جناح الإمارات داخل مجسم لقصر الحصن، كون هذا القصر المعلم المتميز للدولة. وقال نسيبة “اليوم وبعد ما يقرب من نصف قرن، نحن ننتظر أن يأتي العالم كله إلى الإمارات للمشاركة في إكسبو 20 في دبي”. وبذلك ربط نسيبة بين ماضي 1970 ومستقبل 2020 والتحولات الحضارية للإمارات التي جعلت العالم يأتي إليها ليقيم حدثاً عالمياً. كانت تجربة زكي نسيبة الشخصية داخل قصر الحصن قد تجذرت منذ عام 1968 عندما جاء إلى أبوظبي، ليحقق لقاء تلفزيونياً مع المغفور له الشيخ زايد، رحمه الله، ويسرد نسيبة كيف يستقبل الشيخ زايد ضيوفه، حيث كان يحيط به رجالات القبائل وأعيان البلاد. شخصية أسطورية ووصف نسيبة ذلك المشهد المهيب بأنه يثير الرهبة بالنفس عندما يقترب المرء من شخصية أسطورية بكل ملامحها التي تشع صلابة وقوة وجاذبية في تولي زمام القيادة والسلطة. ويحكي نسيبة عن تحية الشيخ زايد لضيوفه ومصافحته لهم في إطار من الوقار الجميل المطرز بالقيم الرائعة التي تشع من عينيه الوقادتين، وهما يشعران الضيف برحابة صدره وجليل عمله وسماحة قيادته ودفء مشاعره الخلاقة. وقال نسيبة “كان ذلك الحوار التلفزيوني الذي نفذ مع الشيخ زايد، رحمه الله، في ذلك الوقت قد جاء بسبب قرار الحكومة البريطانية غير المتوقع بإنهاء مظلة الحماية في الخليج من دون التهيئة لهذا القرار”. وأشار نسيبة إلى حكمة الشيخ زايد، رحمه الله، وتصريحاته في ذلك اللقاء، وشرح كيف عبر الشيخ زايد عن رؤاه وطموحاته التي تجلت في ثلاثة محاور، وهي التي ظلت نبراساً يقود به شعبه نحو الحضارة وكانت تلك المحاور هي: أولاً: قناعة الشيخ زايد بأن الطريق باتجاه المستقبل يجب أن يقوم على بناء الاتحاد بين الإمارات. وثانياً: قناعة الشيخ زايد بأن واجبه المحتوم هو أن يقوم بدور الأب العطوف على أهله ووطنه، وأن يسخر كل إمكاناته الذاتية وإمكانات البلاد الموضوعية لخدمة الشعب كي يعيش بأمان واطمئنان. وتحدث نسيبة عن أهم تحول في تلك الفترة، حيث أصبح الشيخ زايد، رحمه الله، صوت الاتحاد في الصحافة العربية، وقد حرص على نقل صورة متفائلة وواثقة عن مستقبل الإمارات. وثالثاً: قناعة الشيخ زايد بالرؤية التنموية الشاملة التي تربط الحاضر بالماضي والمستقبل، ضمن استراتيجية راسخة ومتوازنة تحاور التقدم والعصرنة، مع الاحتفاظ بكل رموز التاريخ. وتحدث نسيبة عن انتقال ديوان الشيخ زايد عام 1971 من قصر الحصن إلى قصر المنهل، وما رافق ذلك من تحول في طبيعة القصر التاريخية، حيث أصبح مقراً للأرشيف الوطني ثم المجلس الاستشاري الوطني. ويسهم المصور جاك برلوت في الندوة باستعراض ذكرياته عن أبوظبي، خاصة عن قصر الحصن، من خلال الصور التي عرضها التي عبرت عن التغيرات المهمة في المفاصل المهمة من روح التحولات التي شهدتها الإمارات في مسيرتها نحو التقدم. وتحدث برلوت عن لقائه بالشيخ زايد رحمه الله خلال الذكرى الثالثة لقيام الاتحاد. صنف برلوت صورة إلى موضوعات كثيرة من أهمها بوصفها مفاصل مهمة، أولاً اكتشاف النفط وثانياً بناء المستقبل، وثالثاً روح العمل الخلاقة، ورابعاً الحياة اليومية، حيث قدم هذا المصور مشاهد عن البيئة الإنسانية وطبيعة حياة سكان أبوظبي القديمة وأسواقهم ومدارسهم ومنازلهم، وخامساً الموضوعات الأخرى التي ضمت «المساجد والقوارب الشراعية، وسباقات الهجن، والطلبة، وما سياقات المحامل والزراعة، وكذلك أهم المناسبات التي يحتفل بها أهل الإمارات»، وسادساً الصور الخاصة بقصر الحصن التي تشكل تاريخاً وحديثاً مصوراً لزوايا القصر وجمالياته إبان السبعينيات، وسابعاً وأخيراً عرض هذا المصور مجموعة كبيرة من الصور الفريدة للمغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد رحمه الله. عدل الحاكم وفي الندوة الثالثة والأخيرة من منتدى قصر الحصن، تحدثت الدكتورة عائشة بالخير في محاضرة بعنوان «قصر الحصن .. الكنز الخالد»، وشاركها البريطاني مارك باول عضو المعهد الملكي للمهندسين المعماريين وعضو المعهد المختص بترميم المباني التاريخية، بمحاضرته “قصر الحصن هندسة قصة أبوظبي”، عن تاريخ الحصن ومعماريته. واستهلت بالخير المحاضرة بأن استعانت بصورة الظبي أمام الماء، وذلك كي تؤكد علاقة المكان بالحياة. وقالت: “المكان جمع الماء والظبي الذي يبحث عنه، وهذا يشبه زعيم قبيلة بني ياس ذياب بن عيسى الذي اختار هذه البقعة بجانب الماء»، وأشارت بالخير إلى ضرورة أن يفهم الباحثون القيمة التاريخية والموروثية لقصر الحصن كونه يمثل “عدل الحاكم” و”حب المحكوم” و”الكنز الذي حفظ ذاكرة الوطن”. وتطرقت بالخير إلى روح المدينة التي تأسست حول قصر شيده أبناء وطن، حيث صارت المدينة (أبوظبي) عاصمة، إذ من قصر صغير بناه مجتمع صغير، تحول إلى عاصمة لدولة حضارية شكلت معطى مهماً في تاريخ البشرية الحديث، تشهد على إمكانية الإنسان على صوغ مستقبله. وشددت بالخير على أن الماء هو الذي جمع شعباً ولا يزال الشعب يلتف حوله، واستعانت برؤى عالم الاجتماع السيوسيولوجي العربي ابن خلدون الذي قال: “إن الإنسان مدني بطبعه، وبقاؤه على قيد الحياة مرهون بالقول والطعام والعمران”. وقالت أيضاً: “المجتمعات حضر وبدو، والبدو هم أصل كل المجتمعات، وهم من سكن البلاد قبل سواهم”. وذكرت بالخير أنه وقبل 300 عام عانى الأجداد، متضامنين مع بيئتهم القاسية التي عانوا معها الكثير، ولكنهم عشقوا أرضهم وحافظوا على قيمهم في الولاء للمكان والأرض والانتماء له. وأعطت بالخير تفسيراً لمفهوم “الحضر” وهم من يحضرون إلى الماء، وترى أن هذا التفسير الذي اشتق منه مصطلح “الحضارة”. وتحدث بالخير عن سيرة الارتحال بين البحر والبر، وكيف تضامن الشعب في العيش وكيف اخترعوا ثقافتهم. وعن قصر الحصن، تحدثت بالخير وأشارت إلى الكيفية التي أصبح فيها ذلك الصرح مخزناً لتموين التمور التي تجلب من ليوا، وكيف أصبحت عقود اللؤلؤ تدار بالقرب منه، وأنه مقر القضاء ومكان وجود الحاكم ووجهاء البلد، وهو مكان توقيع المعاهدات المختلفة التي جمعها المركز الوطني للوثائق والبحوث. وحول قيم البداوة وعلاقتها بالحصن، أشارت بالخير إلى أنها ترسخت في القصر، ولهذا عاشت لأجيال لاحقة، عاشت البادية في المدينة، وهذا نادراً ما يحصل في التاريخ، إلا أن عمق أصالة الحصن جسد هذه الفكرة المهمة. وأوضحت أن شرارة الاتحاد الأولى انطلقت من الحصن بقناعة وسياسة المغفور له الشيخ زايد، بأن الاتحاد لا بد أن ينبع من هذا المكان مثلما نبع الماء منه. وتحدث مارك باول كيفين عن ما يعبر عن الحصن، كونه تاريخ أبوظبي والعاكس للبداوة من بني ياس، وعن حكايات الصيادين الذين وجدوا الظبي بجانب المياه العذبة. وشرح كيفين كيف انتشرت الأبراج على ساحل أبوظبي، ومنها برج المقطع والبرج الذي في قصر الحصن، وأشار إلى استخدام الشعب المرجانية لبناء القصر. وقسم بناء قصر الحصن إلى ست مراحل وهي. أولاً: برج المراقبة. وثانياً: البرج المقابل. وثالثاً: المباني داخل القصر. ورابعا: ارتفاع الجدران. وفي المرحلة الخامسة، دفع الشيخ شخبوط بن سلطان آل نهيان 300 ألف روبية لدخول المزيد من مواد البناء لتوسيع الحصن، وصولاً إلى المرحلة الأخيرة. أما المرحلة السادسة فهي الأبنية الحديثة حول القصر. كانت ندوات منتدى قصر الحصن غوراً في التاريخ، وبحثاً عن المشرق في طياته.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©