الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سينما الحاضر تعكس صورة الماضي

سينما الحاضر تعكس صورة الماضي
12 مارس 2013 20:46
استضاف المهرجان الأفريقي للسينما والتلفزيون “فيسباكو” وهو أحد أكبر المهرجانات السينمائية الإفريقية، أكثر من ألف سينمائي وممثل ومنتج، بحضور نحو 15 ألف متفرج تجمعوا في ملعب عاصمة بوركينا فاسو الكبير، في مقدمتهم رئيس بوركينا فاسو بليز كومباوري. ويهدف مهرجان “فيسباكو” الذي تأسس عام 1969 إلى استرجاع الثقافة الأفريقية من خلال ترقية وتطوير القدرات السينما للبلدان الأفريقية وتعريف الأفارقة بالسينما، واللافت هذه السنة أن المهرجان الذي يقام كل سنتين أوكلت رئاسة كل لجان تحكيمه إلى نساء، وكرمت الدورة الـ23 التي أقيمت من 23 فبراير إلى 2 مارس حول موضوع “السياسات العامة للسينما الأفريقية”، مجموعة من صانعي الأفلام السيدات، بالتزامن مع ترؤسهن كل لجان التحكيم. 170 فيلماً عرضت الدورة الثالثة والعشرون حوالي 170 فيلماً من 35 بلداً أفريقيا، من بينها مئة فيلم تقريباً شاركت في الفئات المختلفة لمسابقات المهرجان، ففي فئة الأفلام الطويلة تنافس 20 فيلماً على جائزة “حصان ينينغا الذهبي” الرئيسية. وفاز فيلم “اوجوردوي” (اليوم) للمخرج الفرنسي من أصل سينغالي آلان غوميس بجائزة مهرجان “فيسباكو” الكبرى التي تحمل اسم “حصان ينينغا الذهبي”، ويقدم الفيلم الذي شارك في مهرجان برلين نظرة فلسفية حول الحياة والموت، ويروي الفيلم الذي حصل على تأييد “بالاجماع” في لجنة تحكيم الأفلام الروائية الطويلة لـ”فيسباكو”، اليوم الأخير في حياة رجل يعرف انه سيموت ويجوب شوارع دكار. ويقوم بدور البطل الأميركي سول وليامز وهو ممثل ومغن، وقد حاز عن دوره الصامت تقريباً في الفيلم جائزة أفضل ممثل، بينما تقوم الممثلة الفرنسية ايسا مايغا بأحد الأدوار الرئيسية في الفيلم. وحازت الجزائرية جميلة صحراوي جائزة الحصان الفضي عن فيلمها “يما” الذي اعتبرته رئيسة لجنة التحكيم المخرجة الفرنسية أوزان بالسي “تراجيديا قديمة ومعاصرة” عن عائلة حطمها اعتداء من مجموعة متطرفة. وقد غلب التأثر الشديد على المخرجة الجزائرية التي تقوم بالدور الرئيسي في الفيلم لدى تسلمها جائزتها عن هذا الفيلم الذي خلف صدى خاصا في الوقت الذي تحارب فيه القوات الفرنسية والافريقية الاسلاميين المتطرفين المرتبطين بتنظيم القاعدة في مالي المجاورة. اما جائزة الحصان البرونزي فكانت من نصيب “لا بيروغ” (الزورق) للمخرج السنغالي موسى توريه حول مأساة هجرة الشباب الافريقي الى اوروبا. وحصل الفيلم المغربي “يا خيل الله” لنبيل عيوش? على جائزة أحسن سيناريو، وهو يحكي قصة شباب ينحدرون من نفس الحي عاشوا حياة فوضوية حتى تم تجنيدهم من قبل متطرفين لارتكاب أعمال إرهابية. وفاز المخرج المغربي الشاب فاضل اشويكة? بجائزة “الموهبة الصاعدة” عن فيلمه “اليد اليسرى” ويحكي الفيلم معاناة طفل أعسر يعيش في وسط تقليدي يحرم استخدام اليد اليسرى في الأكل ويعتبره بمثابة ذنب. وفي صنف الشريط الوثائقي فاز الفيلم التونسي ‘’أكثر من الأسوأ” للمخرجة نادية الفاني بالجائزة الأولى، في حين أحرز كل من “كاليبسو روز” لباسكال اوبولو و”الرئيس ديا” لصاحبه عصمان دبل يو مباي (الكامرون) على الجائزتين الثانية والثالثة على التوالي. ونال الفيلم التونسي “أحذية العيد” لمخرجه أنيس الأسود جائزة أحسن فيلم قصير. فيما عادت الجائزتان الفضية والبرونزية لكل من المالغاشي دافيد راندريامانانا لفيلم “صور” ولنادين اوستوبوغو (الغابون) لفيلم “ديالمي”. ومنحت جائزتا أحسن ديكور وأحسن موسيقى لفيلم الخيال التاريخي “زابانا” للمخرج سعيد ولد خليفة. يذكر أن المغرب قدم خلال هذه الدورة أكبر مشاركة? إلى جانب مالي? وذلك من خلال أفلام “أندرومان.. من دم وفحم” لعز العرب العلوي? و”يا خيل الله” لنبيل عيوش? و”جناح الهوى” لعبد الحي العراقي. وكانت الجائزة الكبرى للدورة السابقة قد عادت للفيلم المغربي “براق” للمخرج محمد مفتكر. أفلام مسيئة لأفريقيا انقسمت آراء النقاد حول نوعية الأفلام التي عرضها مهرجان فيسباكو هذا العام، ففي حين أقر بعض السينمائيين بأهمية الأفلام التي عرضت في هذه الدورة، قال آخرون إن الأفلام المعروضة بدت من مخلفات سينما الستينات والسبعينات التي تعكس صورة عن أفريقيا تنحو إلى الماضي وتركز على البؤس. ويرى النقاد أن المهرجان نجح في الاضطلاع بمهمته الأساس المتمثلة في الترويج للسينما الأفريقية وتوسيع سوق تداول أفلام القارة، حيث حاول عبر فروع جوائزه المختلفة مواكبة مجمل التطورات التي عرفها قطاع السمعي البصري في القارة، وترسيخ الدور المهم للسينما الأفريقية في إيقاظ الوعي في أفريقيا واسترجاع الثقافة الأفريقية، من خلال ترقية وتطوير القدرات السينما من طرف الأفارقة أنفسهم. وجاء اختيار المنظمين هذه السنة موضوع “السينما الأفريقية والسياسات العمومية في أفريقيا”، بحضور مسؤولين سياسيين، مثل رئيسة مفوضية الاتحاد الأفريقي نكوسازانا دلاميني والمديرة العامة لليونسكو إيرينا بوكوفا، ليعمق النقاش حول إشكالية دور الدول في تطوير صناعة سينما مستقلة في البلدان الأفريقية. وخلف اختيار النساء لرئاسة لجان تحكيم المهرجان لأول مرة في تاريخه ارتياحا كبيرا، واعتبرها البعض رسالة موجهة للمجتمع الدولي من طرف المنظمين في سياق إقليمي تطبعه التوترات الحادة، خصوصا في شمال مالي، حيث تحاول المجموعات المتطرفة فرض نظرة رجعية على المجتمعات الإفريقية مستهدفة حقوق النساء والثقافة بصفتهما رموز أساسية في الحياة الديمقراطية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©