الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

سباق أوروبي للفوز بالعقول المهاجرة

سباق أوروبي للفوز بالعقول المهاجرة
9 يونيو 2008 22:35
تعاني ألمانيا وبعض الدول الأخرى التابعة لمنطقة اليورو من تسجيل هزائم متوالية في السباق العالمي على الفوز بالموظفين والعمال من ذوي الكفاءات والمهارات العالية وبما يهدد مستقبلها وقدراتها على المنافسة الاقتصادية والصناعية· وتناول هذه الظاهرة الخطيرة عدد كبير من الاقتصاديين ورجال الأعمال الذين عقدوا اجتماعاً لتدارسها في مدينة ميونيخ الخميس الماضي· وينقل تقرير نشرته صحيفة (ذي وول ستريت جورنال) عن هانز فيرنير سين الخبير في معهد إيفو الاقتصادي الذي يتخذ من ميونيخ البافارية مقراً له قوله: إن دولاً مثل المملكة المتحدة، عرفت كيف تستفيد من موجات الهجرة التي نتجت عن امتداد وتوسع الاتحاد الأوروبي في أوروبا الشرقية فيما فوّتت دول أخرى مثل ألمانيا الفرص السانحة لإغراء العمال الأكفاء والموظفين من ذوي المهارات العالية بالهجرة إليها· ويشير البروفيسور سين إلى أن الإحصائيات والدراسات الميدانية بيّنت أن ألمانيا وفرنسا وإيطاليا التي تتمتع بأقوى الاقتصادات في دول منطقة اليورو، دأبت على اجتذاب العمال المهاجرين من ذوي الكفاءات الضعيفة فيما حرصت المملكة المتحدة وإيرلندا وإسبانيا على تشجيع أعداد أكبر من المهاجرين من ذوي المستويات العلمية العالية وأصحاب الخبرة على الهجرة إليها· ويضرب البروفيسور سين مثالاً عن ذلك حين يورد إحصائية تشير إلى أن 45 بالمئة من المقيمين الأجانب في إيرلندا و34 بالمئة في بريطانيا حاصلون على شهادات جامعية عالية فيما لا تزيد هذه النسب عن 19 بالمئة و11 بالمئة في ألمانيا وإيطاليا على الترتيب· وجاء تنظيم اجتماع ميونيخ بعد أن كثرت شكاوى الشركات الأوروبية من النقص الكبير في أعداد الموظفين المهرة والعمال الأكفاء· ونجم عن ذلك تراجع محسوس في معدلات النمو، كما أدى إلى تحجيم قدرة القارة الأوروبية على تطوير موادها وأدواتها المصنّعة وابتكار الأجهزة الجديدة القادرة على المنافسة في السوق الدولية فضلاً عن تضييق مساحة القاعدة الصناعية التقليدية التي طالما اشتهر بها الأوروبيون· وأشار الخبير رولان بيرجير المدير العام لشركة (بيرجير) الاستشارية المتخصصة في شؤون إدارة الأعمال، إلى أن ألمانيا تحتاج الآن لاستقطاب وتشغيل أعداد أكبر من خريجي الجامعات إن كانت تريد النجاح في مسعى التحوّل إلى نظام الاقتصاد المعرفي· وفي مقابل إخفاق الألمان في هذا المسعى المهم حتى الآن، حرص البريطانيون والإيرلنديون على السماح للعمال المهرة المتدفقين من وسط وشرقي أوروبا بدخول بلادهم بحرية تامة منذ الأيام الأولى لانضمام بعض دول الكتلة الشرقية إلى الاتحاد الأوروبي في عام ·2004 وفي مقابل ذلك، ارتكب الألمان وبعض الأوروبيين الآخرين حماقة كبرى عندما عمدوا إلى الاستفادة من حق طرد المهاجرين غير الشرعيين الذي أباحته قوانين الاتحاد الأوروبي، وأطلقوا حملة استمرت سبع سنوات لاستبعاد كافة المهاجرين الجدد بدعوى الخوف من أن يفوزوا بفرص العمل المتاحة على حساب العمال المحليين· وكان لإسبانيا أن تتنبّه إلى السلبيات الاقتصادية الكامنة في هذه السياسة عندما اختارت فتح الأبواب أمام القادمين الجدد من العمال المهاجرين الأكفاء· وأمام هذا الواقع الاقتصادي الأوروبي المحبط الذي نجم عن نقص الكفاءات، لم يكن أمام فرنسا إلا التخلي عن سياسة الأبواب المغلقة والسماح للمهاجرين المؤهلين بدخول البلاد وخاصة أولئك الذين ينتسبون للدول الجديدة التي انضمت إلى الاتحاد الأوروبي· وخلال زيارة قام بها الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إلى العاصمة البولندية وارسو الأسبوع الماضي، أعلن أن فرنسا سوف تفتح الباب أمام المهاجرين البولنديين ابتداءً من شهر يوليو المقبل· وأفادت إحصائيات رسمية صادرة عن الحكومة البريطانية بأن أكثر من 800 ألف عامل من أوروبا الشرقية من بينهم 500 ألف بولندي، تم تسجيلهم في دائرة الهجرة البريطانية خلال السنوات الأربع الماضية· ويوحي ذلك بأنه بات من المحتّم على دول الاتحاد الأوروبي أن تعيد النظر تماماً في قوانين الهجرة إذا أرادت الخروج من دوّامة العوز الشديد للرؤوس الخبيرة والعمالة الكفؤة والتي أصبحت تمثل عملة نادرة· نقلاً عن ''ذي وول ستريت جورنال''
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©