الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«سارية الجبل».. بناء على أنقاض جامع فاطمي

«سارية الجبل».. بناء على أنقاض جامع فاطمي
10 يونيو 2016 18:33
مجدي عثمان (القاهرة) يعد مسجد «سارية الجبل» - سليمان باشا - أول المساجد التي أنشت في مصر على الطراز العثماني الذي يتكون من قبة مركزية وأنصاف قباب حولها، ويقع المسجد داخل قلعة صلاح الدين في الجهة الشمالية الشرقية، وسُمي «سارية الجبل» نسبة إلى سارية بن زنيم بن عمرو بن عبدالله بن جابر بن محمية بن عبد بن عدي بن الديل بن بكر بن عبد مناف بن كنانة من صحابة الرسول ، صلى الله عليه وسلم ،. «فسا ودرانجراد» وقد ذكر علي مبارك في الخطط الجديدة واقعة سارية عند كلامه عن الجامع، وأن الخليفة عمر بن الخطاب كان يخطب على منبر رسول الله يوم الجمعة، فعرض له في خطبته أن قال: يا سارية الجبل الجبل من استرعى الذئب ظلم، فالتفتت الناس بعضهم إلى بعض، وكان هذا حينما ذهب سارية مع جنوده إلى بلدتي «فسا ودرانجراد» من بلاد فارس، وفي الطريق حاصره أكراد فارس، فسمع صوت عمر بن الخطاب وكان النداء بمثابة التوجيه إلى سارية ليسند ظهر المسلمين إلى الجبل ويواجه الفرس وجهاً لوجه. شيد المسجد سليمان باشا فوق أنقاض جامع فاطمي قديم هو جامع «قسطه» نسبة إلى أبي منصور قسطه أحد رجال المظفر بن أمير الجيوش بدر الجمالي وواليه على الإسكندرية، وقد بُني جامعه بالقلعة، كما هو واضح من لوحة تأسيسية ما زالت موجودة، إلا أن سارية لم يحضر إلى مصر ولم يدفن بها، تبعاً لأغلب كتب التاريخ والتراجم، إلا إشارة لابن جبير عند حديثه عن مشاهير الصحابة بمصر، ذكر فيها سيدنا «سارية» وحدد قبره عند سفح جبل المقطم، وكذلك في الخطط التوفيقية يتحدد قبره في قاعة الجبل المشهورة بقرية زاوية الشيخ محمد الكعكي. لوحة تأسيسيةفي سنة 935هـ /‏‏ 1528م جدد سليمان باشا الخادم المسجد، وكان وقتها والياً على مصر في عهد السلطان سليمان القانوني، ثم قام بنقل اللوحة التأسيسية للجامع، والتي ترجع إلى أبي منصور قسطه إلى ضريحه بالجهة الغربية من الجامع، ووضع بدلاً منها لوحة رخامية مثبتة بأعلى الباب الغرب للجامع توضح تجديداته. و«مسجد الرديني» هو اسم آخر يضاف إلى أسماء مسجد سارية الجبل، وذلك نسبة إلى الشيخ الحسن بن على بن مرزوق بن عبد الله الرديني الفقيه المُحدث، وكان يأوي بمسجد سعد الدولة بالقلعة ثم تحول منه إلى هذا المسجد، واستمر الشيخ الرديني في التدريس به إلى أن مات سنة 540 هـ. والمسجد يتكون من قسمين رئيسيين، هما بيت الصلاة أو المسجد، ويحتوى على قاعة مربعة تحيط بها من جميع جهاتها، عدا الجهة الشمالية الغربية ثلاث إيوانات، أكبرها إيوان القبلة الذي يحتوي محراب رخامي مزخرف بالوزرات والفسيفساء الرخامية ومنبر رخامي، أما القسم الثاني فهو الصحن المكشوف أو حرم الجامع، ويتقدم المسجد أو بيت الصلاة من الناحية الشمالية الغربية، ويتكون تخطيطه من صحن أوسط مكشوف تحيط به أربعة أروقة مغطاة بقباب ضحلة مقامة على مثلثات كروية، وللمسجد مئذنة أسطوانية ذات تضليع، وهي أول المآذن بالقاهرة التي بنيت على الطراز العثماني، والتي تعرف باسم «القلم الرصاص»، كما ألحق بالمسجد كتاب لتعليم القرآن، وشاذروان للوضوء، وحديقة، وبني الجامع على طراز جوامع الآستانة، من حيث تخطيطه المستطيل الشكل وقبابه ومئذنته.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©