الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

تحويل جزء من مياه نهر المسيسيبي لإبعاد بقعة النفط

تحويل جزء من مياه نهر المسيسيبي لإبعاد بقعة النفط
1 مايو 2010 23:24
حولت السلطات الأميركية في ولاية لويزيانا جزءاً من مياه نهر المسيسيبي باتجاه منطقة المستنقعات لدفع بقعة النفط التي التي وصلت إلى جزر في دلتا النهر حسبما أعلنت ويلما سوبرا من منظمة “اكشن نتورك” البيئية في الولاية. وانضمت في إعلان حالة الطوارئ ولايتا آلاباما ومسيسيبي الأميركيتان إلى فلوريدا ولويزيانا لتعلن الولايات الأربع المطلة على خليج المكسيك حالة الطوارئ قبل إعلان الرئيس الأميركي توجهه إلى المنطقة المنكوبة خلا 48 ساعة. ورغم كل الجهود التي بذلت خلال الأيام الماضية عثر خبراء البيئة على أولى ضحايا البقعة السوداء أمام سواحل لويزيانا، وكانوا عدداً من حيتان العنبر وأحد الطيور. ومع استمرار تسرب النفط وصلت مساحة البقعة أمام السواحل الأميركية أمس إلى أكثر من 1500 كيلومتر مربع، وهي مساحة أكبر من مساحة لندن، ليعلن الجيش الأميركي أنه سيشارك في تبديد البقعة. وأعلنت السلطات المكلفة بمكافحة بقعة النفط أمس وقف الإنتاج في منصتين نفطيتين وإخلاء منصة ثالثة من باب الاحتياط. ولكنها لم تعلن الأسباب الداعية إلى ذلك. وكانت السلطات الاتحادية طلبت فور وقوع الكارثة تفقد كافة منصات البترول في خليج المكسيك. ومن جانبها عقدت الإدارة الأميركية مجلساً وزارياً بطلب من الرئيس الأميركي استغرق أكثر من ساعة وحضره أبرز وزراء ومسؤولي البيئة ووزيرة الداخلية جانيت نابوليتانو ووزير الدفاع روبرت جيتس. وقال البيت الأبيض إن هدف الاجتماع هو التأكد من تكريس كافة الموارد الفدرالية لمواجهة الكارثة. كما أعلن البيت الأبيض أن الرئيس باراك أوباما سيزور خليج المكسيك خلال 48 ساعة أمس. وطلب أوباما من إدارته تقديم تقرير خلال 30 يوما حول ملابسات الحادث والتدابير التي يجب اتخاذها لتفادي مثل هذه الكوارث. ووافقت وزارة الدفاع الأميركية على نشر الحرس الوطني في ولاية لويزيانا، بعد طلب من حاكم الولاية بوبي جندال بنشر 6 آلاف من جندي احتياط. كما أعلن الحاكم أنه سيستعين أيضاً بالسجناء لتنظيف الشواطئ. ولم تعلن وزارة الدفاع في بيانها عدد الاحتياطيين الذين سيتم نشرهم، لكنها قالت إن الحكومة تعتبر أن على شركة (بريتش بتروليوم) تحمل تكلفة هذا الانتشار. وأرسل الجيش الأميركي تجهيزات وطائرات تنقل مواد كيميائية للمساعدة على تجفيف بقعة النفط. وقال المتحدث باسم البنتاجون جيف موريل إن الوزير روبرت جيتس أمر طائرتي نقل عسكريتين بالبدء بنثر مواد كيميائية لتبديد البقعة. ويمكن لكل طائرة أن تغطي مساحة كيلومتر مربع في كل طلعة وهي قادرة على القيام بثلاث طلعات يوميا. وغرقت المنصة (ديب ووتر هورايزن) التي تستغلها شركة (بريتش بتروليوم) البريطانية، على بعد 70 كلم من السواحل الأميركية، بعد انفجار وحريق وقع الأسبوع الماضي. وكانت تحتوي على 2,6 مليون ليتر من النفط. ولم تستطع الشركة السيطرة على التسرب الذي وصل إلى 800 ألف برميل يومياً. وعثر خبراء في البيئة أمس على بعض حيتان العنبر تسبح داخل بقعة النفط وحولها وأحد طيور الأطيش الشمالي، الذي عثر عليه حيا لكنه مغطى بالسخام السام الذي يزحف على طول ساحل ولاية لويزيانا. ونقل الطائر إلى مركز طارئ لإعادة التأهيل لتطهيره ومعالجته وهو أول حالة تلوث في كارثة محتملة تواجه الطيور والسلاحف البحرية والثدييات المائية في المنطقة. وقال مايكل زيكاردي الطبيب البيطري الذي يشرف على بعض فرق إنقاذ الحياة البرية في المنطقة “نتوقع الكثير من الخسائر في الأيام المقبلة، نأمل ألا يكون العدد كارثيا.. نأمل في الأفضل لكننا نستعد للأسوأ”. وزيكاردي هو مدير شبكة رعاية الحياة البرية الملوثة بالنفط في كاليفورنيا حيث يوجد كبار الخبراء في مجال إنقاذ والعناية بالحياة البحرية الملوثة بالنفط. وتعامل زيكاردي مع أكثر من 60 حادث تسرب نفطي في كاليفورنيا. ويتسرب النفط من بئر عميقة تحت الماء قبالة ساحل لويزيانا في خليج المكسيك بمعدل يصل إلى 5 آلاف برميل يوميا الأسبوع الماضي وفشلت حتى الآن الجهود لتركيب صمام لوقف التسرب. وبدأت البقعة الضخمة في الوصول إلى جزر في دلتا نهر مسيسبي قبالة لويزيانا أمس الأول، في توقيت سيئ جدا لبعض الأحياء المائية التي يمثل هذا الوقت من العام وقت تزاوجها أو وضع صغارها. من ناحية أخرى بدأت المقارنات بين بطء الاستجابة في الولايات المتحدة بعد إعصار كاترينا عام 2005، الذي وقع في ولاية لويزيانا أيضاً، وتسرب بقعة زيت ضخمة في خليج المكسيك في الآونة الأخيرة. إلا أن التسرب لا يمثل حتى الآن مشكلة سياسية كبيرة للرئيس أوباما. وتبذل إدارته جهودا كبيرة في إظهار أنها تراقب وتبادر بالاستجابة لكارثة بيئية وشيكة. ولفترات طويلة منذ تولي الحزب الديمقراطي رئاسة الولايات المتحدة عمل منتقدون وخبراء على مقارنة العديد من الكوارث الطبيعية أو الأزمات السياسية الأخرى بإعصار كاترينا الذي ارتبط في الأذهان بما اعتبره كثيرون بطء استجابة إدارة الرئيس الأميركي السابق جورج بوش للكارثة. ووصف بعض المنتقدون أمس، منه بينهم مقدم البرامج الإذاعية راش ليمباو المحافظ الذي يحظى بنفوذ إعلامي، التسرب النفطي بأنه “كاترينا فترة أوباما”. وأطلقت مسميات مشابهة على مرحلة أو أخرى مثل إعصار هايتي في يناير وتفشي انفلونزا الخنازير. وتعرض أوباما لانتقادات بسبب ما تردد عن بطء الاستجابة مع أزمة أخرى وقعت في ديسمبر وهي محاولة لنسف طائرة كانت متجهة لمدينة ديترويت لكن الرئيس الأميركي سعى إلى الإشارة إلى مواقف أخرى لتجنب اتهامات ببطء الاستجابة. ووصف البيت الأبيض المقارنة بأنها مدبرة.
المصدر: واشنطن
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©