السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

لاجئون فلسطينيون تحق لهم العودة... ولكن في تابوت

3 أغسطس 2009 02:11
«عودوا بعد مماتكم» !.. منذ 60 عاما والسلطات الاسرائيلية تمنع عودة سكان قرية اقرث العربية الذين طردوا منها مع اندلاع الحرب العربية - الاسرائيلية الأولى عام 1948 ويتذكر معروف اشقر الذي يبلغ 79 عاما وشهد في 31 أكتوبر 1948 ترحيل 450 من سكان البلدة ويقول: «امرنا الجيش (الإسرائيلي) بمغادرة القرية مؤكدا أننا نستطيع العودة بعد أسبوعين». وأضاف الرجل الذي يعتبر ذاكرة القرية الحية «وما زلنا ننتظر منذ 60 عاما». واردف «لاحقا دمروا البلدة. لم يتركوا إلا الكنيسة والمقبرة. وكأنهم يقولون لنا: «لا تعودوا قبل مماتكم». غير أن سكان تلك البلدة المسيحية القريبة من الحدود اللبنانية ويحملون الجنسية الاسرائيلية، فازوا بحكم من المحكمة العليا الاسرائيلية عام 1951 - على غرار سكان بلدة كفربرعم - يقضي بالسماح لهم بالعودة. ويرى المؤرخ الإسرائيلي بني موريس، أن كفر برعم واقرث تمثلان تصميم الجيش منذ 1948 على إنشاء نوع من «الحزام الأمني» يخلو من العرب على طول الحدود الشمالية. وتلقفت «مؤسسات الدولة المدنية» هذه السياسة سريعا, على ما اكد موريس في كتابه «مراجعة نشوء مشكلة اللاجئين الفلسطينيين» (دار كامبريدج, 2004). وأضاف «كان الروم الكاثوليك يقطنون اقرث, التي استسلمت لقوات كتيبة عوديد بلا مقاومة, لا بل استقبلتهم بالخبز والملح على انهم «محررون». وروى معروف اشقر «كان صباح يوم احد, في الساعة 7,30 اقترب الجنود من الجهتين. رفعنا الراية البيضاء وقدمنا لهم الطعام. بعد خمسة أيام أمرونا بالمغادرة مؤكدين أننا في خطر». وبعد أشهر على قرار المحكمة العليا دمر الجيش القرية. وقال اشقر: «في 24 ديسمبر 1951 ليلة الميلاد. سووا القرية بالتراب ودمروا كل المنازل لمنعنا من العودة». ومذاك والسكان وأبناؤهم الذين يبلغ عددهم حوالى 1200 شخص منتشرون في شمال إسرائيل يواصلون الصراع. وقال رئيس لجنة سكان اقرث عماد يعقوب (59 عاما): «على الرغم من دمار القرية ما زلنا مخلصين لها». وبالتالي رفع السكان القضايا وتظاهروا ونظموا تجمعات ووقعوا العرائض, موجهين نداءات الى البابا يوحنا بولس الثاني إبان زيارته الى الأراضي المقدسة عام 2000 ثم الى خلفه بنديكتوس السادس عشر في زيارته في مايو الأخير, بلا جدوى. وعام 2001 اعتبر رئيس الوزراء آنذاك ارييل شارون في بيان رسمي حول اقرث وكفر برعم، أن «سابقة السماح للاجئين بالعودة الى قراهم ستستخدم سياسيا ودعائيا من طرف السلطة الفلسطينية». وعلى الرغم من تعنت السلطات منذ 60 عاما, ما زال سكان اقرث يبذلون ما في وسعهم للمحافظة على وجود قريتهم. وقال عماد يعقوب «ننظم قداسا شهريا, ونعقد القرانات ونقيم العمادات في الكنيسة، كما ندفن أمواتنا في المقبرة. كل صيف ننظم مخيمات لتعليم اليافعين تاريخ القرية ومحبتها». وأضاف «تراهن الحكومة على الوقت لمحو الذاكرة, كي تنسى الأجيال الجديدة أصلها, لكننا سنثبت لهم العكس».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©