الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

الشاعر الفلسطيني هارون رشيد يستذكر شيئاً من النكبة

الشاعر الفلسطيني هارون رشيد يستذكر شيئاً من النكبة
9 يونيو 2008 23:15
في ذكرى نكبة فلسطين ونكسة العرب، أحيا الشاعر الفلسطيني هارون هاشم رشيد مؤخرا أمسية شعرية في مركز جمعة الماجد للثقافة والتراث بدبي· وفي بداية لقائه بجمهور المركز أشاد الشاعر بالجهود الثقافية الكبيرة التي يقدمها جمعة الماجد لفلسطين وللثقافة والتراث في الوطن العربي· واستذكر الشاعر ذكريات النكبة قبل ستين عام بقوله: أنا من مدينة غزة، من حارة اسمها حارة الزيتون التي تسمعون عنها اليوم بحي الزيتون التي قلت فيها شعرا: يا دارنا في حارة الزيتون يا دارنا يا بهجة العيون· واضاف حول أيام النكبة: في تلك الأيام كانت المراكب المحملة باللاجئين ترسو في شاطئ غزة ولم يكن في غزة آنذاك ميناء وكنا نساعد في استقبال اللاجئين من مدن حيفا ويافا وعكا ومن كل فلسطين ليسكنوا في المدارس والمساجد لأن غزة لم تكن مجهزة أصلاً لاستقبال هذه الأعداد في ذلك الوقت، وكنت أعرف كل مدن فلسطين وقد عرفت الوطن شبراً شبرا وشجرةً شجرة وشارعاً شارعا لذلك، كان الوجع أليماً شديداً وكنت أول من دق وتدا في أول مخيم للاجئين في غزة وكان قريباً من الشاطئ واسمه مخيم الجميزات وكانت الخيمة في ذلك الوقت تشبه الجرس لذلك كان اللاجئون يسمونها خيمة الجرس وكانت توضع فيها عائلات بكاملها ، وكنت أستغرب من هؤلاء اللاجئين كيف يواجهون اليأس بهذه الخيام وهم الذين كانوا يسكنون البيوت الكبيرة في مدنهم في فلسطين، وقد كتبت أول قصيدة لي وغناها فيما بعد المطرب محمد فوزي أقول فيها: أخي والخيمة السوداء قد أمست لنا قبرا/ غداً سنحيلها روضاً ونبني فوقه قصراً/ غداً يوم انطلاق الشعب يوم الوثبة الكبرى/ سنمشي ملء عين الشمس نحدو ركبها الحرا/ فلسطين التي ذهبت سترجع مرةً أخرى· ثم يقول: بعد ستين عاما ها نحن نواصل المسيرة ومن ذلك التاريخ جاءت أجيال أكثر تمسكاً بالأرض وهي لم ترها وأكثر عشقاً للوطن وهي لم تعش فيه، وهذا الأمر لم يأت من فراغ وإنما بذل أبناء جيلنا دورا كبيرا في تعميق مفهوم الكلمة التي واكبت تلك السنوات لتُبقي ذكرى النكبة حيةٌ دائماً · وفي قصيدة أخرى يقول عنها: دخلنا في مرحلة أخرى حيث قلنا لا بد أن نخرج من مرحلة الخيمة واللجوء وقلت لتنطلق قصائد المقاومة: عائدون عائدون إننا لعائدون/ الحدود لن تكون والقلاع والحصون/ فاصرخوا يا لاجئون إننا لعائدون· ثم أطلقت صرخة اللاجئ الفلسطيني التي انتشرت في كل أنحاء الوطن العربي لأنها دخلت في المناهج الدراسية في ذلك الوقت وقلت: أنا لن أعيش مشرداً أنا لن أظل مقيدا·· أنا لن أخاف من العواصف وهي تجتاح المدى· أنا لاجئ داري هناك وكرمتي والمنتدى·· أنا صاحب الحق الكبير وصانع فيه الغدا يذكر أن الشاعر هارون رشيد من مواليد غزة هاشم عام ،1927 وهو من شعراء الخمسينيات الذين أطلق عليهم شعراء النكبة أو شعراء المخيم ، أصدر عشرين ديوانا شعرياً بين عامي 1954 ـ ،2002 إضافة إلى عدد من المسرحيات الشعرية التي أخرجت على المسرح وطافت عدداً من البلاد العربية، وشكلت احد روافد المسرح الملتزم، وجددت تقاليد المسرح الشعري·
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©