الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

عشر ساعات لاتخاذ القرار و«أمانة» الجائزة لم تستطع تغيير رأي اللجنة

15 مارس 2011 23:57
في أعقاب الإعلان عن فوز رجاء عالم من السعودية عن روايتها “طوق الحمام” والشاعر والروائي محمد الأشعري من المغرب عن روايته “القوس والفراشة” مناصفة بالجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر العربية) في دورتها الرابعة، أقام مجلس أمناء الجائزة مؤتمرا صحفيا بمشاركة الفائزين وأعضاء لجنة التحكيم الخمسة امتد لقرابة الساعة ونصف الساعة برئاسة زكي نسيبة نائب رئيس مجلس هيئة أبوظبي للثقافة والتراث. وفي البداية، تحدث رئيس لجنة التحكيم الشاعر والروائي فاضل العزاوي من العراق، فأشار إلى أن عدد الروايات التي تقدمت للجائزة بلغ مئة وثلاث عشرة رواية، فقرئت جميعا وكان من بينها ما هو سخيف أو من المستحيل فوزها بالجائزة إلى أن وصلت رواية رجاء عالم، فاعتقدت شخصيا إنها مرشحة للفوز، وكذلك عندما وصلت رواية محمد الأشعري. إنهما من عالمين مختلفي الأسلوب والشكل ومن حيث طبيعة تناول الموضوع الإنساني. فاستمرت مناقشات اللجنة حولهما لساعات لكل رواية على حدة، من حيث قوتها وضعفها وجمالياتها وفنيتها فتوصلنا إلى أنه ليس عدلا منح الجائزة لواحدة منهما فقط فاعطيتا مناصفة حيث لم يحصل هذا القرار بسهولة، فلم يحدث ذلك من قبل في (البوكر مان) بنسختها الإنجليزية سوى مرة واحدة قبل عشرين سنة ولم يتكرر الأمر. وأعرب العزاوي عن سعادته الشخصية بالنتيجة من ناحية أدبية وضميرية. وعن أجواء روايتها وعلاقتها بالراهن العربي قالت رجاء عالم إن العالم يواجه تحدياً في الكتابة. إنها رسالة وهي من صلب مجريات حياتنا الآن، وهناك قنوات مختلفة ترفد فعل الكتابة وعليّ أن أواكب العصر، ذلك أن الواقع هو الذي يتحدانا ويدفع بنا لتغيير طريقة الكتابة. وعن ربيع الوطن العربي الراهن أشار محمد الأشعري إلى أن تحريض الإنسان العربي وبناء ديمقراطيات حقيقية سيفتح أبوابا جديدة أمام الأدب والفنون عموما والدليل على ذلك أن الكثير من الأعمال قد أصابها الاختناق والموت من جرّاء غياب هذه الديمقراطيات بصفة عامة. أما عن موضوعي الروايتين اللتين تناولتا قضية التطرف الديني وعلاقته بالترويج لضرورة بقاء الأنظمة العربية على ما هي عليه، فرأى الناقد سعيد يقطين أن هذه الموضوعات بالمعنى الروائي العميق عابرة وزائلة فلا يبقى من العمل الفني سوى رفعة سويته الفنية دون سواها. وردا على سؤال مفاده بأن استغراق الاختيار لمدة ست ساعات ثم استشارة (البوكر مان) الأم في منح الجائزة لروايتين معا لأول مرة هو أمر يوحي بأن هناك ارتباكاً في أوساط اللجنة سببه الأساسي هو الاختلاف في أوساط لجنة التحكيم وأن اللجوء إلى الجائزة الأم هو نوع من الحل، ما قد يثير زوبعة على هذا الصعيد، ردّ زكي نسيبة مباشرة بالقول: بالطبع فإن الزوابع في هذا السياق مفيدة فهي على الأقل تفيد في انتشار الكتابين على أوسع نطاق ممكن بهدف اختبار ما يشار إليه. أما الشاعر أمجد ناصر فأوضح أن الساعات العشر التي استغرقها النقاش كانت حول أيهما نختار من الروايتين للفوز بالجائزة، وقام هذا الاختيار على اعتباراتنا نحن والتي هي اعتبارات فنية بالأساس، فالأمر لم يكن يمس الروايتين بل الاختيار فحسب. وهذا ما أكده العزاوي، فرأى أنه “عندما اتُخذ القرار كنا نعلم أنه جديد واستثنائي، وعندما أخبرت أمانة الجائزة العربية عن القرار، سعت الأمانة إلى ثنينا عن قرارنا لكننا أصررنا على ذلك، لكن بهذا الإصرار حصلنا على ذلك الأمر الذي يشير إلى قوة لجنة التحكيم واستقلالية قرارها وهو ما قبل به مجلس الأمناء أيضا. وبهذا المعنى فما من ارتباك أو إشكال كبير لو فازت إحدى الروايتين لكن سيبقى شيء ما في داخلنا وضميرنا المهني يقول: لا.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©