الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

عنان للأسد: لا يمكنك تغيير اتجاه الريح غيِّر اتجاه الشراع

عنان للأسد: لا يمكنك تغيير اتجاه الريح غيِّر اتجاه الشراع
12 مارس 2012
أعرب الموفد الخاص للأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي عنان أمس، عن “تفاؤله” بعد جولة ثانية من المحادثات عقدها مع الرئيس السوري بشار الأسد. وقال عنان “قمت بحث الرئيس على العمل بالمثل الإفريقي الذي يقول، لا يمكنك تغيير اتجاه الريح ولذا غير اتجاه الشراع”. وقال عنان في تصريح صحفي في ختام لقائه الأسد، إن مهمته ستكون “صعبة، لكن علينا أن نتحلى بالأمل، إنني متفائل”. وأضاف أن سوريا بحاجة إلى إجراء تغيير وإصلاح. واستطرد “يجب أن تبدأ بوقف القتل والمآسي والانتهاكات التي تحدث اليوم ثم تمنح وقتا لتسوية سياسية”. وقال عنان الذي التقى بعلماء دين في دمشق امس إن الوضع “سيئ وخطير للغاية” وأن كل السوريين يتحملون مسؤولية “المساعدة في علاج وإصلاح هذه الأمة”. واعترف عنان بانه سيكون من الصعب التوصل لاتفاق لوقف إراقة الدماء. وأضاف للصحفيين في دمشق “سيكون الأمر شاقا. سيكون صعبا لكن علينا التحلي بالأمل”. وأضاف عنان “إنني متفائل لعدة أسباب، لقد قابلت العديد من السوريين خلال المدة القصيرة التي قضيتها هنا واغلب السوريين الذين قابلتهم يرغبون بالسلام وبإيقاف العنف”. وقال أيضا “إنهم يريدون أن يعيشوا حياتهم”، مشيرا إلى أن “الوضع سيء للغاية وخطير جدا ولا يمكن لأحد أن يفشل”. وأعلن عنان أنه قدم للرئيس السوري “سلسلة مقترحات ملموسة سيكون لها انعكاس حقيقي على الأرض وستساعد في إطلاق عملية ترمي إلى وضع حد لهذه الأزمة”. وأكد عنان أن المحادثات تركزت على ضرورة “وقف فوري لأعمال العنف والقتل والسماح بوصول المساعدات الإنسانية وحوار”. وأضاف “الرد الواقعي هو القبول بالتغيير وتبني إصلاحات تضع الأسس المتينة لسوريا ديموقراطية ولمجتمع سلمي ومستقر ومتعدد ومزدهر على قاعدة الحق واحترام حقوق الإنسان”. وكان الرئيس السوري أكد أثناء لقائه الأول عنان أمس الأول أن سوريا “مستعدة لإنجاح أي جهود صادقة لإيجاد حل لما تشهده من أحداث”. كما أكد الأسد أن “أي حوار سياسي أو عملية سياسية لا يمكن أن تنجح طالما تتواجد مجموعات إرهابية مسلحة تعمل على إشاعة الفوضى وزعزعة استقرار البلاد من خلال استهداف مدنيين وعسكريين وتخريب الممتلكات الخاصة والعامة”. ولم يرد أي مؤشر على قبول الأسد ما قال متحدث باسم الأمم المتحدة، إنه اقتراح عنان بوقف إطلاق النار والسماح بدخول المساعدات الإنسانية والإفراج عن المحتجزين وإجراء حوار سياسي. إلى ذلك، التقى عنان امس مفتي الجمهورية السورية وممثلين عن جميع الطوائف الدينية في سوريا. وكان عنان التقى كذلك مساء أمس الأول بأطراف من المعارضة في الداخل السوري الذين أكدوا له خلال لقائهم ضرورة التزام السلطة بتعهداتها في وقف استخدام العنف للتأكد من “حسن نواياها” قبل البدء بالعملية السياسية. وكان أنان دعا الخميس “المعارضة السورية إلى أن تأتي بجميع أطيافها لتعمل معنا من أجل البحث عن حل يحقق طموحات الشعب السوري”. وقال رئيس المكتب الإعلامي في هيئة التنسيق لقوى التغيير الديموقراطي في سوريا عبدالعزيز الخير لوكالة فرانس برس “لا يمكن الحديث عن أي عملية سياسية قبل وقف إطلاق النار وتامين الإغاثات الإنسانية وإطلاق المعتقلين السياسيين وسحب القوات العسكرية من مختلف المدن والبلدات في البلاد”. وأضاف “يجب معالجة التبعات التي ترتبت على المعالجة الأمنية والعسكرية التي لجأ إليها النظام منذ بداية الاحتجاجات الشعبية قبل عام، وجملة إجراءات أخرى ضرورية لخلق مناخ يوفر فرصة حقيقية لنجاح العملية السياسية”. وأشار إلى أنه أبلغ عنان أن “كل حديث لبدء عملية سياسية في البلاد قبل القيام بذلك هو وهم، لأن النظام لا يتعاطى أبدا مع الشأن السياسي ولا يرى سوى المعالجة العسكرية والقمع للتحركات الشعبية”. وذكر رئيس تيار بناء الدولة السورية المعارض لؤي حسين، أن “السلطة السياسية هي العائق الأساسي أمام أي عملية سياسية. فهي استمرت في استخدام العنف ورفضت جميع المبادرات كما انها لم تف بوعودها”. وأضاف حسين أن “وفاء السلطة بوعودها بالعفو عن المعتقلين السياسيين” وعدم استخدام “العنف المفرط في قمع المحتجين” يشكلان “عملية تحقق من النوايا لإثبات أنها جادة في طرحها للعملية السياسية”. وأكد حسين أن ذلك لا يعتبر شروطا للبدء بالحوار بل عملية تحقق من النوايا. وأوضح الخير أن “التفاوض لا يمكن أن يجري إلا مع الذين لم تتلوث أيديهم بالدماء والفساد. أما الذين تلوثت أيديهم فمكانهم هو القضاء والمحاكم لينالوا جزاءهم العادل”. وأشار إلى أن التفاوض يكون “على مرحلة انتقالية يتم بموجبها رسم خارطة طريق بين الوضع الراهن والنظام الديموقراطي الذي يريده السوريون”. وأكدت الهيئة أمام الموفد الخاص “ضرورة العمل بالسرعة القصوى لان الوضع لا يحتمل أي تأخير بسبب وجود أوضاع كارثية في أكثر من منطقة جراء القصف الوحشي واستخدام الآليات والمدافع الثقيلة لضرب المناطق السكنية”. وأشار الخير إلى أن “مجموعة من شباب الحراك الثوري رافقوا الهيئة وأطلعوا عنان على الواقع الميداني في عدد من المناطق السورية”.
المصدر: دمشق
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©